كل المحيطين بنا يوجد بداخلهم جرح ما او انكسار او لربما همٌ يستوطن قلبه، هكذا هي لوحة الحياة غير مكتملة لابد ان يتكللها النقص في لون ما، وفي الوقت المعاصر لاتكاد إلا أن تجد من يبدي الحزن ويكون ظاهراً جلياً على وجهه من فرط احاطة الاحزان به من فقد عزيز أو الحاجة الى توفير أحد امور الحياة الضرورية، فقد اصبح توفير أساسيات الحياة أمر ليس بالهيّن ويتطلب الكثير من الجهد والمال ولكن ما هي مسؤوليتك ووظيفتك التي يحتمها عليك الدين والانسانية والضمير؟!.
كُن تاجراً للأمل هل تستطيع ان تكون تاجراً للأمل وتلك حتماً تجارة لن تبور! هل تستطيع أن تحمل الإطمئنان معك اينما حللت، اعلمُ جيداً انك من ضمن دائرة الحياة تعاني ايضاً ولكن انسى جراحك وحزنك وتذكر أن رحمة الله قريب وأن المؤمن مبتلى وأنت كمؤمن عليك ان تكون مثالاً لقول المولى علي (ع): "الْمُؤْمِنُ بِشْرُهُ فِي وَجْهِهِ، حُزْنُهُ فِي قَلْبِهِ، أَوْسَعُ شَيْءٍ صَدْراً" وتذكر إنك إن خففت حزن احد سيهب الله لك من يخفف حزنك، فنرى كثيراً من الاحاديث التي تريد في مضمونها منا أن نبث الأمل والبشر بيننا حتى عد التبسم وهو لا يكلف شيئا بمثابة الصدقة فقيل "تبسمك في وجه اخيك صدقة" وعد ثوابها ثواب الصدقة التي تغير الأقدار وترد البلاء لحاجة المجتمع الى المحبة التي تبث الامان بعد ما شتتت العداوة والبغضاء الانفس وعمَّ من اثرها الاضطراب والتوجس خيفةً من الآخرين!.
نحتاج اليوم أن نعود لتوثيق الروابط والأواصر والعلاقات بقلوب نقية وأنفس طاهرة لا يشوبها الحقد والغل من الآخر مؤمنين بحقيقة الموت التي تغيب عن المحيطين بنا على حين غفلة ومن دون إذن واهمية الصلة والتواصل بين الاقرباء التي صارت شبه معدومة.
استمع
الاستماع لايكلفك شيئاً حاول ان تستمع الى معاناة الآخرين وتشعرهم أنك تهتم بهم وتحزن لأجلهم، واسعَ الى ايجاد الحلول السلمية والودية وخفف عنهم والدعاء لهم اضعف الايمان، حقاً إن اغلب احزان الناس هو انهم يفقدون من يستمع اليهم حين يودون التعبير.
ابدأهم السؤال
اليوم في عالم التكنلوجيا أصبحت الرسائل لا تكلفك أي تكلفة مادية، اتصل بالاصدقاء والاهل ليس عندما تريد منهم شيء وحسب بل اتصل كي تطمئن عنهم، أشعر المحيطين بك انك قريب منهم حتى وان غبت عنهم وأنك تهتم لأمرهم دعماً لاواصر المحبة والقربة. الكلمة الطيبة لها أثرها المعنوي فلا تبخل على القريبين منك بالكلمة.
أن تكون تاجرا للأمل يعني أن ثروتك من الحب لن تنقص بل تزداد بمرور الوقت ولن يكون لبضاعتك موسم واحد بل في كل المواسم فتتوقف تجارة الآخرين وعملك انت في نماء!.
اضافةتعليق
التعليقات