يصاب العديد من الاشخاص الكثير من المشاعر على مدار الأيام والأحداث، والتي من ضمنها الإحساس بالخوف، غير أن البعض يتجاوز الخوف لديهم الحدود الطبيعية والمنطقية إلى خوف دائم وغير عقلاني.
ويعد من ضمن أنواع هذا الخوف غير المنطقي- والذي يصاب به الكثير- هو الخوف من المستقبل أو الوقت، وهو ما يعرف بالكرونوفوبيا حيث يمر به جميع الأفراد على وجه الأرض بنفس المراحل العمرية ونفس التغيرات الجسمانية التي تظهر مع كل مرحلة جديدة، ولكن هناك البعض ممن يفكرون دائماً بمدى خطورة الانتقال بين هذه المراحل والوصول إلى سن الشيخوخه الذي عادة مايصبح الأفراد فية ضعافا وغير قادرين على ممارسة الأنشطة اليومية الاعتيادية بأريحية .
فهم يخافون من مرور الوقت ويجزعون من العجز، مما يتسبب لهم في الدخول إلى سجن النفس الذي لا يمكن خلاله عيش حياة طبيعية كبقية البشر. وتسمى هذه المشاعر السلبية التي تجتاح الإنسان فوبيا كرونوفوبيا أوفوبيا الوقت .كما نشرت في الصحيفة الإيطالية اماندو تقريرا تحدثت فيه عن رهاب مرور الوقت، أو ما يعرف بـ "الكرونوفوبيا" وأسبابها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه على الرغم من عدم تصنيفه من قبل الطب النفسي كمرض حقيقي، إلا أن الكثير من الناس لديهم خوف مفرط من الوقت.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من هذا الخوف لا يدركون في الغالب أنهم مصابون به، ولكن حياتهم تتأثر بمواقف وأفكار ثابتة تدفعهم إلى القيام بالكثير من المهام كما لو أنه ليس هناك غد.
وفي مرحلة ما، يخلق هذا الأمر أحاسيس مزعجة ويحرم الشخص من الاستمتاع باللحظات والأيام التي تنقضي.
ما هو كرونوفوبيا أو الخوف من الوقت ؟
الوقت لذا فأن الكرونوفوبيا تعني الخوف من الوقت chrono الخوف، وكلمة phobia في اليونانية تعني ويتميّز بخوف غير منطقي ومستمر من الوقت وبمرور الوقت الأهم من ذلك، أن الخوف الذي يشعر به المصاب بالكرونوفوبيا لا يتعلق بحدث معين في المستقبل، إنه يتعلق بمرور الوقت نفسه.
في معظم الحالات، يرتبط الأمر بمخاوف بشأن ضيق الوقت على الأرض لإنجاز كل ما تريد القيام به، وبصورة مثالية لنوع الحياة الذي يجب أن تكون قيادياً فيه. على هذا النحو، يمكن أن تأتي في كثير من الأحيان بشأن الفرص الماضية التي تشعر أنك قد أهدرتها
ما هي أعراض كرونوفوبيا؟
وتشمل هناك بعض الاعراض الشائعه برهاب الكرونوفوبيا :
– زيادة معدل ضربات القلب، والتنفس السريع عند التفكير في مرور الوقت أو المستقبل، وقد يتطور في بعض الأحيان إلى نوبات فزع.
– سيطرة مشاعر الخوف الشديد عند التفكير في المستقبل.
– تطفل العديد من الأفكار المرتبطة بالوقت والمستقبل، حتى في حال محاولة التركيز على شيء آخر.
– جفاف الفم، ويكون ملحوظاً بصورة أكبر عند الاستماع إلى شخص آخر يُبدي أفكاره أو مشاعره أو يطرح أسئلة بشأن المستقبل.
– الكوابيس واضطرابات النوم، وترتبط غالباً بالأفكار والصور المتعلقة بالمستقبل.
– التأثيرات على الحياة الاجتماعية، فعلى سبيل المثال تكافح من أجل الاهتمام بالأصدقاء أو أفراد الأسرة، بسبب التركيز على مخاوفك بشأن مرور الوقت.
– وأكثر ما يميز الكرونوفوبيا عن الخوف من حدث ما أو تجربة محددة هو صعوبة العثور على أي شيء معين يجعلك تخشى المستقبل.
ما أسباب حدوث الكرونوفوبيا؟
العديد من الأشياء المختلفة يمكن أن تسبب الخوف من الوقت والمستقبل. في بعض الأحيان يرتبط الأمر بتذكر عمر الإنسان. على سبيل المثال قد يكون هذا الحدث عيد ميلاد مهمًّا، أو ملاحظة أن معظم أقرانك قد بدأوا بتكوين عائلات.
قد تؤدي الإخفاقات المتصورة (مثل فقدان وظيفة أو إنهاء علاقة) إلى ظهور الأعراض المبكرة لكرونوفوبيا. علاوة على ذلك، من الشائع تطوير كرونوفوبيا في أعقاب الوفاة، وبالتالي، يمكن أن يؤدي هذا إلى الإصابة حتى في سن مبكرة جداً.
هناك أيضاً المزيد من الظروف غير العادية، التي يمكن أن تسبب الخوف من الوقت. في الواقع الأكثر شيوعاً في بيئات السجون، حيث يتعين على الناس مواجهة نفس البيئة الرتيبة كل يوم. وبالمثل، يمكن أن تسبب الإقامة الطويلة في المستشفى أو الأمراض المزمنة الخوف من الوقت.
يظهر الخوف من الوقت أيضاً أحيانًا في أعقاب الصدمة الشديدة، مثل الكارثة الطبيعية، خاصةً إذا كان الروتين اليومي معطلاً بشكل خطير. كما أنه شائع نسبياً بين الناجين من حطام السفن وغيرهم من الأشخاص المحاصرين في موقف شديد القلق، دون أي وسيلة مألوفة لتتبع مرور الوقت.
من المهم أن تدرك أن كرونوفوبيا يمكن أن يتداخل أيضاً مع صعوبات خطيرة في الصحة العقلية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
من هم أكثر عرضة للكرونوفوبيا؟
يمكن لأي شخص أن يعاني هذا الرهاب، ولكنه أكثر شيوعاً في أولئك الذين يعانون بالفعل من أشكال القلق الأخرى. على وجه الخصوص، من المرجح أن تعاني من كرونوفوبيا إذا كنت تعاني بانتظام من الخوف من فوات الأشياء، وهي حالة تدفع الأشخاص إلى الرغبة في أن يكونوا على اتصال دائم خوفاً من فوات حدثٍ ما لا يُشاركون فيه.
ونظراً لأن كرونوفوبيا يرتبط بالوقت، فمن المنطقي أن يؤثر على كبار السن، خاصة المصابين بأمراض مزمنة. وكذلك يصيب كرونوفوبيا السجناء، ومن تعرّضوا لكوارث طبيعية، والمصابين بأمراض مزمنة، وكذلك النساء اللائي يتعرضن لانقطاع الطمث أكثر عرضة للخوف من كرونوفوبيا.
- علاج الكرونوفوبيا
أشارت الكثير من الدراسات العلاج النفسي والعلاج السلوكي المعرفي لهما أثر كبير جداً في حل مشكلة رهاب الكرونوفوبيا فهما يؤثران على المريض بشكل تدريجي ويمنحانه شعوراً بالأمان والثقة.
وتعتمد هذه العلاجات على تقنيات مختلفة كالتعرض لمواقف حقيقية ومزيفة التنفس بعمق وتقنية إزالة الحساسية المنهجية التي تعتمد على تعريض المريض للأشياء التي يخاف منها ثم عرض كافة الاستراتيجيات التي ستسمح له بمواجهة هذه الأشياء بأفضل شكل ممكن ودون أن يعرض نفسه للأذى .
أما طريقة العلاج الثانية فهي تسمى بالعلاج المعرفي، الذي يعتمد بشكل أساسي على أن يقبل الذهن حقيقة المرض الذي يعاني منه ومن ثم يلتزم بالعلاج، كأن يتعامل مع الرهاب على أنه مشكلة حقيقية، ومع الأدوية والعلاج على أنها الحل الأمثل والأفيد لهذه المشكلة .
ومن الممكن أيضاً أن يواجه المريض هذا الرهاب ببعض الأدوية والعقاقير التي يصفها الطبيب النفسي، وذلك إذا وصل إلى مرحلة متأخرة من هذا المرض النفسي تستدعي اتخاذ الدواء.
الوقاية من فوبيا الكرونوفوبيا
إذا كنت غير مصاب بمرض الكرونوفوبيا ولكنك تعاني من قلقاً متفاوتاً بشأن مرور الوقت أو الخوف المستمر من الفشل، فإننا ننصحك بأن تعيش حاضرك بسلام وأن ترتب أولوياتك بعناية تامة وفق جدول زمني محدد، وأن تستغل كافة الآليات والفرص المتاحة أمامك للوصول إلى مبتغاك، ولا تفكر أبداً في الماضي أو الأثر السلبي الذي تركه في نفسك، وسوف تجد أن كل شيء يمضي على نحو جيد، وأنك تكتشف نفسك من جديد، بل وتكتشف كل من حولك بشكل أعمق وأدق، من خلال نظرة جديدة لم تكن لتنتبه لها في السابق .
المصادر :
اضافةتعليق
التعليقات