من الرحلات المشوقة مع الأصدقاء، وحفلات أعياد الميلاد في كنف العائلة والأقارب، إلى أشياء بسيطة مثل مشاهدة أحدث فيلم مع صديق مقرب في السينما، تبدو هذه المواقف كحلم بعيد في ظل القيود التي فرضتها جائحة كورونا، وأصبح الشعور بالوحدة أمراً مشتركاً بين العديد من الأشخاص نتيجة لذلك.
وأكدت أخصائية النفس، رانيا عطالله، على أهمية التواصل بين الأشخاص بصفتنا كائنات اجتماعية، فقالت في مقابلة مع موقع CNN العربية: "نحن نستطيع العيش والبقاء على قيد الحياة لوحدنا، ولكننا نحتاج لبعضنا البعض للازدهار".
ولكن، من القيود المفروضة على حركة السفر الدولية، إلى القيود التي تحد من التنقل في نطاق أراضي مختلف الدول حول العالم، تسببت الإجراءات المفروضة في صعوبة تواصل الأشخاص وزيارة بعضهم البعض.
الحزن أساس الوحدة، وإنكاره ليس الحل
وأشارت عطالله إلى أن الحزن هو أساس الشعور بالوحدة، وأنه شعور طبيعي في ظل الجائحة، والغرض منه هو العثور على طرق بديلة للبقاء على تواصل مع الآخرين، والتكيف.
ومع أننا لا نمتلك القدرة على التحكم بمشاعر الحزن، إلا أننا نستطيع التحكم بأفكارنا التي تتعلق بالحزن، وجعلها تحفزنا على التكيف بدلاً من الشعور بالحسرة على الموقف الذي نجد أنفسنا فيه، وفقاً لما قالته عطالله.
وعند إنكار المرء لمشاعر الوحدة التي تغمره، فهذه مجرد وسيلة دفاع ناتجة عن عدم معرفة كيفية التعامل معها، ومع أنها قد تسهل الأمور في المدى القصير، إلا أنها لا تساعد في التأقلم على المدى الطويل، بحسب ما ذكرته.
طريقة صحية للتعامل مع الوحدة
هل تشعر بملل العزل المنزلي؟ خدمة دعم هاتفي تربط الغرباء من حول العالم في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد
إذاً، ما العمل؟ حتى إذا شعرت أن الأمر فيه تناقض، فالحل لا يكمن في محاربة مشاعر الوحدة، وشرحت عطالله قائلةً: "الفكرة هي أن نتقبل مشاعرنا لأنها طبيعية، ولأنها في مكانها، من ثم نتخذ الإجراء الذي يمكن أن يساعدنا بالتغلب على الوحدة".
وإلى جانب التأمل، والقراءة، والتخطيط للمستقبل، ترى عطالله أنه يمكننا اللجوء إلى التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي لمساعدتنا في التواصل، والحفاظ على العلاقات الاجتماعية، والتخفيف من درجة الوحدة في ظل العزلة. حسب cnn عربي
خبير: الحالة النفسية هي نصف العلاج من فيروس كورونا
أكد الخبير في مجال التفكير الإبداعي، حسن المزين، أن الحالة النفسية هي نصف العلاج من فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
وأثبتت دراسات عدة أن التوتر والقلق عملان أساسيان في ضعف المناعة عن الأنسان، مما يجعل جسمه أكثر عرضة للأمراض، على عكس الحالة النفسية الإيجابية التي تعد نصف العلاج إذا لم تكن غالبيته.
ويقول الخبير في مجال التفكير الإبداعي، حسن المزين، أن "الإنسان بحاجة إلى التفاؤل والأمل. لافتا إلى أن كل ما هو مطلوب منه أن يعيش متفائلا وعنده أمل. هذه هي الطريقة التي يجب أن يعيش بها الإنسان".
وأوضح الخبير في مهارات التفكير لـ"سكاي نيوز عربية "نحن أمام شعور بعدم اليقين، لذا يحتاج الإنسان لطمئنة النفس وبالتالي يرجع إلى أي معلومة".
وأضاف المزين أن من يخاف من فيروس كورونا عليه أن يبتعد عن الإشاعات من أجل أن يقاوم الفيروس.
وتابع المزين: "الخوف الذي يؤدي إلى الأخذ بالأسباب مطلوب وهو نعمة من رب العالمين.. لكن الخوف الزائد يعد وكأنك تقدم هدية ليس فقط لفيروس كورونا بل لكل فيروسات العالم".
وأوضح أن "الخوف ضروة لكن يجب أن يتحول إلى شيء إيجابي".
وخلص الخبير إلى أن على مرضى كورونا أن لايفقدو الأمل، مشيرا إلى أن هناك أشخاص أصيبوا بأمرض أكثر فتكا من كورونا واستطاعوا التغلب عليها بالإرادة والأمل.
وأدى التزايد المتصاعد للإصابة بفيروس كورونا وعدد الوفيات التي تتصدر العناوين والأخبار، بغفلة جماعية، عن التركيز على الجانب الأكثر أهمية في محنة كورونا، وهو عدد الحالات المتعافية ونسبتها الكبيرة مقارنة بعدد الوفيات. حسب سكاي نيوز
اضافةتعليق
التعليقات