العيون الناعسة والابتسامات الذابلة كست كما هائلا من البشر فأصبح الأشخاص الايجابيين والوجوه الطفولية شيئاً نادراً في ظل زخم الضغوط التي فرضتها الحياة العصرية من الدراسة والعمل وتأثير التكنلوجيا بات واضحاً على كل واحد منا ولكن وجود حس الفكاهة والسخرية كان وسيلة جيدة للهروب من هذه الضغوطات وتغير جيد ومجاني للمزاج ففي كل عائلة وبين كل مجموعة من الأصدقاء نجد أشخاص فكاهيين لديهم حس لإعطاء المواقف تفاصيل مضحكة. أشخاص يكسبون القلوب بظلهم الخفيف وحس الدعابة لديهم يملؤون المكان بطاقة ايجابية وكما يمكنهم تحويل الهدوء إلى صخب مؤنس وممتع ويملكون جاذبية كبيرة وذكاء اجتماعي عالي فمن السهولة جعل شخص يبكي لكن من الصعوبة جعلهُ يضحك من قلبه، كما ويمكن للفكاهة أن تكون وسيلة تواصل فعالة، ولكنها قد تسبب كوارث إذا اخترقت الخطوط الثقافية.
فالجزء المضحك في أي نكتة أو حكاية غالباً ما يعتمد على مقطع نهائي في كلمة أن صوت أو اشارة إلى معلومة ثقافية معينة غير معروفة خارج ذلك المجال.
وحتى أعضاء المجموعة الثقافية الواحدة يختلفون كثيراً في تقدير ما يعتبرونه مضحكاً فيجدون بعض الناس الفكاهة في مفارقة ساخرة أو محاكاة ساخرة، ويستمتع آخرون بضربة عصا أو مقالب حيوية تفاعلية.
وإن التفكه في موضوعات النوع أو الخلفية، العرقية، العمر، المظهر أو المهنة، أمر غير مأمون وغير حكيم، حتى في أكثر المواقف تجانساً، فربما تجد ابتسامة أو كلمة مبالغ فيها قليلاً لشخص صغير العقل وارد جداً أن تجد قبالها قضية تُرفع ضدك يترتب عليها تبعات مادية ومعنوية قد لا تنتهي فهي سلاح ذو حدين إما يهوي بك أو يرتقي بك على حسب آلية استخدامه؟! ومع من؟ وأين؟
لكن لو نظرنا على نطاق العمل نجد أن الأشخاص الفكاهيين أصحاب الطاقة الايجابية العليا هم الأقرب للموظفين وأقرب من غيرهم لمرؤوسي العمل واحتمالية ارتقاءهم وصعودهم في السلم الوظيفي أكثر وأسرع من غيرهم، ذلك تبعاً لمبدأ الكل يحب الضحك، هل سمعت شخصاً يقول أنا أكره الضحك؟!
حتماً لا والسؤال بحد ذاته غير منطقي.
لذا يجب اكتساب مهارة الفكاهة وتعلم حس الدعابة وتكوين آليات وصياغات للضحك والمتعة ضمن حدود معينة لا تتعدى فيها على أحد الموجودين بكلمة أو فكرة أو غيرها وهي مهارة مهمة جداً في آليات التسويق الحديث، كما وتم التنظير إلى أسلوب (التدريس بالفكاهة) وأصبح مُستخدماً في كثير من المؤسسات التعليمة لجذب الطالب الخامل والسارح عن الحصة الدراسية، فالفكاهة يجب أن تكون بنداً في قائمة الإنجاز.
اضافةتعليق
التعليقات