• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أشرف الغنى.. ترك المُنى

رقية تاج / الأربعاء 02 حزيران 2021 / ثقافة / 3621
شارك الموضوع :

المقصود من هذه الحكمة هو الترفع عن الحاجات المادية فإن التخلّي عنها يحقق الاكتفاء النفسي

يُقال: "من مقتضيات الحكمة أن تعرف ما يجب أن تتغاضى عنه".. وبالفعل فإنَّ الاهتمام والتعلّق العقلي والقلبي بكل ماهو دنيوي وزائل ورخيص يؤدي بالإنسان إلى الجهالة والنزق والحمق والسفاهة.

وذلك لا ينافي الحكمة فقط بل يوجب أيضاً الفقر؛ الفقر بمعناه الواسع وليس المادّي الضيّق والمتداول، فالغني الحقيقي هو غني النفس وليس غني الجيب، والفقير كذلك ليس فقير المال بل الفقير في المعنويات؛ فقير العلم والدين والأدب، ذاك الذي تجده يحتاج دوماً للمخلوقين وتخضع نفسه الضعيفة لسلطة الشهوة والمال والجاه.

يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام):

"أشرف الغنى.. ترك المُنى".

من منّا لا يحب أن يكون ذو نفس غنية، بل من الأعلى مرتبة ومنزلة، كما عبّر عن ذلك الإمام صلوات الله عليه، فكيف نحصّل ذلك، وما معنى المُنى هنا؟، أوَليست الأماني مفهوم إيجابي، حق شخصي مشروع، صفة جميلة يتمتع بها أصحاب الطموح العال والأحلام الكبيرة؟!

نعم، لكن ذلك يكون على حسب نوع الأماني والهدف من وراء تحقيقها، فكل أمنية وحلم وهدف تكون الصبغة العامة والمقصد منه إلهي ويقوم على أسس الخير وتحوّطه المعاني والقيم السامية تلك أماني وأهداف يجب أن يسعى الإنسان لها ولا يتركها، أمّا الأماني بجانبها الآخر هي المرتبطة بالمال والشهوة والشهرة وهي بيت القصيد في كلام الإمام.

فالمقصود من هذه الحكمة هو الترفّع عن الحاجات المادية لأنَّ التخلّي عنها يحقق الإكتفاء النفسي، فالأماني في جانبها السلبي تقيّد الإنسان وتوّلد لديه الحسرة والخيبة عند عدم تحقيقها، لذلك عبّر الإمام عن تركها بأشرف الغنى، وهو يحثّنا هنا على القناعة بما لدينا، فمن يملك الرضا سيملك الإيجابية والإطمئنان والتوكل على الله، وبالتالي سيكون قوي الشخصية واثقا من نفسه، وستحبه الناس وتتأثر به.

ومن باب آخر قد يكون المقصود من المُنى هو توقع ما لا يمكن وجوده وتحصيله، قد تكون رغبة غير منطقية أو خطيرة أو غير واقعية، أو إنه يسعى لتحقيقها لكن بأساليب ملتوية وغير مشروعة. والحرص الشديد على بلوغ كل ذلك يولّد عقداً نفسية لاستغراق صاحبها في الوهم والحلم الزائف.

نستطيع توظيف هذه الحكمة البليغة في الكثير من جوانب حياتنا، مع الطفل مثلاً وأهمية زرع حس الاكتفاء والقناعة والرضا وتعليمه عدم النظر إلى ممتلكات الآخرين وعدم الحرص على امتلاكها أو نزعها منهم أيضاً. وكذلك خفض سقف التوقعات في اختيار الزوج أو الزوجة، والاهتمام بدل ذلك بالخلق والدين.

وفي الجانب الإجتماعي على الإنسان أن يترك أمنياته حول آراء الناس عنه، وفي أن يكون محبوباً ومحطاً للأنظار، وفي النهاية إرضاء الناس غاية لا تُدرك!.         

فالأولى على الإنسان ترك الإنشغال والتفكير بتلك الأمنيات والمبادرة إلى العمل الصالح، وكذلك الخروج من دائرة الأنا والسعي لخدمة الآخرين والتزوّد ليومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قلبٍ غني ترفّع عن متاع الحياة الدنيا وزينتها.

الانسان
الحياة
الامام علي
نهج البلاغة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن

    لماذا أنجبتني؟

    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف

    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال

    السر الأعظم في معاملة الناس

    محليات صناعية شائعة قد تزيد من خطر الجلطات والسكتات الدماغية

    آخر القراءات

    بطل حياتي

    النشر : الأربعاء 08 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 5 ثواني

    نساء بلا أرحام: لماذا تقوم بعض الهنديات باستئصال الرحم وهن في سن الإنجاب؟

    النشر : الخميس 11 تموز 2019
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    سفير الحسين بين الدعوة والشهادة

    النشر : الخميس 31 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    رسائلك الإلكترونية لن تُتجاهل مرة أخرى.. فقط اختمها بتلك الكلمات ليصلك الرد

    النشر : الخميس 17 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    المسار الحلزوني المزدوج للصراع

    النشر : الأثنين 10 كانون الثاني 2022
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    الأجداد الذين يساعدون في رعاية الأحفاد يعيشون لفترة أطول

    النشر : السبت 14 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3741 مشاهدات

    كيف أصبح "شات جي بي تي" مرجعاً لحياتنا؟

    • 454 مشاهدات

    أهمية متسلسلة "فوريير" في التكنولوجيا

    • 364 مشاهدات

    السم الأبيض؟ أسباب تجعل السكر خطرا على صحتك

    • 356 مشاهدات

    صخب المبالغة: مأساةٌ وجودية!

    • 312 مشاهدات

    7 نساء يشاركن نصائحهن للتعامل مع أعراض انقطاع الطمث

    • 309 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3741 مشاهدات

    يوم الكتاب العالمي: إشعال شموس المعرفة بين الأجيال وبناء جسور الحضارات

    • 1345 مشاهدات

    من كربلاء إلى النجوم... طفل السبع سنوات يخطف المركز الأول مناصفة في الحساب الذهني ببراءة عبقرية

    • 1324 مشاهدات

    جعفر الصادق: استشهاد نور العلم في وجه الظلام

    • 1192 مشاهدات

    حوار مع حسين المعموري: "التعايش السلمي رسالة شبابية.. والخطابة سلاحنا لبناء مجتمع واع"

    • 866 مشاهدات

    إنتاج الرقائق.. بترول الحرب العالمية الثالثة

    • 851 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    من كوخ العجوز إلى عرش الرّحمن
    • منذ 4 ساعة
    لماذا أنجبتني؟
    • منذ 4 ساعة
    أنشطة يومية تقلل من خطر الإصابة بالخرف
    • منذ 4 ساعة
    آداب الحديث وفن الاستماع الفعّال
    • الأثنين 19 آيار 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة