• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

كيف تسللت التفاهة إلى الحرم الجامعي؟

ليلى قيس / الأربعاء 03 آيار 2023 / تطوير / 2639
شارك الموضوع :

العلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق

منذ مدة ليست بقصيرة بدأت ظاهرة طلب العلم بالتلاشي في الأوساط الجامعية وبات الأمر محصورا لأغراض المظهر الاجتماعي، لا طلباً للحكمة العالية. وبما يذكّر بظاهرة الهَوَس بالحصول على الشهادات العلمية العالية من ماجستير ودكتوراه لأغراض الظهور الاجتماعي وحده، كتب الجغرافي والمؤرّخ العثماني حاجي خليفة (المعروف بكاتب جلبي) الذي عاش في القرن السابع عشر الميلادي، والمعروف كأبرز كاتب موسوعي بين أقرانه العثمانيين ومنها أن يقصد بالعلم غير غايته، كمن يتعلم علماً للمال أو الجاه.

فالعلوم ليس الغرض منها الاكتساب، بل الاطلاع على الحقائق، وتهذيب الأخلاق على أنه من تعلّم علماً للاحتراف لم يأت عالماً، إنما جاء شبيهاً للعلماء. ولقد كوشف علماء ما وراء النهر بهذا الأمر ونطقوا به لما بلغهم بناء المدارس ببغداد، فأقاموا مأتم العلم، وقالوا: "كان يشتغل به أرباب الهمم العالية، والأنفس الزكية، الذين يقصدون العلم لشرفه، والكمال به، فيأتون علماء ينتفع بهم وبعلمهم وإذا صار عليه أجرة تدانى إليه الأحساء وأرباب الكسل، فيكون سبباً لارتفاعهم".  والمقصود ببلاد ما وراء النهر - أي نهري سيرداريا وآمورداريا اللذين يحدّان هذه المنطقة من الشرق والغرب - هو منطقة آسيا الوسطى.

أبرز ما ناقشه المؤلف في كتابه هذا هو مسألة تسليع المعرفة الأكاديمية وبيعها للجهات الممولة للجامعات، من خلال سلسلة تبدأ أولا بالأستاذ الجامعي للحصول على المنح من هذه الجهات الممولة.

وهكذا، ينحدر العمل بالجامعة إلى درك التفاهة، فتتحول فيه من منتج للمعرفة إلى تاجر فيها، يعمل في وسط من الاعتبارات الكمية والقيم الزبائنية.

ولعل استنتاج ماكس فيبر Max Weber يصل إلى نفس النتيجة عندما يناقش الجامعة، فالتفاهة فيها أصبحت دارجة إلى درجة أن الخيارات المؤسسية صارت تقع ضمن محيط كل من «الحظ» و«الصدفة» العشوائيين. وهذه الأيام، وجد أسلوب المخاطر طريقه إلى الإدارة وصار يلعب دوراً رئيسياً فيها، إذ يجادل فيبر Weber إنه ليس من العدالة أن تُسائل القصور الشخصي لأعضاء هيئة التدريس أو لوزارات التربية فنجعلهم مسؤولين عن حقيقة أن هناك تفاهات عديدة تلعب دوراً مؤثراً في الجامعات.

"إن شيوع التفاهة إنما يُعزى إلى قوانين التعامل البشري، لا سيما تعامل عدة أطراف معاً...الخ" كما ذكر في كتابه «العلم بوصفه حرفة Science as a Vocation، الذي نُشر عام 1919. إن تحليل فيبر Weber هذا ما زال يثبت صحة حتى اليوم، فأسلوب الإدارة بالمخاطر ما زال مسيطراً على المؤسسة. فالباحث المُقاد بشغف مسيطر، حدس وفهم لطبيعة العمل لن يكون بوسعه النجاح إلا إذا حصل على منحةٍ تُمكّنه من المناورة وسط التعقيدات المؤسسية، حيث تكون السيادة للمعايير الكمية واعتبارات الرعاية.

إن هذه لا تعدو أن تكون بعضاً فقط من قوى، خيال متملك الظروف الخارجية لمهنة الرجل الأكاديمي، وفقاً لتعبير فيبر Weber .

أما عن المبالغة في الإكثار من خلق التخصصات الجامعية الدقيقة، فهذه أيضاً يرى فيها المؤلف سبباً آخر للتفاهة، فالجامعات الآن تسطح المعارف من خلال اهتمامها بتعميقها بدلاً من توسعتها فلا تُعنى - في معرض تدريس العلوم الموضوعية - بترسيخ القيم العلمية في طلبتها من تفكير نقدي والوقوف على العلاقات بين الموضوعات المتفرقة والفضول المعرفي وغيرها والحقيقة هي أن هذه مادة للتفكير فعلاً، إذ ما هو التحدي العلمي الأعظم: أن تحفر، عميقاً، في تربة علمك الدقيق، مثل قندس – فلا ترى إلا جزيئاته – لتتخصص؟ أم أن تحلق عالياً، في سماء مجاله الأرحب، مثل نسرٍ يُشْرِف على المشهد بأكمله - على أن تفوتك منه دقائقه لتتفلسف؟

مقتبس بتصرف من كتاب "نظام التفاهة" للمؤلف "د. الان دونو"
السلوك
العلم
الشباب
القيم
التفكير
جامعات
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين

    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي

    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟

    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة

    إشراقة السيدة الزهراء .. معجزة الشمس الخالدة

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    آخر القراءات

    نادي أصدقاء الكتاب يناقش: حوار مع الآخر

    النشر : الأربعاء 01 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    حَمامات في قاعة الإنتظار

    النشر : الأثنين 06 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    ٢٠٢٠: عام اعتقال أم إنعتاق العالم؟

    النشر : الأثنين 18 آيار 2020
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    رحلة الغدير في جمعية المودة والازدهار

    النشر : الأربعاء 27 تموز 2022
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الإغراق الادراكي: الخدعة التي تستخدمها شركة ببسي في الدعاية

    النشر : الأربعاء 18 كانون الثاني 2023
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    إليك أسباب جفاف اليدين وتشقق الجلد وكيفية علاجها

    النشر : الأحد 01 آب 2021
    اخر قراءة : منذ 27 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 555 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 497 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 433 مشاهدات

    محاولة الانتقال إلى الأفضل..

    • 381 مشاهدات

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    • 359 مشاهدات

    دراسة جديدة: بخاخ أنف شائع قد يساعد على الوقاية من "كوفيد-19"

    • 327 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1207 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1170 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1112 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1090 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1070 مشاهدات

    مشاعرُ خادم

    • 680 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    للكلمةِ مضمونٌ في حديثِ أميرِ المؤمنين
    • منذ 10 ساعة
    النجاح الصامت.. حين تكتب المرأة قصتها بالحبر الخفي
    • منذ 10 ساعة
    رحلة في عالم أحلام الأخطبوط: هل تحلم الكائنات البحرية؟
    • منذ 10 ساعة
    مفاتيح طول عمر المرأة.. هكذا تعيشين حياة أكثر صحة
    • منذ 10 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة