ما حقيقة القول المأثور: مع الأمل يغدو المستحيل ممكنا؟ هل له مصداقية في عالم الإمكان؟ أم أنه مجرد دفعة معنوية إيجابية لتسهيل واقع متعسر على الحدوث؟
بداية لابد من الإتفاق على مبدأ في الحياة ألا وهو: إن الارادة تصنع المعجزات. وهذا ليس ضربا من الخيال، بل هي حقيقة واقعة ولها تجليات كثيرة في عالمنا المعاصر... يكفي أن تستعرض وتجيل النظر في الطفرة الهائلة للتطور الحاصل... ومقدار التقدم الذي أحرزه البشر على كافة الأصعدة.
نعم واجهت البشر الكثير من العقبات أثناء المسير إلا إن هذه العقبات كانت بمثابة محطات للتزود بالطاقة لإكمال المشوار... فمع الأمل والتشبث ببصيص النور في آخر النفق تبدو الأمور أكثر سهولة لبلوغ الأهداف.
ومع الأمل يبدو حاضرنا رغم قساوته مشرقا في بعض جوانبه... فبكثير من الإرادة والتصميم مع قليل من الأمل يستطيع احدنا أن يحقق ما يصبو إليه من أهداف وتمنيات.
إلا إن هناك البعض يتكل على الأمل وحده دون العمل، هذا التصور لا يحمل في طياته سوى أوهاما وأحلاما وردية تؤدي بصاحبها إلى المزيد من ضياع الفرص واهدار الطاقات... فالأمل بلا عمل كصحراء بلا ماء، وهل بمقدور البشر الاستغناء عن الماء ياترى؟!
يظن البعض أن الامل هو سلاح العاجزين وهذا ظن في غير محله، فكم هناك من البشر من استطاع الخلاص من المآزق في لحظة تمسكه بأمل؟ وكم هناك من الناس من تمكّن من الافلات من حوادث حتمية كادت أن تطيح به لولا أنه تشبث بحبل رجاء... فالأمل هو حبل شبيه بحبل الرجاء، يكفيك أن تتعلق به وانت في قمة يأسك واحباطك، فإذا أوشك أحدنا على الغرق فليس أمامه إلا أن ينقذ نفسه ولو كان عبر قشة أمل تتراءى أمام ناظريه.
فالأمل إذن ليس سلاح العاجزين بل هو سلاح المقاتلين الأشداء في معركة الحياة... بل هو نور يشرق في نفوس الطامحين إلى غد مختلف.
ولابد هنا من تذكر حقيقة مفادها أن الله قادر على كل شيء.. فليس لقدرته حدود، فإذا آمن الانسان بهذه الحقيقة فانه لا مناص له من الايمان بالأمل كمخرج من كثير من المعضلات والابتلاءات، لأن الإيمان بالأمل يوازي الإيمان بأن لا شيء يستعصي في قدرة الله عزوجل.
من هنا ينبغي التركيز على حالة الإيمان، والاعتقاد الراسخ بما في أيدي الله عزوجل، والاطمئنان إلى عطائه وفضله... يكفي أن نرفع أكفنا إلى القادر الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، فهو وحده من يحقق الرجاء، وبوجود الأمل تكاد نجوم الأمنيات تلامس كفوف الدعاء، ويبقى الأمل هو زاد النفوس المتعبة بوجه خذلان بعض بني البشر.
وأن تكون _ أيها الإنسان _ ذو أمل عريض خير لك من أن تطوي ايامك وأنت تفكر في مصائر الناس، أين صاروا وأين وصلوا.
ومن أجمل ما قرأت عن الأمل، هو قول الكاتبة المصرية آيات البنا: (لا تفقدوا الإيمان بذاك الأمل المتسرب من شقوق الروح، آمنوا به... لا تفقدوا الإيمان بالله والحب والوطن).
اضافةتعليق
التعليقات