ينتظر الموالون كل عام ليلة النصف من شعبان بشغف لا مناص منه ليحتفوا بولادة الامام محمد بن الحسن المهدي (عجل الله فرجه) إذ لهذه المناسبة أثر كبير في نفوسهم لما يحمله الامام من أمل مرتقب ورسالة سامية تنص على العدالة والمساواة ونشر السلام في كل بقاع المعمورة.
وللتعرف عن كثب حول مشاعر الموالين بهذه المناسبة وما تعنيه لهم وطرق احتفائهم أجرت (بشرى حياة) هذا الاستطلاع..
ليلة مباركة
حدثنا الحاج سلام عبد الباقر الحسيني قائلا: ليلة ولادة منقذ البشرية هي ليلة مباركة إذ اعتدت أن أحييها في الحرم الحسيني بالدعاء وتلاوة القرآن الكريم وقبل مطلع الفجر أتجه إلى المقام الرمزي لأداء الصلاة والدعاء وايقاد شمعة للتبرك وطلب الحاجة حيث يحتشد هناك الزائرين وهم مبتهلين بهذه الليلة المبجلة وايقاد الشموع بمحاذاة النهر الجاري الواقع بقرب المقام.
ختم حديثه: بأنه لطالما نال مراده في قضاء حاجته ليعيد طقوسه في السنة المقبلة وهو يشكر الله وصاحب المناسبة المباركة على هذا العطاء الزاخر الذي يحظى به.
مناسبة ميمونة
فيما قالت أنوار النواب (متقاعدة): ليلة المحيي هكذا كانت تسميها أمي (رحمها الله) حيث كانت تجمعنا في بيتها مع أولادنا لتفترش إناءً كبيراً بنبات الياس وتنثر عليها السكاكر والحلويات وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم والزيارة تبدأ بتقديم ما حضرته بهذه المناسبة الميمونة علينا جميعا وهي سعيدة بتجمعنا قائلة لنا لقد جمعنا هذا العام مولاي صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) وأتمنى أن يجمعنا في العام القادم وهكذا إلى أن جاء العام الذي جمعنا نحن إلا أنها لم تكن موجودة فقد رحلت إلى جوار ربها ولكننا بقينا نحتفي على عادتها حتى بعد رحيلها نستذكر حضورها وقراءة سورة الفاتحة لروحها الطيبة التي كانت دؤوبة على محبتها لآل البيت وإحياء مناسباتهم جميعها (رحم الله امي) والسلام عليك يا سيدي ومولاي الحجة المنتظر.
فضل هذا الشهر
وترى السيدة سهاد خالد (موظفة) أن لهذا الشهر فضل كبير فهو فرصة للتمهيد للصائم ولعل الكثير من الناس يغفل عن فضل هذا الشهر العظيم ويفوت على نفسه هذه الفرصة الثمينة، لذلك فإن تذكير الناس يحثّهم على المبادرة في الخير وإن أفضل الأعمال فيه الصيام تطوعا وتقربا إلى الله عز وجل لقضاء الحوائج أو لقضاء ما في الذمة، وأجمل ما يتخلل هذا الشهر هي الليلة المباركة لولادة صاحب الزمان (علية السلام).
الظهور المرتقب
وشاركنا في ختام جولتنا الاستطلاعية الشيخ عبد الكريم قاسم قائلا:
ولد الامام أبو القاسم محمد بن الحسن المهدي في ( 15 شعبان 255 هـ) وهو المتمم لسلسلة الأئمة (عليهم السلام) فهو الإمام الثاني عشر والأخير الذي سيأتي ليملأ الأرض قسطًا وعدلًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا .
وأضاف: ويُروى أن الإمام الحسن العسكري أنجب طفلاً وهو محمد المعروف بالمهدي (عليهما السلام) وظل يحاول إخفاءه عن الناس إلا المقربين منه فقط خوفاً عليه من سطوة الدولة العباسية التي كانت تنكل بالعلويين في ذلك الوقت حيث أن الحسن العسكري كان في إقامة جبرية في مدينة عسكر ليكون تحت أنظار السلطة.
وتابع بالقول: ونعيش اليوم مناسبة الظهور المرتقب لصاحب الرسالة إذ اعتاد الموالون بالاحتفال بهذا اليوم استذكاراً لولادته المشرقة بالأمل والخير فضلا عن الجهود الحثيثة من قبل العتبات المقدسة إذ لها تجهيزات خاصة بهذا المناسبة أيضا بتحضير قالب حلوى كبير الحجم وايقاد شموع بعدد عمر الإمام.
واسترسل بحديث: وقد غاب الامام المهدي (عجل الله فرجه) غيبتين، أولهما الغيبة الصغرى واستمرت حوالي السبعين عاماً، كان اتصال المسلمين الشيعة به عبر السفراء وقبل أن يموت السفير الرابع، أعلن الإمام أنه ستبدأ الغيبة الكبرى إلى أن يأذن الله له بالخروج، ونصرة المستضعفين، وقد وردت أحاديث كثيرة في مصادر مختلفة عن الحياة التي سيتمتع بها المعاصرين للدولة المهدوية، بأنها حياة طيبة ملأوها الخير الذي سيعم البلاد ويُهلك بها جميع الأشرار ولا يبقى من يبغض آل محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فبظهوره يطفئ به الله تلك الفتنة العمياء وتأمن الأرض.
اضافةتعليق
التعليقات