يا صاحب الخير الغفير، ومهجة القلب المستنير، شهر رمضان الكريم .. إن أول اللقاء بساعات رحيلك ، تتحفنا الغبطة مشاعر الارتباط بلحظاته الفياضة بالنور لتعم القلب نبضا سريعا يغذي به العقد الملتوية والشعب الملوثة بشهب الرياء بضياء آياته وجمال غيثه ..
فيطري صيامه نقاء الماء، وكلمة تقوى، وشيء من رمق .. دعوة عامة على سفرة ضيافته استمرت ، وتعدد ألوانه ، حتى نهاية مطافه ولكن خاتمة العرض هنا تمن علينا بالسجود شكرا، والركوع عمرا ، وقول الصالحات لا يفارق الهدب، واللسان منه كليل ..
في عين الدعاء كنا نبكي لحجم أخطاءنا وكأنها نمارق من شهود قيدت أنفاسنا فهل إلى خروج من سبيل .نطالع الكم الوفير، وقد جمعت سواحل عقولنا من الروايات، والتهمت البضع اليسير من نفحات الذكر الجميل ..
الليل يرخي سدوله ، ونحن ننتظر ترتيل السحور عسى ولعل تنفرد الروح إلى بارئها طالبة عفوه وغفرانه وعتقه البهي ، لنتجنب فضيحة الذنب وكبح جماح الغصة التي تؤرقنا الليل الطويل ..
كيف تنجو تلك الثقافة من غزلها المتمرد ، ومتى تفيق الكلمة من غفوتها التي سببت المكائد، وأين هي السطور التي تصف الضمير، وإلى متى يبقى الفعل على تل الغرور ..
أسئلة، بعضها أسعفت نفسها بوابل الفضائل من شهر الله (رمضان الخير) ، وأخرى لازالت تبحث عن حل لها وحقول أفكارها تسكن على حافة الذهول..
(اللهم واحطط بالقرآن عنا ثقل الأوزار وهب لنا حسن شمائل الأبرار..) ١
المعضلة ، هي في نفوسنا الجرداء المتزلزلة ، تتفرد برأيها ، ولاتقنع بالعفة ، صبرها جزور ، وقد حلقت معاني خطواتها إلى أيام مؤجلة ..ويعاود السؤال من جديد للظهور.. ماذا نفعل كي تبرد بركان ذواتنا وتستقر على حرف الثبات .. حذرا !! ، متى نفهم معنى الظرف ومعنى طاعة الخالق!، و شفقة الهلال الذي أضاء علينا شهرا كاملا من علمه ونوره ، وولايته!!
ليس مجاز لنا ترك فواصل الكتاب دون التمعن في بوابة الفهرست التي عنونت .. لأن المقدمة تركت لنا مختصر الحروف ، واسهبت في ذكر المضمون دون ضجر منها أو فتور وليكن في علم الحقيقة ، أن شهر رمضان ، انذار الحاضر ليعلم المستثنى بألا أن التقى حليف القارئ الماهر ، والأجر للساجد الذاكر، والساعي لتبليغ هداه في ذروة العالم الشاكر ..
أي نعمة نحن فيها فاكهون ، صيام وصلاة ، وعلم وزكاة ، وشهادة وارتقاء ، وقرآن رتلناه ترتيلا ..
نحن في مغبة الفضول فقط ، نلملم ما تركنا ، ونستوحي من مفردات أعمالنا ، عنوان يشابه واقعنا ونتصبغ بالمسكنة وعدم القصور ، لأن النفوس تعلمت أداء دورها دون التعمق للهدف المنشود ، ومعرفة سر الموائد ومواردها الفكرية لابد من وقفة ، تهز مضجع الذهن ، وغزارة الدمعة لتحف الملأ بوافر الطيب الذي هم فيه منعمون..
(اللهم اني نشرت عهدك وكتابك ، اللهم فاجعل تفكري فيه عبادة وقراءتي تفكرا وفكري اعتبارا واجعلني ممن أتعظ ببيان مواعظك فيه وأجتنب معاصيك ) . ١
نحن على أعتاب رحيل الكلمة إلى سماء الرتق ترحل معه المفخرة وبهاء العظمة لشهر الله ، فلنفكر بالضمانات، هل تمت المغفرة وحبت النفس بالعتق الأبدي، أم أن هناك مآرب أخرى .. تنتظر البداء ..
ليس هناك أي فارقة تهز اعتصام الذات على ما تريد أن تحقق، لأن القوة لله جميعا وعلى من يرتدي ثوب الصبر والمجاهدة أن يتقن صنعة لبوس له، باب الله لازال مفتوحا للراغبين، يستقبل إيرادات الاعتراف ومتون التوبة تلهم قلوب من يسعى لطلب الرضا والمغفرة من الله سبحانه ..
نحن على موعد مع الوداع والفراق ، لشهر التقديس والموهبة ، بضع أيام خلت وقد وصل الرجاء باب الرحمة يطرق، يطلب من العلى رحمة أزلية ، (اللهم ولاتبسط علينا فيه ألسن الطاعنين واستعملنا بما يكون حطة وكفارة لما أنكرت منا فيه برأفتك التي لا تنفذ وفضلك الذي لا ينقص) ٢
وثمة حوائج عالقة في الذاكرة ترتب لنفسها ملفا خاصا .. تعجيل فرج المولى الغائب، وشفاء مريض، وتيسير أمور، ونفحة ايمان مطلق، وتزكية النفس الواجمة، وفلترة ضمير، ولم شمل عقائدي ، ومهاجرة الشك النفير، والتوفيق لما يحب ويرضى.
اضافةتعليق
التعليقات