أقامت جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية دورة ثقافية الكترونية بعنوان (كيف ندخل لتفكير أطفالنا؟) وكيف يتم ايصال المعلومة التربوية والدينية بشكل صحيح ومؤثر للأمهات والمربيات قدمتها الأستاذة فاطمة مرتضى معاش المختصة في علم النفس وباحثة وكاتبة في كتاب نهج البلاغة وذلك بواقع محاضرة واحدة أسبوعيا ولمدة شهر انطلاقاً من 12/5/2024 الموافق 3 من ذي القعدة 1445 هـ ولقد تضمنت محاور الدورة على:
ما هي مراحل النمو المعرفي والفكري لدى الأطفال؟
ما هو المثلث المعرفي وكيف نستفيد منه في التعليم؟
كيف نكون متأكدين بأن تصل المعلومة الدينية بصورة صحيحة للطفل ولا تصنع له رد فعل؟
ما هي الأمور النفسية التي يجب مراعاتها في التعليم الاحترافي مع الأطفال بصورة عامة والتعليم الديني بصورة خاصة؟
مع وجود أمثلة عملية وتمارين عملية لتوضيح الفكرة
نظراً لأهمية الشعور بالأمان عند الطفل تم تخصيص محاضرتين لهذا الموضوع والتركيز على نبذ العنف والقساوة في جميع الأساليب التربوية لأن الملجأ الوحيد للطفل هو أبويه ويجب اشباعهم عاطفياً لنتمكن من تربيتهم بالطرق المتبعة وإيجاد ثمار لذلك، فالعنف أو الغضب من الطفل يجعله يبحث عن شخص آخر للحصول على الاشباع العاطفي وعند التأكد من سلامة نفسية أطفالنا نتخذ أسلوبا يناسب شخصية الطفل للحصول على أكبر فائدة، لتحقيق أي هدف تربوي لابد الاعتماد على ثلاث نقاط (السلوك، الفكر، العاطفة) وكذلك تم تقسيم الطفل إلى مراحل النمو والفكر.
المرحلة الأولى نفسية حركية فالطفل يريد أن يكتشف العالم من خلال حواسه وحركاته الجسمية.
المرحلة الثانية من سنتين إلى ثلاث سنوات حين يكون للطفل خيالا قويا وأهمية مراعاة مشاعره.
المرحلة الثالثة فوق السبع سنوات مرحلة العمليات المادية المحسوسة يستطيع الاستدلال والاحساس ويكون تعامله مع القضايا المادية والمحسوسة فالأشياء التي لا تُرى لا يستطيع رؤيتها لا يمكنه استشعارها بالطريقة الصحيحة.
المرحلة الرابعة فوق 11 سنة تقريباً إذا تم عبور المراحل السابقة بطريقة صحيحة يمكن للطفل أن يفهم المعاني الدينية للأحاديث.
ثم أردفت معاش: إن التكنولوجيا خلقت أزمة في فكر الأطفال وتلكؤ واضح في استيعاب الطفل لأنها أخذت حيزاً واضحاً من وقته وعقله وأهدرت قدراته التخيلية وتسلب منه التفكير لأنه عندما يلعب أو يرسم أو يقوم بالأعمال الحركية فهو يؤدي عملية التفكير لكن إذا كان يستخدم الهاتف أو يلعب بالألعاب الالكترونية فهو يقوم بالأشياء الروتينية بالتالي صنعت طفلا متأخرا ذهنياً فعندما يكون بعمر ال 11 عاماً مازال عقله متوقفا عند 8أو 9 أعوام إضافة إلى الكبت الفكري الناتج عن عدم الحوار أو ابداء الرأي أو نهر الطفل عند ابداء رأيه في المدرسة خاصة في المدراس العراقية وكذلك عدم وعي الأبوين بأهمية لعب الأطفال لعدم احداث فوضى أو بهدف الحفاظ على النظافة فهذا أيضاً يعتبر كبتا للطفل أو خوفا من الوالدين بالتالي على أثر منعه من اللعب سيشعر بالكبت الداخلي ويحاول التعبير عنه بطرق أخرى في العادة تكون غير مناسبة.
قدمت الدورة على مدار خمس محاضرات الكترونية مجموعة من المفاهيم التربوية المستحدثة المواكبة للعصر الحالي بوجود التكنولوجيا الدخيلة ومحاولة التعامل مع كمية التغيرات الطارئة على عقل الطفل بطريقة علمية مدروسة إثر تجربة وخبرات طويلة قدمتها الأستاذة المتخصصة في علم النفس والباحثة في عدة مجالات فاطمة مرتضى معاش.
وقالت المشاركة فاطمة أم علي/ أم لولدين (علي وحسن): "إن الدورة أضافت لي كل الحب والنصائح التربوية الاسلامية الشيعية التي أغلبها لم أسمعها من قبل، كما أن أكثر معلومة استفدت منها هي اللطف مع أولادي وأن أتركه سبعاً، كما قد تحسنت علاقتي بأولادي ولقد استطعت التقليل من شغبهم من خلال توفير لهم المساحة في اللعب بالماء والفقاعات خصوصا نحن في جو صيف الحار وأقترح تكثفون من المحاضرات فنحن نحتاج لمرشدات في الجانب التربوي للأمهات خاصة بشرط أن يكون أسلوبهم التربوي مستحدث ويقدم المفاهيم الدينية وتكون هذه الورشات شاملة لمحافظة بغداد وديالى وبقية المحافظات ويكون الإعلان موسعاً ليستفيد أكبر عدد ممكن وجزيتم خيراً".
وشاركتنا نبأ حافظ أم لثلاثة أطفال قائلة: "إن الدورة أضافت لي الكثير من الأساليب التربوية الصحيحة كما أن أكثر المعلومات التي استفدت منها هي التمثيل بالقصص فقد كان مؤثراً على أطفالي كما وقد تحسنت علاقتي بهم واستطعت التأثير على سلوكهم، أقترح الاكثار من هكذا دورات تدريبية للأمهات".
وشاركتنا أم علي رأيها قائلة: "المحاضرات رائعة جداً وكلها روحانية ونور كانت دورة استثنائية، سابقاً دخلت دورات حول أساليب التربية وكانت بسيطة أما هذه الدورة مختلفة وحديثة نرجو الاستمرار بهذه الدورات".
والجدير بالذكر أن جمعية المودة والإزدهار للتنمية النسوية تسعى لدعم وتمكين المرأة والأم ثقافيا، وبناءها من خلال إقامة الدورات والندوات والنوادي الثقافية على مختلف الأصعدة.
اضافةتعليق
التعليقات