• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

سجناء الذاكرة

سجى الكربلائي / الثلاثاء 12 ايلول 2017 / تطوير / 2907
شارك الموضوع :

لابأس ما زلت اتنفس، مازلت على قيد الذكرى احيا بـِ بَوَى، توجعني اللحظات التي اعيشها، صرت اخاف من اقبالها عليّ، امقت الحياة من فرط تشبث الماض

لابأس ما زلت اتنفس، مازلت على قيد الذكرى احيا بـِ بَوَى، توجعني اللحظات التي اعيشها، صرت اخاف من اقبالها عليّ، امقت الحياة من فرط تشبث الماضي بذاكرتي، ولهوهِ بجمال ايامي، يبعثرها بيديه ويمزق مستقبلي بمخالبه التي تعيدني للوراء كلما حاولت المضي قدماً..

ذاكرتي ترتل لي الاحداث كل ليلة اهجع بها من فرط تعب الشعور، ففراشي يذكرني بدميتي "ماريا" اول دمية امتلكتها عندما بدأت اعي الدنيا واعي انها اصبحت ملكي، اقترح علي عمي الذي اهدانيها

هذا الاسم شبيه اسم حبيبته في امريكا الذي مات وهو يتلوع من ذكراها!.

اذكر عمي جيداً، ذقنه الابيض ونظارته المستديرة، لكنني للؤمي آذيته بكلامي في آخر مرة زارنا بها قبل ان يموت، الى الآن ينهكني الندم، احتاجه اليوم وانا في حالتي المأساوية هذه، اذكر كيف كنت على ما يرام في وسط عائلتي قبل ان يختطف شبح الموت ابي وامي في حادث سير مشؤوم اودى بحياتهما.

اذكر كيف ودعاني لآخر مرة وكيف قبلتني امي واحتضنتني بحرارة كأنها قد شعرت انها اخر مرة تضمني اليها، اذكر كيف اوصتني ان اكمل دروسي وانام باكراً قبل عودتهما متأخرين ليلاً واذكر كيف انهم لم يعودوا!.

اذكر دروسي وكيف كنت مجداً، جدران مدرستي الوردية والرسومات على جدران صفي الدراسي،

زملائي الذين شتتهم وضع بلادي في انحاء الدول، اذكر ملامح شارع دارنا واصدقائي الذين كنت ألعب معهم كرة القدم حتى في اضيق الازقة..

اذكر واذكر واذكر.. كثيرة هي الاشياء التي تتذكرها وقليلة تلك الاشياء التي صارت تسعدني، ليتي افقد الذاكرة، فانني اموت قبل ان تموت كل ذكرى!.

......

سجناء الذاكرة هم ارواح تهمش وجودها في الواقع، معتنقة ذكريات الماضي واقفة عندها بكل بؤس وترح، تأرجح ذاتها بين الخيبة من رحيل الماضي وحيرة مواجهة المستقبل، يخلقون لانفسهم حالة من الكآبة فيصبح من الصعب عليهم الخروج منها بعدما تعمقوا فيها..

ان بقاء هذه الفئة في وجع الماضي يدمرها ويبعد المسافة بينهم وبين احلامهم، وتختصر حياتهم في ذكرى!.

يتخيلون انهم غير قادرين على الاستغناء عن بعض الافكار التي تلازمهم، وان اغلب الآلام التي يعيشوها بسبب محاولاتهم لربط الماضي بالحاضر، فيصدمون ان تلك الاماكن والمواقف والاحداث تخلت عنهم بعد ان كانوا جزءاً منها..

علينا ان نعلم اننا في هذه الحياة نعيش بين بابين، باب المستقبل وهو باب الامل وباب الماضي وهو الباب الذي يهدينا الخبرة والتجربة، فاذا نظرنا الى باب الماضي نظرة احترام وكسب الخبرات، سيساعدنا ذلك في السير نحو الباب الاول بكل نجاح، واذا نظرنا الى باب الماضي وركزنا على المآسي والجراح، فإن هذا سينهك قلبنا ويدمر باب الامل وباب المستقبل!.

ان كل مصاب بهذا الهاجس يستطيع ان يخرج ذاته من هذا المأزق من خلال:

*التحرر من مواقف الماضي بأن يجلس بهدوء لوحده ويتخيل الموقف الذي يؤلمه ويعيشه بتفاصيله، ويحاول ان يحدثه: "شكرا لك ايها الموقف لوجودك في حياتي.. تعلمت من خلالك الكثير، اتمنى ان ترحل بسلام وتتركني"، ويأخذ شهيقا عميقا ويحاول بزفيره ان يطرد بقايا ذلك الموقف او الذكرى في داخله.

*النظر الى الجانب المشرق من مواقف الماضي التي تلازمه والى اي شيء ايجابي كان فيها مهما كان صغيراً.

*محاولة اسعاد نفسه بالحاضر والتعايش معه، واقناع ذاته بأن الماضي افكار لاوجود لها.

*التوقف عن تذكر الماضي من خلال التوقف عن الحديث عن التجارب السابقة واحزانها.

*ان يكون متسامحاً وواثقاً وغير متردد او خائف من تكرار الماضي لانه اصبح اكثر خبرة وادراكا،

فإن كل العظماء لهم ماضي مؤلم اجتازوه نحو مستقبل اعظم.

الانسان
التفكير
الشخصية
الحياة
السلبية
الفشل
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    توقع غير المتوقع وافترض الصعاب

    النشر : الأحد 24 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ ثانية

    التمارين الذهنية لها تأثير طويل المدى على نشاط المسنين

    النشر : الأربعاء 10 حزيران 2015
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    الخطّ العربيّ.. قلادة للغة الضّاد

    النشر : الخميس 26 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عالم الأنتيكات.. عروق الماضي يستحضرها الحاضر بصور جديدة

    النشر : الخميس 02 آيار 2019
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    انكسار امرأة

    النشر : الثلاثاء 02 حزيران 2020
    اخر قراءة : منذ 10 ثواني

    الأساليب الأربعة عشر: لتصبح والدا أكثر وعيا وإدراكا

    النشر : الأثنين 04 نيسان 2022
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 414 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 408 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1244 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1208 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1058 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 7 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 7 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 7 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 7 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة