أسماء بنت عميس، من النساء الفاضلات، الصحابية الجليلة للنبي صلى الله عليه وآله، كانت زوجة لجعفر بن أبي طالب ثم لأبي بكر ثم لعلي بن أبي طالب. هاجرت أسماء للحبشة ثم إلى يثرب لذا فتُكنّى بصاحبة الهجرتين.
من النساء اللاتي أسلمن في بداية الدعوة. هاجرت مع زوجها جعفر بن ابي طالب (عليهما السلام) إلى الحبشة وعاشت ثلاثة عشر سنة بالفقر في تلك البقعة من الأرض.
نتكلم عن امرأة مبلغة كان لها دورا عظيماً في اعتناق كثير من نساء الحبشة الاسلام.
في أيام الغربة التي عاشها أهل البيت (عليهم السلام) وجودها في منزل الوحي كانت الشاهدة لشهادة أول شهيدة في طريق الولاية السيدة الزهراء (سلام الله عليها).
كانت ملازمة للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء وموضع سرّها ومحل حوائجها، وهي التي أشارت عليها بصنع النعش الذي رأته بأرض الحبشة فقالت لها الزهراء: اصنعي لي مثله سترك الله من النار.
عندما اقترب وقت استشهاد سيدة نساء العالمين سلام الله عليها بناء على طلبها صنعت أول تابوت للمسلمين من سعف النخيل، مما سبب رسم أول ابتسامة لبنت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) المغصوبة حقها بعد وفاة والدها العظيم.
ربت ابنها محمد لأيام الوحدة التي عاشها أمير الغدير لحماية حجة الرحمن. ملاحظة قابلة للتأمل هي ولادة محمد في حجة الوداع لرسول الله (صلوات الله عليه وآله وسلم). حجة الوداع التي ختمت بالغدير حتى يعود الحجاج لديارهم باسلام كامل وشاهدت هذه المرأة الجليلة تلك الوقائع وكانت من رواة الحديث.
سعيها لاجل بقاء اسم الغدير على الألسنة
يحكي عن رسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الأطهار وضرورة ايصال ثقافة الغدير للأجيال القادمة وعن وفائها وايثارها في هذا الطريق ولهذا السبب وظفت حياتها لأهل البيت عليهم السلام. فهي في كل زمان دافعت عن مقام أمير المؤمنين عليه السلام.
علماء الشيعة والسنة ينقلون عنها بأن المقصود من صالح المؤمنين في القرآن الكريم هو أمير المؤمنين عليه السلام.
أسماء بنت عميس خير قدوة لنسائنا لأنها كانت خير مربية لابنها تربية علوية وراوية لحديث الغدير.
كي تبين مهما كانت الظروف يبقى المرء هو العامل الأساسي وهو الذي يختار طريقه رغم المتاعب.
باستطاعة المرأة أن ترتقي وتسجل اسمها في صفحات التاريخ الخالدة رغم عادات وتخلفات المجتمع الجاهلي، وأن تدافع عن مبادئها بتربية صالحة وروايتها للحديث وأن تكون محاربة حتى وإن لم تختلط مع الرجال.
اضافةتعليق
التعليقات