يربط معظم الناس المراحل المبكرة لمرض الخرف بأعراضٍ، مثل التشوش وإيجاد صعوبة في تذكر التفاصيل، لكنَّ العلماء كشفوا الآن شيئاً قد تكون له دلالة أكبر بكثير.
فقد أظهرت دراسة حديثة، نشرتها النسخة البريطانية لـ"هاف بوست"، أنَّ إيجاد صعوبة في التمييز بين رائحة العلكة والبنزين قد تكون علامة مبكرة على الإصابة بالمرض، قبل سنواتٍ من بدء تأثيره على حياتك اليومية.
ولطالما تكهَّن العلماء بأنَّ التغيُّرات التي تطرأ على قدرة الشم السليم قد تكون مرتبطة ببدايات مرض الزهايمر، وذلك بفترةٍ تسبق بنحو 20 عاماً ظهور أية إشارات خطيرة ناتجة عن المرض في سلوكك اليومي.
وقالت ماري إليس لافايل ماغنان، المؤلفة الرئيسة لهذه الدراسة: "لأكثر من 30 عاماً، عكف العلماء على بحث العلاقة بين فقدان الذاكرة والصعوبة التي قد يعانيها المرضى في تمييز الروائح المختلفة".
وعلى الرغم من معرفة ذلك، فما من وسيلة توافرت لديهم لتأكيد هذا مبكراً، كما لم يكونوا متأكدين تماماً من سبب حدوث ذلك.
أما الآن، فقد أشار الفريق في جامعة مكغيل الكندية إلى أن واحداً من التغييرات الأولى التي تحدث عندما يبدأ الخرف قد يتمثَّل في الضرر الذي يلحق الخلايا العصبية الشمية التي تُميز بين مختلف الروائح.
ومن أجل اختبار نظريتهم، طلب الفريق من 300 شخص لديهم احتمالية عالية للإصابة بالمرض (لأنَّ والديهم لديهم حالة عصبية متقدمة) إجراء اختبارات "الخدش والشم"؛ من أجل تحديد الروائح القوية؛ مثل: البنزين، والعلكة، والليمون.
ووافق ثلث هؤلاء المشاركين أيضاً على إجراء فحص "بزل قطني" لاختبار كميات البروتين المختلفة المرتبطة بمرض الزهايمر والموجودة في السوائل الدماغية النخاعية، والتي تمثِّل علامة بيولوجية للمرض.
ووجد الباحثون أنَّ أولئك الذين يجدون صعوبة في تحديد الروائح كانوا هم الأشخاص الذين كانت مؤشرات الزهايمر الأخرى لديهم هي الأكثر حضوراً.
وبدورها، قالت ماري إليس: "هذه هي المرة الأولى التي يتمكن فيها أحدٌ من أن يُظهر بوضوحٍ أنَّ فقدان القدرة على تحديد الروائح يرتبط بعلامات بيولوجية تشير إلى تقدم المرض".
ووفقاً لجمعية الزهايمر البريطانية، فإنَّ نحو 800 ألف شخص في المملكة المتحدة مصابون بالخرف. وسيصاب شخص من بين كل 3 أشخاص فوق سن الـ65 عاماً بمرض الخرف، فضلاً عن أنَّ ثلثي المصابين بالخرف هم من النساء.
وتذكر منظمة الصحة العالمية ان الخرف من أهمّ الأسباب التي تؤدي إلى إصابة المسنين بالعجز وفقدانهم استقلاليتهم في كل أنحاء العالم. وهو من الأمراض التي لا تجهد المصابين بها فحسب، بل تجهد أيضاً القائمين على رعايتهم وأفراد أسرهم. وهناك نقص في الوعي بالخرف وفهمه في غالب الأحيان، ممّا يتسبّب في الوصم وطرح عقبات أمام التشخيص والرعاية. ويمكن أن يخلّف الخرف آثاراً جسدية ونفسية واجتماعية واقتصادية على من يقومون برعاية المرضى وعلى أسر المرضى والمجتمعات.
العلامات والأعراض
يصيب الخرف كل فرد بطريقة مختلفة، حسب درجة تأثير المرض وشخصية الفرد قبل إصابته بالمرض. ولفهم علامات الخرف وأعراضه يمكن تقسيمها إلى 3 مراحل هي:
المرحلة الأولية: كثيراً ما يتم إغفال المرحلة الأولية من الخرف لأنّ الأعراض تظهر بشكل تدريجي. وفيما يلي الأعراض الشائعة في هذه المرحلة:
- النسيان
- فقدان القدرة على إدراك الوقت
- الضلال في الأماكن المألوفة
المرحلة الوسطى: مع تطوّر الخرف إلى المرحلة الوسطى تصبح العلامات والأعراض أكثر وضوحاً وأكثر تقييداً للمصاب بها. ومنها ما يلي:
- نسيان الأحداث الحديثة العهد وأسماء الناس
- الضلال في البيت
- صعوبة متزايدة في التواصل مع الغير
- الحاجة إلى مساعدة في الاعتناء بالذات
- تغيّر السلوك، بما في ذلك التساؤل وطرح الأسئلة بصورة متكرّرة.
المرحلة المتقدمة: تتسم المرحلة المتقدمة من الخرف باعتماد كلي على الغير وانعدام النشاط تقريباً. وفي هذه المرحلة تصبح اضطرابات الذاكرة كبيرة وتصبح العلامات والأعراض الجسدية أكثر وضوحاً. ومن أعراض هذه المرحلة ما يلي:
- عدم إدراك الوقت والمكان
- صعوبة التعرّف على الأقرباء والأصدقاء
- حاجة متزايدة إلى المساعدة على الاعتناء بالذات
- صعوبة المشي
- تغيّر في السلوك قد يتفاقم ليشمل شكلاً عدوانياً.
اضافةتعليق
التعليقات