• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أشرف الغنى.. ترك المُنى

رقية تاج / الأربعاء 02 حزيران 2021 / ثقافة / 3735
شارك الموضوع :

المقصود من هذه الحكمة هو الترفع عن الحاجات المادية فإن التخلّي عنها يحقق الاكتفاء النفسي

يُقال: "من مقتضيات الحكمة أن تعرف ما يجب أن تتغاضى عنه".. وبالفعل فإنَّ الاهتمام والتعلّق العقلي والقلبي بكل ماهو دنيوي وزائل ورخيص يؤدي بالإنسان إلى الجهالة والنزق والحمق والسفاهة.

وذلك لا ينافي الحكمة فقط بل يوجب أيضاً الفقر؛ الفقر بمعناه الواسع وليس المادّي الضيّق والمتداول، فالغني الحقيقي هو غني النفس وليس غني الجيب، والفقير كذلك ليس فقير المال بل الفقير في المعنويات؛ فقير العلم والدين والأدب، ذاك الذي تجده يحتاج دوماً للمخلوقين وتخضع نفسه الضعيفة لسلطة الشهوة والمال والجاه.

يقول أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام):

"أشرف الغنى.. ترك المُنى".

من منّا لا يحب أن يكون ذو نفس غنية، بل من الأعلى مرتبة ومنزلة، كما عبّر عن ذلك الإمام صلوات الله عليه، فكيف نحصّل ذلك، وما معنى المُنى هنا؟، أوَليست الأماني مفهوم إيجابي، حق شخصي مشروع، صفة جميلة يتمتع بها أصحاب الطموح العال والأحلام الكبيرة؟!

نعم، لكن ذلك يكون على حسب نوع الأماني والهدف من وراء تحقيقها، فكل أمنية وحلم وهدف تكون الصبغة العامة والمقصد منه إلهي ويقوم على أسس الخير وتحوّطه المعاني والقيم السامية تلك أماني وأهداف يجب أن يسعى الإنسان لها ولا يتركها، أمّا الأماني بجانبها الآخر هي المرتبطة بالمال والشهوة والشهرة وهي بيت القصيد في كلام الإمام.

فالمقصود من هذه الحكمة هو الترفّع عن الحاجات المادية لأنَّ التخلّي عنها يحقق الإكتفاء النفسي، فالأماني في جانبها السلبي تقيّد الإنسان وتوّلد لديه الحسرة والخيبة عند عدم تحقيقها، لذلك عبّر الإمام عن تركها بأشرف الغنى، وهو يحثّنا هنا على القناعة بما لدينا، فمن يملك الرضا سيملك الإيجابية والإطمئنان والتوكل على الله، وبالتالي سيكون قوي الشخصية واثقا من نفسه، وستحبه الناس وتتأثر به.

ومن باب آخر قد يكون المقصود من المُنى هو توقع ما لا يمكن وجوده وتحصيله، قد تكون رغبة غير منطقية أو خطيرة أو غير واقعية، أو إنه يسعى لتحقيقها لكن بأساليب ملتوية وغير مشروعة. والحرص الشديد على بلوغ كل ذلك يولّد عقداً نفسية لاستغراق صاحبها في الوهم والحلم الزائف.

نستطيع توظيف هذه الحكمة البليغة في الكثير من جوانب حياتنا، مع الطفل مثلاً وأهمية زرع حس الاكتفاء والقناعة والرضا وتعليمه عدم النظر إلى ممتلكات الآخرين وعدم الحرص على امتلاكها أو نزعها منهم أيضاً. وكذلك خفض سقف التوقعات في اختيار الزوج أو الزوجة، والاهتمام بدل ذلك بالخلق والدين.

وفي الجانب الإجتماعي على الإنسان أن يترك أمنياته حول آراء الناس عنه، وفي أن يكون محبوباً ومحطاً للأنظار، وفي النهاية إرضاء الناس غاية لا تُدرك!.         

فالأولى على الإنسان ترك الإنشغال والتفكير بتلك الأمنيات والمبادرة إلى العمل الصالح، وكذلك الخروج من دائرة الأنا والسعي لخدمة الآخرين والتزوّد ليومٍ لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قلبٍ غني ترفّع عن متاع الحياة الدنيا وزينتها.

الانسان
الحياة
الامام علي
نهج البلاغة
القيم
التفكير
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    آخر القراءات

    استطلاع رأي: النزعة الغرورية ضعف شخصية أم ثقة بالنفس

    النشر : الأحد 29 تموز 2018
    اخر قراءة : منذ 4 ثواني

    الوجه الآخر للخوف

    النشر : السبت 04 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    الابداع الحقيقي: بين قوة الخيال والتصور

    النشر : الأثنين 11 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    يوم ميلاد نبي الرحمة.. ترتيب الأولويات وتجديد العهد

    النشر : الأحد 24 تشرين الاول 2021
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    أدوية الزكام التي نتناولها دون وصفة طبية خطيرة.. فماهو البديل؟

    النشر : السبت 20 كانون الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    الأميّة في العراق: ناقوس خطر يطرق ابواب الشباب

    النشر : الأثنين 10 ايلول 2018
    اخر قراءة : منذ 21 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1215 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 446 مشاهدات

    بعد تراجع وفيات النوبات القلبية.. ما الذي يُهدد حياتنا الآن؟

    • 436 مشاهدات

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    • 426 مشاهدات

    محرّم في زمن التحول

    • 403 مشاهدات

    تحدّي عاشوراء: أربعون يوماً لتكون حسينيّاً في زمن الضياع

    • 395 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1589 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1317 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1215 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1174 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1110 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 759 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا
    • الخميس 03 تموز 2025
    القيم والمآثر الأخلاقية في حياة الإمام الحسين
    • الخميس 03 تموز 2025
    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي
    • الخميس 03 تموز 2025
    ارتفاع هائل في استهلاك الطاقة بسبب الذكاء الاصطناعي
    • الخميس 03 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة