• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لنزرع اليوم ونحصد غداً

زينب مشتاق الموسوي / السبت 01 شباط 2025 / تربية / 597
شارك الموضوع :

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة

في ذلك الزمان الذي لم يعرف فيه البشر الرفاهية المفرطة، كان أجدادنا يعيشون كالأشجار الراسخة في الأرض، تواجههم العواصف لكنهم لا ينكسرون. كانت أيديهم المتشققة من العمل تروي قصصاً عن الإخلاص والشرف، ووجوههم التي خطتها الشمس هي شهادة على رحلة كفاح طويلة. لم يكن لديهم ترف الاختيار بين الراحة والمشقة، لكنهم جعلوا من التعب وسيلة للكرامة، ومن الصبر فنّاً يزين حياتهم.

اليوم، نقف أمام جيل جديد، جيل يعيش في عالم مختلف تماماً. عالم يتسم بالسرعة، بالتكنولوجيا التي تضع كل شيء بين أيدينا، لكنه يفتقر إلى الصلابة التي كانت تُعرّف الأجيال السابقة. نرى جيلاً ينهار أمام العقبات الصغيرة، ويبحث عن الراحة بأي ثمن. جيل يتساءل: "لماذا أنا؟" بدلاً من أن يسأل: "كيف أواجه؟".

الاختلاف بين الأمس واليوم

كان الألم أستاذاً للأجيال السابقة، علّمهم أن الصبر ليس مجرد فضيلة، بل أداة لتهذيب النفس وصقل الشخصية. كانوا يزرعون أراضيهم بجهدهم، يعيشون على ما تيسر لهم، ويواجهون المصاعب بابتسامة وإيمان بأن الرزق من عند الله. احترام الكبير كان قانوناً غير مكتوب، والتكاتف الأسري كان درعاً يحمي الجميع.

أما اليوم، فقد تغيرت القيم. أصبحت السهولة هي المعيار، والجهد هو الاستثناء. التكنولوجيا التي يفترض أن تقربنا، سرقت منا قيماً جوهرية كالتواصل الحقيقي والاحترام. أصبح الاحترام يُقاس بالمصلحة، وأصبحت المبادئ أشياء قابلة للتفاوض.

إلى أين نمضي؟

إذا كان هذا الجيل هو المربي، فماذا عن الأجيال القادمة؟ كيف ستنمو شخصيات أطفال يتعلمون من آباء يرون العالم من خلال شاشات؟ كيف سيواجهون الحياة وهم لم يتعلموا مواجهة التحديات؟

المشكلة الحقيقية ليست في الجيل الجديد بحد ذاته، بل في التربية التي يفتقدها. إننا أمام مسؤولية كبيرة: إما أن نأخذ بيد هذا الجيل ليعيد اكتشاف القيم، أو نتركه يتيه في صحراء خالية من المعاني.

الأمل في التغيير

 الأمل لا يزال موجوداً. الجيل الحالي ليس عدواً، بل فرصة. فرصة لننقل إليهم القيم الأصيلة، ونعرّفهم أن القوة ليست في الهروب من المسؤوليات، بل في مواجهتها. يجب أن تكون التربية أكثر من مجرد تعليم تقني؛ عليها أن تكون غرساً للقيم، بناءً لشخصيات قادرة على الصمود والتأثير.

على الأمهات والآباء أن يكونوا قدوة. أن يزرعوا في أطفالهم قيماً تتجاوز المظاهر وتُبنى على الأخلاق الحقيقية. علينا أن نعلمهم أن النجاح ليس في الحصول على ما يريدونه بسهولة، بل في استحقاقه بجدارة. 

إن الأجيال القادمة لا تُصنع بالصدفة، بل هي انعكاس لما نزرعه الآن. إذا أردنا أن نبني مستقبلاً قوياً، علينا أن نبدأ بإعادة إحياء القيم التي كادت تندثر. لنترك لهم إرثاً من الأخلاق، الاحترام، والشجاعة.

إن الزمن سيمضي، لكن أثرنا سيبقى. فلنكتب اليوم قصة جديدة، قصة أجيال تعيد تعريف الإنسانية، وتثبت أن القيم الحقيقية لا تموت مهما تغير الزمن.

دعونا نأخذ بيد هذا الجيل، نعلّمه الصبر، الاحترام، والعمل الجاد. في النهاية، الخيار بيدنا. فهل نحن مستعدون للقيام بما هو مطلوب لإعادة البناء؟

الاب والام
الاسرة
الابناء
المجتمع
التربية
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين

    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة

    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟

    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    كيف أجعل حب الامام الحسين مشروعًا دائمًا؟

    آخر القراءات

    مفتاحان بين يديك

    النشر : الأثنين 31 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    قراءة في رواية: أخف من الهواء

    النشر : الخميس 01 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 12 ثانية

    جمعية المودة تكرم القاص علي عبيد بفوز قصته لغة الأرض

    النشر : الخميس 28 شباط 2019
    اخر قراءة : منذ 13 ثانية

    النفس والجسد والعقل منظومة واحدة

    النشر : السبت 12 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    ما القوة؟

    النشر : السبت 27 تشرين الثاني 2021
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    سرابُ "يوماً ما"

    النشر : الأربعاء 07 آيار 2025
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    أنصار الحسين يوم عاشوراء: قصة التضحية والوفاء الأبدي

    • 533 مشاهدات

    في رحاب محرم: طلب الإصلاح على خطى سبط الرسول

    • 391 مشاهدات

    جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية تنظم فعاليات نادي ريحانة الصيفي للفتيات

    • 383 مشاهدات

    أبا الفضل.. بقية الدمع في مآقينا

    • 372 مشاهدات

    بناء التنوع.. شعار اليوم العالمي لهندسة العمارة

    • 371 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1369 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1262 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1184 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1118 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 818 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 658 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    عاشوراء بين الألم والأمل: مدرسة الصابرين
    • منذ 21 ساعة
    زيارة قبر الحسين.. وسيلة الوسائل لبقاء الصالحات إلى يوم القيامة
    • منذ 21 ساعة
    مكملات الميلاتونين.. هل هي آمنة وفعالة؟
    • منذ 21 ساعة
    فيتامين شائع يساعد في مقاومة علامات الشيخوخة
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة