• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لنزرع اليوم ونحصد غداً

زينب مشتاق الموسوي / السبت 01 شباط 2025 / تربية / 701
شارك الموضوع :

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة

في ذلك الزمان الذي لم يعرف فيه البشر الرفاهية المفرطة، كان أجدادنا يعيشون كالأشجار الراسخة في الأرض، تواجههم العواصف لكنهم لا ينكسرون. كانت أيديهم المتشققة من العمل تروي قصصاً عن الإخلاص والشرف، ووجوههم التي خطتها الشمس هي شهادة على رحلة كفاح طويلة. لم يكن لديهم ترف الاختيار بين الراحة والمشقة، لكنهم جعلوا من التعب وسيلة للكرامة، ومن الصبر فنّاً يزين حياتهم.

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة، بالتكنولوجيا التي تضع كل شيء بين أيدينا، لكنه يفتقر إلى الصلابة التي كانت تُعرّف الأجيال السابقة. نرى جيلاً ينهار أمام العقبات الصغيرة، ويبحث عن الراحة بأي ثمن. جيل يتساءل: "لماذا أنا؟" بدلاً من أن يسأل: "كيف أواجه؟".

الاختلاف بين الأمس واليوم

كان الألم أستاذاً للأجيال السابقة، علّمهم أن الصبر ليس مجرد فضيلة، بل أداة لتهذيب النفس وصقل الشخصية. كانوا يزرعون أراضيهم بجهدهم، يعيشون على ما تيسر لهم، ويواجهون المصاعب بابتسامة وإيمان بأن الرزق من عند الله. احترام الكبير كان قانوناً غير مكتوب، والتكاتف الأسري كان درعاً يحمي الجميع.

أما اليوم، فقد تغيرت القيم. أصبحت السهولة هي المعيار، والجهد هو الاستثناء. التكنولوجيا التي يفترض أن تقربنا، سرقت منا قيماً جوهرية كالتواصل الحقيقي والاحترام. أصبح الاحترام يُقاس بالمصلحة، وأصبحت المبادئ أشياء قابلة للتفاوض.

إلى أين نمضي؟

إذا كان هذا الجيل هو المربي، فماذا عن الأجيال القادمة؟ كيف ستنمو شخصيات أطفال يتعلمون من آباء يرون العالم من خلال شاشات؟ كيف سيواجهون الحياة وهم لم يتعلموا مواجهة التحديات؟

المشكلة الحقيقية ليست في الجيل الجديد بحد ذاته، بل في التربية التي يفتقدها. إننا أمام مسؤولية كبيرة: إما أن نأخذ بيد هذا الجيل ليعيد اكتشاف القيم، أو نتركه يتيه في صحراء خالية من المعاني.

الأمل في التغيير

 الأمل لا يزال موجوداً. الجيل الحالي ليس عدواً، بل فرصة. فرصة لننقل إليهم القيم الأصيلة، ونعرّفهم أن القوة ليست في الهروب من المسؤوليات، بل في مواجهتها. يجب أن تكون التربية أكثر من مجرد تعليم تقني؛ عليها أن تكون غرساً للقيم، بناءً لشخصيات قادرة على الصمود والتأثير.

على الأمهات والآباء أن يكونوا قدوة. أن يزرعوا في أطفالهم قيماً تتجاوز المظاهر وتُبنى على الأخلاق الحقيقية. علينا أن نعلمهم أن النجاح ليس في الحصول على ما يريدونه بسهولة، بل في استحقاقه بجدارة. 

إن الأجيال القادمة لا تُصنع بالصدفة، بل هي انعكاس لما نزرعه الآن. إذا أردنا أن نبني مستقبلاً قوياً، علينا أن نبدأ بإعادة إحياء القيم التي كادت تندثر. لنترك لهم إرثاً من الأخلاق، الاحترام، والشجاعة.

إن الزمن سيمضي، لكن أثرنا سيبقى. فلنكتب اليوم قصة جديدة، قصة أجيال تعيد تعريف الإنسانية، وتثبت أن القيم الحقيقية لا تموت مهما تغير الزمن.

دعونا نأخذ بيد هذا الجيل، نعلّمه الصبر، الاحترام، والعمل الجاد. في النهاية، الخيار بيدنا. فهل نحن مستعدون للقيام بما هو مطلوب لإعادة البناء؟

الاب والام
الاسرة
الابناء
المجتمع
التربية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية

    نور المحبة وميزان القلوب

    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم

    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟

    ما بعد الرحيل

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    آخر القراءات

    تعلم ان تقول لا

    النشر : الأربعاء 28 آذار 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    استبدل المسكنات بحلول مجرّبة تخفف الألم

    النشر : السبت 26 كانون الأول 2020
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    أعينوا أبناءكم على برّكم

    النشر : الخميس 30 كانون الثاني 2025
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    سجناء الذاكرة

    النشر : الثلاثاء 12 ايلول 2017
    اخر قراءة : منذ 6 ثواني

    اليوم العربي لمحو الامية.. أمة اقرأ لا تقرأ

    النشر : السبت 07 كانون الثاني 2017
    اخر قراءة : منذ 9 ثواني

    21 ايلول اليوم العالمي لتذكير العالم بالسلام

    النشر : الأثنين 21 ايلول 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1099 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1017 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 901 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 507 مشاهدات

    البوح والكتمان: أيّهما الحل الأمثل؟

    • 396 مشاهدات

    العلاقة بين الاكتئاب والنوم

    • 381 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1461 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1420 مشاهدات

    سوء الظن.. قيدٌ خفيّ يقيّد العلاقات ويشوّه النوايا

    • 1114 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1099 مشاهدات

    بين طموحات الأهل وقدرات الأبناء.. هل الطب هو الخيار الوحيد؟

    • 1082 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 1069 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام العسكري .. وركائز الخدمة الأزلية
    • منذ 23 ساعة
    نور المحبة وميزان القلوب
    • منذ 23 ساعة
    سبحان ربي الأعلى… حيث تلتقي الروح بالعلم
    • منذ 23 ساعة
    مع اقتراب العام الدراسي الجديد: كيف تهيئين طفلك للعودة إلى المدرسة؟
    • منذ 23 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة