• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

ذات الشأن والمقام والأربعة أعوام

سارة علاء الحسيني / الأربعاء 23 آب 2023 / تربية / 1509
شارك الموضوع :

رَمُدت عينا تلك الطفلة وكانت تصارع الحياة على أمل الموت للقاء حبيبها ووالدها وأمانها ودفئها

من بين قرع الدفوف وأصوات الاحتفالات بقتل القرابين المحمدية، وبعد تخويف وترهيب وضرب الأطفال والنساء بوحشية وسلبهن وحرق مأواهن بنيران أضرمت بقلب الخيام فأصابت أقدام طفولية تخشى عليها حتى الشمس من أشعتها، فبالصراخ والعويل فرت الأطفال والنساء بالهلع والذهول دخلت أقدامهن أشواك قاسية لا تعي حرمة الآل ولا تخشى شهقة الصغار ولا تكترث لألم القلوب والأجساد.

فبوسط فنون الوحشية تم سبي الثلة الأمجاد من النساء والأطفال، بقسوة تقشعر لها الأبدان وتوجل لها القلوب كانت ضمن قافلة السبي طفلة حديثة اليُتم، لا زالت دماء والدها تغلي من الفوران ، لم يعد لها متكئا يَواسي دموعها البريئة وكفوفها الصغيرة، لم تعد تلمس كف والدها المعطاء ولم تشعر بعده بالأمان، شعورها يقاسي كل أنواع الفقد والحرمان، لأن كان لها والد لا مثيل له ولا تكرار، فصفاته لا تعاد ومجده لا يثنى، وقُتِل مظلوماً منحوراً مع أولاده وصحبه وإخوته، وكانت رؤوسهم محزوزة المناحر ومرفوعة على رؤوس الأرماح متلألئة الأنوار تالية لكتاب الله بترتيل وخشوع وتترأس قافلة السبي المحمدية، وكأن بتلك الرؤوس تقول لأهلها أننا معكم هنا أحياء نسمع ونرى وإن نصر الله قريب .

فأخذ السبي مأخذه من الشقاء والارهاق والتعذيب، لم يسمح للسبايا حتى البكاء فمن يبكي يُعذب ويُجلد بأقسى أنواع العذاب لم تكن حرمة لكاهل أو صبي، وبالسلاسل والقيود كانت تجري أياديهم الطاهرة بالدماء اللاهبة من شدة العذاب وزجر السياط وسوء الكلام بالسب والشتم قاسوا وعاشوا أنواع العذاب لكنهم لم يتركوا فريضة ولا استحباب، وتفيض من شخوصهم الحشمة والوقار، وحتى تلك الطفلة الصغيرة التي كانت مميزة بين أيتام السبط الشهيد لأن علاقتها بوالدها وتعلقها به تفوق الحدود وتصدع لها القلوب، كان ملاذها الآمن حجر والدها الحنون، وفقدته بين لحظ العيون، فأصبحت بلا أمان تقاسي الفقدان، ولا تستطيع البكاء لأنه أصبح جُرم يستحق العقاب ويشمل حتى الأطفال إن بكوا تنهشهم السياط بوحشية ولم تكن أياديهم متاحة لهم ليدفعوا عن أجسادهم الضعيفة الضرب بل كانت أياديهم مغلولة إلى الاعناق وظهورهم دامية بسياط الزجر والعدوان.

رَمُدت عينا تلك الطفلة وكانت تصارع الحياة على أمل الموت للقاء حبيبها ووالدها وأمانها ودفئها، كانت تكلمه بخلجات نفسها وتطلب لقاءه، فالحبيب إن غاب غابت معه الحياة وغادرت معه الروح، تقول له (أبتي إن رقية قد أعياها فقدك وسياطهم فلم يعد جسدها ينسجم مع روحها، كل شيء فقد الحياة بإحتزاز نحرك يا ريحانة الرسول وسيد شباب الجنان)، لكن... لا جدوى!!! إلا أنه بليلة مأساوية رأت الطفلة ذات الأربع أعوام في المنام مناها، نعم ها هو أباها، يحادثها بلطف وحنان وعطاء، يقبلها ويحتضنها ويلاعبها بشوق ولهفة ويأخذها لحجره ويشبك يديه بقوة ليحضنها بكل حب.

ويتمتم لها بكلمات (أقبلي إلي يا طفلتي فالوعد قد حان)، سرعان ما انتهى الحلم لتصرعها الحقيقة المفجعة ففزعت الصغيرة رقية من منامها باكية صارخة تندب أباها وتندد باسمه وتخبرهم أنها لم تعد تطيق الصبر فقد نفذت طاقتها، فبراءة طفولتها لم تطيق تحمل مصائب تزول الجبال من ثلتها، فكيف بطفلة لم تتجاوز الخامسة من العمر؟.

فأمر طاغية العصر يزيد ابن معاوية عند سماع تلك الأنفاس الصغيرة الجاهشة بالبكاء شوقاً لوالدها بأن يحضروا لها الرأس الشريف بطبق مغطى، ولما تم الأمر ورفعت الطفلة ذلك الغطاء ونظرت إلى الرأس الشريف حضنته بلهفة ولحقته روحها مسرعة ورفرفت كالحمام إلى السماء شاكية الظلم والاسى لبارئها، فلم تغسلها حينذاك مُغسلة خشية من أنها تحمل عدوى، فظنوا أنها مريضة ولم يعلموا بطبع وآثار السياط عندما تتصادم مع أجساد رقيقة وجلود ناعمة وأبدان مكبلة.

فسيدتي السلام على يداك الصغيرتان وكفيكِ المعطاءان للحوائج بلا حساب، السلام على لهب دموعك الموجر لفقد أبيك الشهيد، السلام على ساكنة الشام بغربة الاوطان، السلام على بدنك الصغير ومقامك الكبير، السلام على روحك الطاهرة وجسدك المعذب، السلام على صبرك وانتظارك ولهفتك على أبيك الحسين الشهيد، السلام على طفولتك الأزلية وظلامتك التي لم يقسم على الله بها قاسم إلا اعطاه الله سؤله وبلغه مطلبه وآتاه حاجته، فإن صغر يداك أفاض علينا بحاجات مستعصية لأن مقامك عظيم وجاهك وجيه وأباك عزيز عند رب العرش.

السيدة رقية
عاشوراء
الامام الحسين
كربلاء
الطفولة
الحزن
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    بالصور: الطفولة في زيارة الاربعين

    النشر : الأحد 28 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    أحدث التطبيقات: بزر واحد تصل إلى عمر السبعين!

    النشر : الثلاثاء 16 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الروتين اليومي.. خطر محدق بنا دون ان نشعر!

    النشر : الجمعة 23 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    كيف تتفادي عدم الإعتداء على طفلك؟

    النشر : الأثنين 26 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    ماهي العادات الغذائية التي ينبغي تجنبها مع الصيام؟

    النشر : الخميس 07 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بهذه الطرق أمِّن حساباتك الالكترونية

    النشر : الثلاثاء 02 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 523 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 422 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 406 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 392 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 376 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1292 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 907 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 688 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 669 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 636 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • الخميس 17 تموز 2025
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • الخميس 17 تموز 2025
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • الخميس 17 تموز 2025
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • الخميس 17 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة