هناك حالة يحرص الإعلام التافه على تقديمها في شتى المجالات والمواقف وهي إظهار صورة نمطية سيئة عن المرأة العربية والمسلمة، عن طريق إظهار أنها مضطهدة ومقموعة من الأب أو الزوج، كما أن أغلب النقاشات حولها تتصف بالسلبية، وتصورها على أنها مختنقة من حجابها، وأنه خيمة على رأسها، وينشرون الكثير من الصور والفيديوهات التي تحاول زرع هذه الفكرة.
كما أنهم يناقشون مسألة إجبارها على الزواج، واضطهادها بسلب حرية اختيار الشريك منها، وأن حريتها لا تتعدى مطبخها، وذلك لإلقاء اللوم على نصوص الشريعة، وإلصاق التهم بها، وصولاً إلى إفقاد المجتمعات العربية والمسلمة ثقتها بالدين وبنصوصه، وخلق حالة من التمرد عليها ويحرص الإعلام على الاهتمام بكل حالة تمرد، وتجميلها، وإظهارها على أنها النجم والبطل كما تم الاحتفاء بالمرأة السعودية التي خلعت الحجاب، ولجأت إلى أمريكا، وبالفتاة المصرية نورهان نصار التي ألحدت في بريطانيا!.
بالتالي تحرص حكومات التفاهة على المناداة بشعارات إخراج المرأة من المنزل، وتضخيم كل حالة إشكالية بين الرجل وزوجته، وإظهارها في الإعلام على أنها حالة مجتمعية، في حين يتم تغييب الكثير من حالات القتل والاعتداء على المرأة في الغرب التي تعد الصورة المثالية لمجتمع التفاهة الخاص بالمرأة، وتحسين صورة أفعال المرأة، وأنها تعيش في نعيم واحترام وتقدير بين الناس، وإخفاء الشقاء والعبودية التي يعشن فيها في ظل أنظمة الاقتصاد والعولمة. فأنظمة التفاهة الغربية لم تحرر المرأة، لأهداف إنسانية، وإنما لاستغلالها في تطوير المنتجات وتسويقها، ولقد استغل في ذلك جسد المرأة، وحولت المرأة نفسها إلى سلعة جنسية تساهم في الترويج للسلع بإغراء المستهلكين، بالإضافة إلى تطوير المنتجات التي تتعلق بالمرأة، أو بالعلاقة بين الرجل والمرأة، ابتداء من العطور ومواد التجميل والأزياء حتى المنشطات الجنسية.
إن أنظمة التفاهة إباحية بامتياز تسعى لإيجاد حالة من الفوضى، بحيث يستطيع فيها الرجل أن يعاشر الكثير من النساء، حتى لو كان متزوجاً، وكذلك دفع المرأة لمعاشرة الكثير من الرجال، ما أدى إلى انتشار الأمراض الخطيرة كالإيدز، فلا فرق في مجتمعات التفاهة بين الزوج والعشيق، وهذا ما تبحث عنه النسوية الراديكالية والمتطرفة.
ومجتمع التفاهة يعمل على التخلي بشكل كامل عن شكل الأسرة الطبيعية المكونة من قبل أب وأم معروفين وأبناء من صلبهما، لا من صلب غيرهما، مع التشجيع على عدم الإنجاب، فيحق للمرأة التخلي عنه أو فعله متى شاءت، وممن شاءت، ولذلك تتحول المجتمعات الأوروبية إلى الشيخوخة، وكثير من النساء الغربيات يعشن اليوم لوحدهن، ما أدى إلى تفشي ظاهرة العيش مع الحيوانات الأليفة كبديل عن العيش مع الرجال، وهناك نسبة كبيرة من المراهقات في دول الغرب يتركن بيوتهن، بحثاً عن الاستقلال، وكل هذا مكفول حمايته من قبل القانون.
ونستطيع أن نقول إن غاية أنظمة التفاهة في المعاملة مع المرأة هو الوصول بها إلى التعري والإغراء، وكشف الأجساد واستغلال جسد المرأة في مسيرتها الاقتصادية، يتم ذلك عن طريق سينما هوليود لبناء صورة معينة يراد أن تكون عن المرأة. ربة بيت أم عبدة! والمرأة في أنظمة التفاهة يجب عليها أن تعمل إن أرادت الحياة، وليس مطلوباً من أي رجل - والد أو أخ أو زوج - الإنفاق عليها، كما في نظام الإسلام، ما يجعلها تمتهن وتستغل في أحيان كثيرة حين تعمل من أجل قوت يومها، فمفهوم ربة البيت غير موجود في أدبيات التفاهة.
يقول ألكس كاريل، وهو أحد رجال الفكر في الغرب، الحائز على جائزة نوبل: (أليس من الغريب أن برامج تعليم البنات لا تشتمل بصفة عامة، على أية دراسة مستفيضة للصغار والأطفال وصفاتهم الفسيولوجية والعقلية؟ يجب أن تعاد للمرأة وظيفتها الطبيعية، التي لا تشتمل على الحمل فقط، بل أيضاً على رعاية صغارها)).
اضافةتعليق
التعليقات