الزواج رباط مقدس بين المرأة والرجل تصح به العلاقة بينهما، وتحل به المرأة على الرجل، فقد قال تعالى: "وخلقناكم أزواجا"، وبطبيعة الحال لابد من وجود اختلافات بين طبيعة المرأة وطبيعة الرجل، وتزداد هذه الاختلافات بحكم رابطة العلاقة الزوجية وما يترتب عليها من مشاركة بعضهما البعض في كل أمور حياتهما، وخصوصاً في بداية الزواج حيث يكون الوضع مستجد بالنسبة لهما.
فيحتاج الأمر في البداية إلى التحلي بالصبر والحلم والتنازلات إلى أن يعتاد كل منهما على الآخر وعلى أطباعه، فما يراه أحدهما من أطباع سيئة بالآخر عليه أن يحاول تغييرها، ولكن يتحتم عليه أن يعرف بأن الطبع الذي تعود عليه صاحبه لسنوات طويلة لن يتغير في ليلة وضحاها، فلا بد من الصبر واللين، وفي حال لم يتغير هذا الطبع مع مرور الزمن فلابد أن يتعايش معه، وذلك للمحافظة على الزواج ونجاحه، وخصوصاً عند وجود أبناء في هذا الزواج، فيجب على كل من الزوج والزوجة الحرص على التفاني والتضحية من أجل الحفاظ على الأسرة والأطفال، ولاستمرار هذا الزواج ونجاحه لابد من عوامل مهمة و أساسية أبرزها وأهمها:
١_أن يجعلا زواجهما قربة لله تعالى، فكل عمل يقصد به القربة لله تعالى ففيه أجر وثواب والله تعالى يبارك به.
٢_أن يبنيا زواجهما على الاحترام المتبادل ويظهرا الحب والمودة لبعضهما البعض، فهو أمر يحبه الله تعالى، كما قال في كتابه الكريم: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً".
٣_معرفة كل منهما حقوقه وواجباته: وهذا أمر يجهله الكثير ولا يعيرونه اهتمام حين يقدمون على الزواج، فلابد للأم والأب من توعية ابنهم أو ابنتهم حين الإقبال على الزواج بالحقوق
والواجبات لهذا الزواج، والمسؤولية المترتبة على ذلك.
٤_الالتزام بتعاليم الدين الإسلامي ووجود الوازع الديني والخوف من الله في شريك أو شريكة الحياة، فهو أمر حتمي الوجود لنجاح وبركة الزواج، ومن أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها
ومراعاتها حين اختيار الزوج أو الزوجة، فعن الإمام الرضا صلوات الله عليه أنه قال: "إن خطب إليك رجل رضيت دينه وخلقه فزوِّجه"، وكذلك قول الإمام الحسن صلوات الله عليه أنه قال لمن استشاره في تزويج ابنته: "زوجِّها من رجل تقي، فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها".
٥_التحلي بالصبر والحكمة وأن يتحلى كل طرف بروح الإيثار والتضحية وتقديم التنازلات لكي ينجح الزواج ويستمر بما يعود عليهم بالسعادة والراحة وزيادة الألفة والمحبة.
٦_أن يكون هدفهم الأساسي والرئيسي في كل فعل يقومون به هو مرضاة الله، فحينها لن يؤثر بهما تقدير الطرف الثاني لهما أو جحوده وإنكاره، وذلك لأن المقصد من هذا العمل هو وجه الله تعالى ومرضاته، فلا ينتظر من الطرف المقابل الشكر أو التقدير بل يكون واثق تمام الثقة بأنه سوف يجد التقدير والثواب من الله تعالى.
كل هذه أمور لابد من أخذها بعين الاعتبار وتطبيقها عند الإقدام على الزواج لضمان نجاحه واستمراريته.
اضافةتعليق
التعليقات