يغلق الله سبحانه وتعالى أبواب جهنم جميعها، وتظلّ أبواب الجنة مفتوحةً مشرعةً لعباده المؤمنين، فيتشكل جواً مفعماً بالروح الإيمانية، فيه يلجأ المعبود إلى الخالق أكثر من قبل، ويسمو بعبادته ويعلو بتلاوة آياته الكريمة، ويصدح بصوته وقراءته في كل مكان.
وكما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته في الناس قائلاً:
(أيها الناس إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور وأيامه أفضل الأيام ولياليه أفضل الليالي وساعاته أفضل الساعات وهو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة الله وجعلتم فيه من أهل الكرامة).
فبين لنا فضل وعظمة هذا الشهر الفضيل الذي جهل الكثير من المؤمنين بفيوضاته، فإن ساعاته سواء كانت في الليل أو النهار فإنها أفضل ساعات الحياة اليومية، فالأنفاس فيها رحمة واسعة.
حيث يشعر الصائم فيه بجوع الفقراء والمحتاجين، ويفكر في غيره من الناس.
فيعتبر الصوم من أعظم العبادات التي لم يحدد الله أجرها، لأنه يكون خالصاً لله سبحانه وتعالى، ففيه تربية عظيمة للنفس البشرية، والكثير من الروحانية التي تتجلى في أرواحنا وتعطر أنفاسنا بذكره العظيم، وتجعل القلب متصلاً بالله وتهذيب النفس وإبعادها عن المعاصي والذنوب.
وكذلك يعود شهر رمضان بالفوائد الصحية على جسم الإنسان، ولعل هذا ما يجهله الكثير من المؤمنين، حيث إنّه ينشط عمل الجهاز الهضمي ويعالج مشاكله المختلفة، ويعزز عمل الدماغ وينشطه، ويحسّن من الحالة النفسية والمزاجية، ويساهم في إنقاص الوزن الزائد، وذلك من خلال حرق الدهون الزائدة في الجسم، كما يخلص الجسم من السموم والملوثات المتراكمة فيه، إضافة لذلك فهو يخلص الإنسان من العديد من العادات السيئة، والتي أبرزها تناول الأطعمة الجاهزة والتدخين.
فهو يترك فينا أثراً عظيماً لأننا نلجأ لله ونعود إليه أكثر من كل الأوقات.
فلذا علينا أن نستغل شهر رمضان المبارك، لتكفير ذنوبنا، وتقوية إيماننا، وأداء الصلاة والقيام على أكمل وجه، والبدء مع الله سبحانه وتعالى عهداً جديداً.
إن هذه الأيام تعتبر فرصة رائعة يجب على كل صائمٍ وقائمٍ اغتنامها، كي يتزود من الأجر العظيم.
اضافةتعليق
التعليقات