• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

قوامة الرجال.. بين الرحمة والجبروت

نجاح الجيزاني / الخميس 03 حزيران 2021 / علاقات زوجية / 2454
شارك الموضوع :

القيمومة ياسيدي بهذه الدلالات، قد تتحول إلى سيف صارم مصلت على رقاب مَن نحب..

ما أكثر  الكلمات التي يقتات عليها رجال هذا الزمن؟! وما أكثر ما يتباهون به من حقوق ركزت في مخيلاتهم واستقرت في مكنونات أنفسهم من خلال تداول مفاهيم قرآنية ثابتة بين دفتي كتاب الله العزيز، وقد يتشبث أحدهم بهذه المفاهيم القرآنية تشبثا أعمى، من دون ان يفقه معانيها أو يدرك مغزاها ومؤداها.

والقوامة مثلا هي إحدى تلك المفاهيم القرآنية، التي ذكرها الكتاب واختص بها الرجال دون النساء، لكننا للأسف الشديد نرى اسفافا في التعامل مع هذه المفردة القرآنية، بل وتشويها لمعناها ومغزاها عبر ممارسات ذكورية تنأى بالمعنى الربّاني المراد منها، مما يخلق بونا شاسعا بين النظرية والتطبيق.

قد يقف أحدهم منتصب القامة يزبد ويعربد أمام شريكة حياته، يدعي زورا وبهتانا أنه المتصرف الأول والأخير، وأن القوامة بيده هو، وليس هناك من داعٍ لأن يستمع لرأي زوجته في شؤون الأسرة، فما هي إلا تابعة وفاقدة لشروط العقل والتعقل والرأي السديد.

فالقوامة بيده حصرا دون سواه.. له أن يفرض شروطه ورأيه بلا نقاش، وله كذلك السلطة العليا لتسيير أمور العائلة بانفرادية متزمتة دون أن يكلّف نفسه بالتنازل ولو قليلا للتشاور وأخذ الرأي الآخر.. فالقيمومة من نصيبه هكذا أمر الشارع وقرّرت الشريعة!!

وهنا يحق لنا أن نتساءل باعتبارنا نصف المجتمع: هل القيمومة تعني: أن تكابر على الحقيقة وتجعل من نفسك _ أيها الرجل _الآمر الناهي في كل الأمور؟!

هل القيمومة تعني: أن تستصغر شريك حياتك ومن تقاسَمتْ معك لقمة العيش تحت سقف واحد؟!

هل القيمومة تعني: أن ترتكب كل الأخطاء وتعطي لنفسك الحق في التصرف الآحادي في شؤون الأسرة، دون النظر أو المشورة مع من تشاطرك الحياة بحلوها ومرّها؟!

هل القيمومة تعني: أن تغضّ الطرف عن متطلبات زوجتك بالعيش الرغيد، مكتفيا بالنزر القليل بحجة (الدلال يفسد!) وأنت قادر على انعاش روحها وكيانها بما أعطاك الله وما أتحفك به من منن سابغة وأرزاق واسعة؟!

هل القيمومة تعني: أن تنحر كل الود بينكما بصفعة مؤلمة على وجه شريكة حياتك، لأنها تأخرت مثلا في اعداد وجبة الغداء لجنابك الموقّر، دون أن تكلّف حتى  نفسك بمعرفة اسباب تأخرها، أو الظروف القاهرة التي حالت دون ذلك؟

القيمومة  _ ياسيدي _ بهذه الدلالات، قد تتحول إلى سيف صارم مصلت على رقاب مَن نحب.. وقد تجعل من حياتكما جحيما لا يُطاق.

القيمومة تعني: سياسة الاحتواء الواعي والتي يديرها الزوج بكل محبة ومودة.

القيمومة تعني: الإهتمام الكبير وسد النواقص إن وُجدت، وبذل الغالي والنفيس من أجل إسعاد شريكة العمر وأم الأولاد.

القيمومة تعني: أن تنفق على زوجتك وعيالك، بما يكفيهم عن حاجة غيرك، وبما يمنعهم عن النظر بما في أيدي الناس.

إنه تكليف بالحماية والإطعام والتكفل بكل متطلبات الحياة الكريمة.

ويشير القرآن بهذا في عبارة موجزة بليغة، إذ يقول: «الرجال قوّامون على النساء بما فضّل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم» وهذا دليل على إقرار الإسلام قوامة الرجال في الأسر قوامة رحيمة، قائمة على المودة والمحبة، والإرشاد، وقيّدها بقيود كثيرة تحفظ للمرأة كرامتها وتصون حقوقها وتحقق مصلحتها ومصلحة أولادها.

وليس في هذا الإطار طعن للمرأة، ولا انتقاص من شأنها، إنما هي عملية تنظيمية لسير الحياة الأسرية في جو من الاستمرار والهدوء، وبحنكة وعقلانية بعيدا عن الجبروت الطغيان والديكتاتورية، وهي فوق هذا كله تحمّل الرجل باعتباره ربّان السفينة مسؤولية مستقبل الأسرة ومطالبها، واحاطتها بالأمن والأمان.

القيمومة أخيرا تعني: لأن تكون لها كما تحب أن تكون لك؛ ردءا واقيا ولباساّ ساترا وهموما مشتركة..

وصدق الله عز وجل إذ يقول: ((هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ)) .

الرجل
المرأة
الحياة الزوجية
القرآن
الدين
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم

    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    آخر القراءات

    التوتر... كيف نقيس حدته ونخلّص انفسنا منه؟

    النشر : الثلاثاء 10 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ثورة تشرين.. ترسم بالألوان الأمل على جدران مُدنها

    النشر : الخميس 05 كانون الأول 2019
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    علي عليه السلام.. أُمة في إمام

    النشر : الثلاثاء 05 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    صفة و منقبة لأمير النحل.. في سورة النحل

    النشر : الثلاثاء 14 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 8 ثواني

    النفس البشرية وطبيعتها

    النشر : الخميس 19 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    ما هي مفاتيح الطبيعة البشرية؟

    النشر : الثلاثاء 21 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1099 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1016 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 900 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 507 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1419 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1114 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1082 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1069 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية
    • منذ 21 ساعة
    نور المحبة وميزان القلوب
    • منذ 22 ساعة
    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم
    • منذ 22 ساعة
    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة