مع حلول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة، يواجه الشعر تحديات مضاعفة تؤثر بشكل مباشر على صحته ومظهره. فالهواء البارد في الخارج، إلى جانب التدفئة الداخلية الجافة، يؤديان إلى فقدان الشعر لرطوبته الطبيعية، ما يسبب الجفاف، التقصف، زيادة الهيشان، وأحياناً تساقط الشعر بشكل ملحوظ. ويؤكد أطباء الجلد وخبراء العناية بالشعر أن التعامل الواعي مع هذه المشكلات يحدّ من آثارها ويحافظ على حيوية الشعر خلال أشهر الشتاء.
ويشير المختصون إلى أن أولى خطوات العناية الشتوية تبدأ باختيار المنتجات المناسبة، إذ يُنصح باستخدام أنواع الشامبو الخالية من المواد القاسية مثل الكبريتات والكحول، لأنها تساهم في تجفيف فروة الرأس. كما يُفضل تقليل عدد مرات غسل الشعر إلى مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً، للحفاظ على الزيوت الطبيعية التي تشكل خط الدفاع الأول ضد الجفاف.
الترطيب العميق يُعد ركناً أساسياً في روتين العناية الشتوية، سواء عبر استخدام البلسم المرطب بعد كل غسلة، أو من خلال الأقنعة المغذية التي تُطبّق مرة أو مرتين في الأسبوع. وتُعد الزيوت الطبيعية مثل زيت جوز الهند، زيت الزيتون، وزيت الأرغان من الخيارات الفعالة في تغذية الشعر وتقوية أطرافه، خاصة عند تدليك فروة الرأس بها لتحفيز الدورة الدموية.
كما يحذر الخبراء من الخروج في الطقس البارد والشعر مبلل، لأن ذلك يضعف بصيلات الشعر ويجعله أكثر عرضة للتكسر. وينصحون بتجفيف الشعر بلطف باستخدام منشفة قطنية أو قماش ناعم، وتجنب الفرك القاسي. أما أدوات التصفيف الحرارية، فيُفضل تقليل استخدامها قدر الإمكان، أو استعمال واقٍ حراري عند الضرورة، لتقليل الأضرار الناتجة عنها.
ولا تقل العناية الداخلية أهمية عن الخارجية، إذ تلعب التغذية السليمة دوراً محورياً في صحة الشعر. فاتباع نظام غذائي غني بالبروتينات، الفيتامينات، والمعادن مثل الحديد والزنك وأوميغا 3، إلى جانب شرب كميات كافية من الماء، يساعد في تعزيز نمو الشعر ومنع ضعفه خلال الشتاء.
ويؤكد الخبراء في ختام حديثهم أن الالتزام بروتين متوازن وبسيط للعناية بالشعر في فصل الشتاء لا يحافظ فقط على مظهره الجمالي، بل يقيه من التلف طويل الأمد، ليبقى صحيّاً وقوياً رغم برودة الطقس وتقلباته.








اضافةتعليق
التعليقات