مجتمعي الموقر يخنق كل فتاة عشرينية لم يحالفها النصيب بعد لإتمام نصف دينها أو في الواقع لم يحالفها الحظ في إيجاد شخص مناسب يناسب طريقة عيشها في الحياة، وربما بسبب اخر.
المجتمع العربي بشكل عام ينفر الفتاة غير المتزوجة وخاصة حينما تكون بسن العشرين متناسين بذلك حكم الله وإرادته وبأن لا شيء في الرزق والنصيب والمرض يأتي كما نريد لأنها امور تتبع قضاء الله وحكمته وهذا ما لا يستطيع الكثير فهمه.
لذا اصبحت كل عائلة تتسارع في تزويج كريماتهم ما ان تتيح لهم الفرصة للخلاص من كلام الناس وبالأحرى الخلاص من بقاء الفتاة في منزل ابويها كأن بقاءها يجلب العار وهذا الواقع الذي لا يستطيع احد انكاره..
فأصبحت الكثير من الفتيات العشرينيات ترغبن بالزواج فقط كي لا يطلق عليهن لقب "عانس" أو كما هي متداولة في اللهجة العامية "البايرة"!!.
وهذه اول جريمة يقوم بها المجتمع بنجاح ويحصد منها الكثير من الخراب الحياتي لهن .
أي فتاة تتزوج لتهرب بنفسها من كلام الناس وكلمة "عانس"؛ هي ترمي بنفسها في بئر خاوي من الحياة لا يحوي سوى ارواح اجبرت على التعايش مع بعضها وستجبر هي ايضا لتعيش مع قوانين وانظمة هذا البئر ولن تتخلص منه يوما إلا في حالتين إما الموت أو الطلاق!.
بالنسبة الى الطلاق الجميع يعلم كيف ينظر المجتمع الى المرأة المطلقة وكيف يلقي اللوم عليها وكذلك محاسبتها على أي تصرف حتى لو كان سهوا، مما يعني ان خلاصها في الطلاق لن ينفعها كثيرا بل على العكس لأنه سيضر بمصلحتها الشخصية ويصيبها من كلام الناس ما يكسر الخاطر ولن يجبر الكسر آلاف الكلمات...
لذا الاغلبية في هذا النوع من الفتيات يرضخن للأمر الواقع ويكملن الحياة كمسؤولية وقعت من فوق الجبل على عاتقهن وعليهن القيام بالواجب تجاهها، فيتزوجن ويصبحن زوجات وامهات وكنّات... وكل هذا دون رضاهن ودون ان تقتنع الفطرة القلبية بكل تلك القيود المفروضة.
العشرينية هي من اللواتي يحرصن على اختيار شريك الحياة بدقة كي لا تخيب ظنونها وتوقعاتها وغالبا ما تكون هذه الحالة عند الفتيات الواعيات اللاتي تفتح عقلّهن على مفاهيم واسس قراءة الكتب ومواكبتهن للتطور الذهني إضافة الى المرحلة الدراسية التي وصلت إليها.
يجب ان ندرك نحن النساء ان الحياة ليست (رجل) ويكون هو مبتغانا فقط!
فالحياة خصّها الله للجميع ولأسباب كثيرة منها مواجهة الظلم والدفاع عن النفس البشرية والقيام والنداء بإسم الله لنشر الدين الإسلامي وكذلك تقديم الحب والمساعدة والمساندة لمن حولنا لأننا الرحمة التي انزلها الله تعالى على الأرض لذا يجب ان نقوم بإتخاذ القرارات بكل ما ترضى به انفسنا كي لا نظلم ارواحنا واهدافنا أو غيرنا .
نحن النساء خلقنا لنضمن الحياة السعيدة والهانئة للجميع ولنا ايضا كي لا تنعكس تعاستنا على من حولنا.
وكما ذكرت اعلاه إذا وجد فتاة تزوجت دون ان ترغب بالزواج أو الزوج ذاته اما ستعيش مستسلمة للأمر الواقع وتتقبل الامر كما هو وتقوم ايضا بكافة المسؤوليات التي كتبت عليها لكنها ستكون في حالة نفسية يرثى لها وربما لن يلاحظ احدهم هذا الامر لان الفتاة بطبيعتها لا تحب ان تجلب كلمة لأهلها تضر بهم لأنها الرحمة التي خلقها الله والرحمة لا تضر ابدا، وهكذا الى ان يأخذ الله تعالى وديعته! وإما ان تحصل على الطلاق وهذا ما يزيد الاذى عليها لأن المطلقة في مجتمعنا ينظر إليها بنظرة "ناشز".
فإلى كل فتاة عشرينية والى كل امرأة؛ ان الله خلقنا وخصّنا بالكثير من الخير واكثر من الرجال حتى، فلا تكوني صغيرة بعين نفسك كي لا تجلبي الهزيمة لنفسك بسهولة، بل كوني واثقة، حالمة، وإمرأة تتقن كل شيئا ديني، منزلي، سياسي، ثقافي، اجتماعي... وايضا تتقن آداب العش الزوجي إن أصبحت زوجة لرجل مناسب يخاف الله فيها، فالزواج سنّة إلهية ولكن بشروط وأهمها اقتناعها به.
لا ترضي ان تكوني فريسة لأحد وتتبعي كل ما يُملى عليكِ دوما لأنك مؤمنة بالله وبشرعه، فأنتِ بكل تأكيد على دراية ماذا ستفعلين وكيف تفعلين، وانتِ ايضا ستختارين شريك الحياة حتى لو تأخر الوقت من هذه الناحية.
فالأهم ان لا تغضبي الله في سبيل ان ترضى الناس عنكِ، لأن الله لا يحب ان يجبر الإنسان نفسه على شيء لم يرغب به ويتأذى به، فكوني متيقظة حتى لو ان قطار العمر يمضي بسرعة اختاري الشخص المناسب فقط.
اضافةتعليق
التعليقات