عندما يفكر العقل وتبدع اليد في صناعة الطاقة الكهربائية ويخترع ما هو جديد لابد أن يخلده التاريخ على مر العصور ويثبت اسمه من ضمن المخترعين في العالم، إنه المخترع اللبناني حسن كامل الصباح، وينتمي إلى المذهب الشيعي، فقد نسب إليه عشرات الاختراعات التي سجلت في 13 دولة منها: الولايات المتحدة الأمريكية، وبلجيكا، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والهند، واليابان، وإسبانيا، واتحاد دول أفريقيا الجنوبية، بالإضافة إلى العديد من النظريات الرياضية في مجال الهندسة الكهربائية، الأمر الذي أكسبه لقب "أديسون الشرق" وكان يعمل في البالونات واغترب في أمريكا لدراسة الهندسة الكهربائية.
سيرته الذاتية:
ولد في جنوب لبنان في عام 1894م، ظهر اهتمامه وهو في الابتدائية في الرياضيات والهندسة وقد ذكرت والدته قصة أول اختراعات الطفولة لحسن إذ طلب منها بضعة نقود وذهب لشراء بعض الحاجيات ودخل للعمل في حجرته وعند خروجه كان قد أطلق في الحي بالونا ورقيا يطير بواسطة الغاز.
انتقل الصباح من المدرسة الابتدائية في النبطية إلى الاعدادية في بيروت، ثم دخل الكلية الإنجيلية السورية وهي الجامعة الأمريكية حالياً وفي الكلية ذهب للاطلاع على علم الفلك في مقابل دراسته للفيزياء.
وكان الصباح ذواقاً للأدب حيث كان يُجيد أربع لغات، وهي الإنجليزية، والألمانية، والفرنسية، والتركية، أما اختراعاته فقد تجاوز عددها ال76 اختراعاً، تنوّعت بين الأجهزة والآلات التي تدخل في مجال الهندسة الكهربائية، وهندسة الطيران، وكذلك الطاقة.
عام 1928 اخترع جهازاً للتلفزة يستخدم تأثير انعكاس الإلكترونيات من فيلم مشع رقيق في أنبوب الأشعة المهبطة الكاثودية، وهو جهاز إلكتروني يمكن من سماع الصوت في الراديو والتليفزيون ورؤية صاحبه في آن واحد، كما اخترع جهازًا لنقل الصورة عام 1930، ويستخدم اليوم في التصوير الكهروضوئي، وهو الأساس الذي ترتكز عليه السينما الحديثة، وخاصة السينما سكوب بالإضافة إلى التليفزيون، وتندرج هذه الاختراعات، المسجلة في مكتب التسجيل الاتحادي (U. S.P.T.O.).
وفي العام نفسه اخترع جهازًا لتحويل الطاقة الشمسية إلى طاقة كهربائية مستمرة، وقد عرض الصباح اختراعه هذا على الملك فيصل الأول ملك العراق ليتبناه، ولكنه مات ثم عرضه على الملك عبد العزيز بن سعود لاستخدامه في صحراء الربع الخالي، ولكن الصباح مات بعد فترة وجيزة.
وفاة الصباح كانت في يوم الأحد 31 مارس 1935 توفي عن عمر 41 عاماً في حادث سيارة، دارت حوله بعض الشكوك حيث عجز الأطباء عن تحديد سبب الوفاة خاصة وأن الصباح وجد على مقعد السيارة دون أن يصاب بأية جروح مما يرجح وجود شبهة جنائية ونقلت جثته من أمريكا ليدفن في مسقط رأسه في لبنان، حيث كان يُشتبه باغتياله، وتُعد وفاته خسارة للعالم العربي وعالم الاختراعات.
تم تكريمه حيث كان العربي الوحيد الذي حاز لقب فتى العلم الكهربائي من معهد المهندسين الكهربائيين الأمريكيين.
اضافةتعليق
التعليقات
لبنان2023-12-25