تشترط الكثير من الدول الغربية على القنوات الموجهة للأطفال الامتناع عن تقديم أي مادة إعلانية، فمن السهولة خداع عقل الطفل وإقناعه بمنتجات قد لا تكون لصالحه غذائياً أو ثقافياً أو حتى مادياً واجتماعياً.
لكن في المقابل هناك الكثير من هذه المحطات وتحديداً في العالم العربي تعمد دون أي رقيب أو حسيب على إدخال الطفل في منظومةمتكاملة من الاستغلال التجاري فالرسوم المتحركة التي يشاهدها تتحول إلى إعلان لأبطالها يمكن شراء رسومهم مع كيس البطاطا أو العلكة، والبطلة الجميلة هي ماركة منتشرة على كل ما يمكن أن يحتوي على صورة كالثياب والمحفظة المدرسية والدفاتر والأقلام عداك عن الألعابالتي تمثلها، لكن الإعلان الموجه للأطفال خرج عن كلاسيكيته مع بعض الشركات التي قدمته على شبكة الإنترنت كما على جدران المدارسوأحياناً ضمن اتصال مباشر مع الأطفال ضمن قالب إحصائي.
اقترحت لجنة وطنية في إحدى الدول بمناسبة العام الدولي للطفل فرض حظر على جميع إعلانات التلفزيون قبل الساعة الثامنة مساء وذلكلحماية الأطفال من أن يصبحوا (ضحايا المجتمع الاستهلاكي) وقال أحد علماء الطب النفسي للأطفال أن الأطفال الصغار قد يصبحونمتشككين في والديهم ومدرسيهم أو أي شخصيات أخرى تنتقص من أهمية منتجات غذائية مسكرة أو لعبة أطفال سيئة الصنع يجريالإعلان عنها بدهاء، وأضاف إن الشعور الثقة ينشأ عندما تصمت شخصيات لها سلطة شرعية، مثل الأبوين أو تفقد حجيتها، إذا مااستخدمت أساليبها الضعيفة للإقناع في واجهة قوة الإعلان التلفزيوني لدى الأطفال الصغار.
والإعلان يمكن أن يؤثر في عملية التنشئة الاجتماعية. فمثلاً إحدى الدراسات عرضت على الأطفال ثلاثة إعلانات مختلفة عن النظارات وفيهاامرأة تقدم الدليل، أحد هذه الإعلانات أظهر المرأة وهي ترتدي لباس قاضي المحكمة، والآخر أظهرها كمبرمجة كمبيوتر والثالث أظهرها كفنيةفي التلفزيون الأطفال الذين شاهدوا تلك المرأة في دور معين كانوا أكثر ميلاً لاختيار تلك المهنة على أنها مناسبة للمرأة.
هذا وقد تمددت الإعلانات وتوسعت حتى بلغت المدارس، وعن هذه النقطة يقول المخرج مايكل مور: بعد أن قرر أعضاء الوحدة المدرسيةالمستقلة غرايبفاين كوليفيل في تكساس بأنهم لا يريدون إعلانات تجارية في الصفوف، سمحوا برسم شعارات شركتي الدكتور بيبر وسفنأب على أسقف اثنين من مدارسها الثانوية. تقع هاتان المدرستان ليست مصادفة، تحت طريق الرحلات الجوية لمطار دالاس ولا تبحثالشركات عن وسائل للإعلان فقط، فهي مهتمة أيضاً بالمفاهيم التي يحملها الطلاب عن المنتجات المتنوعة وهذا هو السبب الذي يدعوالشركات في بعض المدارس، لإجراء أبحاث تسويقية في الصفوف خلال ساعات المدرسة.
تذكر مؤسسة المصادر التسويقية التعليمية في كنساس (بأن الأولاد يجيبون بصراحة وسهولة على الأسئلة والمنبهات) في حالة الصف. بالطبع، هذا ما يُفترض عليهم فعله في الصف - ولكن لما يفيدهم هم وليس لمنفعة بعض المستطلعين الشركاتيين على كل حال، إن إجراءتحقيقات عن التسويق بدلاً من التعليم ليس هو ما ينبغي عليهم القيام به.
يضيف :مور كما تعلمت الشركات أيضاً أن بإمكانها الوصول إلى هذا الجمهور الضيق عن طريق «رعاية المقررات التعليمية، التي ازدادتکالوسائل الأخرى، بنسبة هائلة بلغت 1,875 بالمائة منذ التسعينيات.
لقد عرض المعلمون شريط فيديو عن شركة النفط شل أويل يعلم الطلاب بأن الطريقة المثلى لاختبار الطبيعة تتمثل بالذهاب إلى هناك - بعدملء خزان سيارتك الجيب من محطة وقود شركة شل وأعدت شركة إكسون موبايل برامج تدريسية عن الحياة الطبيعية المزدهرة في خليجبرينس ويليام ساوند، موقع الكارثة البيئية التي تسبب بها تدفق النفط من ناقلة النفط إيكسون فالديز إضافة إلى كراس ترعاه شركة هيرشيللشوكولاتة استُخدم في العديد من المدارس يعرض ماكينة شوكولاته الأحلام، ويتضمن دروساً في الرياضيات والعلوم والجغرافيا - والتغذية.
اضافةتعليق
التعليقات