كما يقولون، الاعتراف بالخطأ فضيلة وكثير من أبناء جنسنا الخطائين ولكن نادرا ما يعترف الأشخاص بتلك الأخطاء، وخاصة الكبار اعتقادا منهم أن ذلك ينقص من شخصيتهم أو يقل من شأنهم حين اعترافهم بها وكثير منهم الأبوان، حيث تتكون الأساليب غير السوية والخاطئة في تربية الطفل إما لجهل الوالدين في تلك الطرق أو لأتباع أسلوب الآباء والأمهات والجدات، أو لحرمان الأب أو الأم من اتجاه معين، أو بعض الآباء يريد أن يطبق نفس الأسلوب المتبع في تربية والده له على ابنه وكذلك الحال بالنسبة للأم. فهنالك كثير من العادات والسلوكيات التي تعودنا عليها ونعتقد أنها صحيحة في الغالب تكون خاطئة.
عندما يشتعل الجدال بيني وبين والدك واطلب منك أن اتخفض صوتك ونحن في صراخ تهتز لها جدران المنزل.
أو عندما أكذب عليك عند ذهابي إلى التسوق ثم من بعد ذلك تكتشف أني ذهبت لمكان آخر وكنت أحرص على عدم ذهابك معي، ثم أمانع لعدم خروجك مع أصحابك وعدم ابلاغي.
عندما أخفق في تربيتك وأطلب منك أتمام الصلاة في وقتها وأنا متهاون فيها.
حينما ترتكب بعض الأخطاء وأنا أُبرر تصرفاتك للآخرين وأقول لهم إنه طفل صغير ولم أنبهك على تلك الأخطاء بينما غيرك من الأطفال يحفظ بعض السور القرآنية، والبعض الآخر يقرأ كتابا لينتفع به.
حيناً آخر أدعُك لمشاهدة التلفاز أو الآيباد فقط لأنني متعبة ولكي أتخلص من الحاحك البغيض، واعطيك فرصة للمناقشة والاستماع اليك.
دلالي لك والخوف والمغالاة في الرعاية جعلت منك شاباً مدللاً وغير قادر أن تكون علاقات اجتماعية جيدة في المجتمع.
عندما يكون الغلط وفضاضة الكلام وسيلة للعب والتسلية على من هم أكبر منك سناً في تجمع عائلي أو مع الأصدقاء ونُشجعك على الغلط لكي يبتسم الآخرين، وذلك نلاحظه في حياتنا اليومية من تعامل بعض الآباء والأمهات مع أبناءهم مثلا: عندما يسب الطفل أمه أو أباه نجد الوالدين يضحكان له ويبديان سرورهما، بينما لو كان الطفل يعمل ذلك العمل أمام الضيوف فيجد أنواع العقاب النفسي والبدني فيكون الطفل في حيرة من أمره لا يعرف هل هو على صح أم على خطأ فمرة يثيبانه على السلوك ومرة يعاقبانه على نفس السلوك.
وغالبا ما يترتب على اتباع ذلك الأسلوب شخصية متقلبة مزدوجة في التعامل مع الآخرين، وعندما يكبر هذا الطفل ويتزوج تكون معاملة زوجته متقلبة متذبذبة فنجده يعاملها برفق وحنان تارة وتارة يكون قاسي بدون أي مبرر لتلك التصرفات وقد يكون في أسرته في غاية البخل والتدقيق في حساباته ن ودائم التكشير أما مع أصدقائه فيكون شخص آخر كريم متسامح ضاحك ومبتسم.
عندما أراك تختار ملابس غير لا ئقة بك فقط لأنك تقلد الآخرين.. وأنا مشغولة في تصفح مواقع الموضة، أو مراكز التجميل.
عندما أحاسب ابنتي الصغيرة، وأرتدي ملابس لاتمت للحجاب بصلة، وفي المقابل اطلب من ابنتي الالتزام بالحشمة والحجاب.
كل تلك التصرفات المزدوجة الغير مسؤولة، من قبل الآباء تقتل العادات والسلوك الجيد للطفل لأن الأم والأب هما القدوة للطفل لأنهما المصدر الأول لتمويله بالسلوكيات سواء كانت سلبية أو صحيحة، وهو يقلدهما دون أن يلاحظ الأبوان ذلك، لأن للطفل قدرة هائلة على التقليد والمحاكاة, وبما أن طبيعة اﻹنسان تجعله بشكل عام يبحث عن الشخص النموذجي ويقلده، خاصة في مراحله اﻷولى من الاعتماد على اﻵخرين، فالأبوين هما المصدر الأول الذي يكتسب منه الطفل إيجابياته أو سلبياته، دون أن يدركوا ذلك, وهنا تكمن المشكلة التي يجهلها الأبوان.
أما تربية الطفل يجب أن تكون وسطية، فالقسوة لها آثارها الجانبية، وكذلك الدلال المفرط الذي يهدم شخصية الطفل، ولا نقصد أن يفقد الأبوان التعاطف مع الطفل ورحمته، وهذا لا يمكن أن يحدث لأن قلبيهما مفطوران على محبة أولادهما، ولا نطالب بأن ينزع الوالدان من قلبيهما الرحمة بل على العكس فالرحمة مطلوبة، ولكن بتوازن وحذر. قال صلى الله عليه واله وسلم: "ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا"، أفلا يكون لنا برسول الله صلى عليه واله سلم أسوة؟.
الأسرة هي المؤسسة التربوية الأولى التي يترعرع فيها الطفل ويفتح عينيه في أحضانها حتى يشب ويستطيع الاعتماد على نفسه بعدها يلتحق بالمؤسسة الثانية وهي المدرسة المكملة للمنزل ولكن يبقى وتتشكل شخصية الطفل خلال الخمس السنوات الأولى أي في الأسرة لذا من الضروري أن تلم الأسرة بالأساليب التربوية الصحية التي تنمي شخصية الطفل وتجعل منه شابا واثقا من نفسه صاحب شخصية قوية ومتكيفة وفاعلة في المجتمع ولابأس بتطبيق مبدأ الثواب والعقاب ولكن بأعتدال.
اضافةتعليق
التعليقات