تعيش في نهاية شارعنا امرأة عجوز مع زوجها، الرجل مبتلى بمرض السكر وبسبب كبره فهو عاجز عن العمل والمرأة كذلك لا تستطيع أن تعمل أي شيء سوى الرجوع إلينا بعد فينة وأخرى، أحيانا أفكر كم يجب أن أكسب لأستطيع أن أساعد هذه المرأة ومن يعيش في الفرع المجاور لفرعنا ومن يعيش في الفرع الثالث ومن يعيشون من هكذا حالات في شارعنا، مدينتنا، بلدنا؟!
يا ترى كيف أستطيع أن أساعد هذه النماذج التي عانت في شبابها والان تتمنى الموت أو ربما تخاف الموت لأن الموت أيضا يحتاج إلى أموال!.
أموال الغسل ،التدفين، القبر وغير ذلك من مصاريف.
اليوم فكرت بأننا مظلومون جداً، نعيش فوق الكنوز ولا نستطيع أن نستفيد منها!
نملك الأموال وخيرنا لغيرنا جميع الدول تستفيد من خيراتنا وفي الأخير يعبسون في وجوهنا ويتعوذون بالله إن أرادوا ذكر بلدنا!.
إنهم يدوسون على رؤوسنا ليرتقوا نحو القمة ولكن ماذا عنا؟
نغوص في الأعماق أكثر وأكثر، أحياناً أشعر وكأنني لا أستطيع أن أتنفس بسهولة من شدة الألم، يا ترى إلى متى نصمت ونتحمل؟
الأمر أشبه بدخول رجليك في الرمال وأنت تنظر إلى نفسك وتشاهد أنك تفارق الحياة، أليس باستطاعتك أن تصرخ وتطلب المساعدة؟
بالتأكيد العقل يرشدنا بأن نبحث عن حل ينقذنا، مضت ستة عشر عاماً ولكن لا زلنا نعاني يا ترى متى تتغير مناهجنا الدراسية؟
متى يتغير القانون الانتخابي الفاسد؟
متى يختفي اللصوص؟ السلاح؟
متى نتنعم بأبسط حقوقنا؟الماء، الكهرباء، المجاري؟
ماذنب إبن الشهيد الذي وجد أباه مقتولاً وأخته عانساً وأمه طريحة الفراش وهو لا يستطيع أن يدفع تكلفة الإيجار والعيش؟
ماذنب الأب المسكين الذي يكد ليل نهار ولا يستطيع أن يلبي أبسط طلبات عائلته ويطأطئ رأسه خجلاً كي لا يرى تلك العيون الحزينة!
ماذنب الطالب الذي يجب أن يمضي أجمل سنوات حياته في مدارس تفتقد جميع مستلزمات التعليم؟
ماذنب الشاب الواعي الذي يملك عقلاً مبدعاً يستطيع أن يصل به إلى القمر ولكن مقيد بقيود العقول التي تتبع روتين ماقبل الهجرة!
ماذنب جيل الشباب الذي يحتاج إلى التغيير ولا زال يتبع قوانين تطحن أعظام الشعب وتقتلهم بوحشية
وهناك الكثير الكثير من الأسئلة، إننا بحاجة إلى التغيير، لأن زمن العبودية مضى فالعقل السليم يعلم الانسان أن يسعى لأجل الوصول إلى الأفضل وكذلك ربنا سبحانه وتعالى خلق كل شيء بأفضل صورة، ونبينا الكريم صلى الله عليه واله علمنا أن لا نخضع لقوانين الجاهلية وبين إن الناس في مستوى واحد لافضل لأحد على أحد إلا بالتقوى فقوانين (أبوجهل) وكفار قريش يجب أن تزال، يجب أن يزول كل قانون يظلم الشعب ويُضعفه ويعطي حقوقاً باهظة لمن لا يعمل إلا لتكبير دائرة ممتلكاته الخاصة، يجب أن نقضي على كفار قريش ونقسم غنائم بيت المال للجميع، يجب أن تعيش عجوز فرعنا والفرع المجاور بسلام، يجب أن نضمن مستقبل أطفالنا، يجب أن نبدع ونعلّم الجميع إننا تربينا في مدرسة أهل البيت ولا نخضع رؤوسنا أمام الطغاة، يجب أن نردد بأعلى صوتنا:
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ --- فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي --- وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر.
فقد ذم ديننا الحنيف مساعدة الظالمين والرضا بفعلهم، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
من مشى مع ظالم فقد أجرم، يقول الله تعالى: * ( إنا من المجرمين منتقمون ) *١.
وقال الإمام الصادق (عليه السلام):
من عذر ظالما بظلمه سلط الله عليه من يظلمه، فإن دعا لم يستجب له، ولم يأجره الله على ظلامته.*٢.
إننا لا نريد ان نستجدي بكأس من ذهب، سنرفع راية الحق ونكون خصوما للظلمة ونبين للعالم إن العراق بلد الحضارات ونعلّمهم أن يتوضأوا بماء الحب إن أرادوا ذكر عراقنا الحبيب، لأننا أستيقظنا من نوم الغفلة وحان دور التغيير.
إننا أولى بثرواتنا من غيرنا! وفي الأخير أقول كما قال الأحرار من قبلي: نحن لا نهزم ومنا عطاء الدم..
اضافةتعليق
التعليقات