• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

لقطات على الكورنيش

نجيبة السيد علي / الأحد 26 تموز 2020 / خواطر / 1645
شارك الموضوع :

ورذاذ المطر.. ورائحة الشواء.. وجمال الورود.. وسحر المساء

بعد شهور الحجر وحظر التجول، رفع الحظر فكانت أوّل زيارة لي لكورنيش الغدير بسيهات وقد حوت عدّة لقطات..

****

غازلت عيناي بحر الغدير

شممت منه ريحاً تقتُ إليها..

أحسست بدمعة تسلل إلى عيني..

تشاغب أنفي.. ترطب خدّي

رفعت كمامي.. مسحت دمعي

خرجت مني آهة..

خنقتني غصّة..

خاطبت البحر بهمس الشوق..

منذ زمنٍ لم أرك..

حُجبت عنّا وحجبنا عنك..

أتدري متى آخر مرة رأيتك فيها؟!

كانت في أوائل برد الشتاء

ورذاذ المطر.. ورائحة الشواء

وجمال الورود.. وسحر المساء

وها أنذا أراك مرة أخرى..

لكن في عمق ليالي الصيف

ولهيب القيظ.. وسموم اللظى

شهور مضت..

أيام طويت..

ونحن رهن منازلنا..

نعتكف بعيداً

لانرى الناس.. لا ترانا

لا نخالطهم.. لا يخالطونا..

قد نسينا الأشكال..

وتهنا في المعالم والألوان..

نتساءل مانفعل لو لقينا إنسان!

ذلك البحر حرمناه طويلاً..

مشيت أذرع كورنيش الغدير جيئة وذهاباً..

أراقب الناس بعين حذرة..

أما روحي فتكاد تحتضنهم..

شعور الحرمان واحد.. نتقاسمه جميعاً..

نقترب.. نبتعد.. نشتاق..

 مازال الحرمان يعتصرنا..

مشهد هنالك آنسني.. أطربني..

طفلة صغيرة تضع رجليها على

حشيش الكورنيش والهة..

إنّها أخيراً تطأ أرض الكورنيش

وأبوها يأخذ بيديها جذلاً

يكاد يراقصها..

والطفلة تدور وتدور

ترفع رجلاً تضع أخرى..

تقفز بخفة العصفور..

شعور بالحرية ينعشها..

تحلّق بعيداً كالطيور..

أراها فأستنشق عبيراً..

يداعبني أمل وحبور..

مشهد آخر.. أشجاني.. أفزعني

صببت لأسرتي عصيراً طازجاً

كلّ له كأسه، يشربها.. يرميها

لن نعطي للعدوى سبيلاً..

نتباعد.. نحترز  قدر الإمكان

حتى الكورنيش خطط حديثاً

دوائر ودوائر في كلّ مكان

بطريقة تضمن تباعد الإنسان

أخذت كأسي بيدي..

قربت الكأس من فمي..

طفلٌ صغير يركض إليّ..

أخذه العطش..

حرّك خطوة..

شاقه منظر العصير..

اقترب منّي وقف يمدّ يده..

أخذتني الحيرة.. ماذا أفعل؟؟

هل أعطيه كأسي؟؟

في زمان مضى هكذا كنّا نفعل

لايُردّ طفل عن شراب؟؟

تلك ثقافتنا اعتدناها طويلا

اليوم كلّ شيء قد تغير

أنبئوني ماذا أفعل؟؟

مددت له كأساً..

أردت أن أسقي عطشه

وأمّه من ورائه تسحبه

لا لا.. لا تشرب!

ابتعد.. لا لا.. لا تقرب

ماذا أقول؟؟

أنا في حيرة..

وهي في حيرة..

أنا معذورة وهي معذورة..

هل أعطيه؟؟ أم أمنعه؟؟

هل تدعه أم تسحبه؟؟

وأخيراً سحبته أمّه..

أخذته وعيناه مازالتا معلقتان على عصيري..

أما أنا فقد أنزلت رأسي برهة..

 شربت العصير وجرعت معه غصّة..

هل هذه حياتنا الجديدة مع كورونا؟؟

الطفل لا يفهم لغة الڤيروسات؟؟

فماذا نعمل؟؟

 

ومشهد ثالث فاكهني.. اضحكني

كلما مشينا عبر الكورنيش

ارى القطط تنزوي هنا وهناك

تطالعنا باعين فيها ذهول

خائفة.. مرعوبة

قطط الكورنيش منذ شهور

تعيش الليل زرافات ووحدانا

لكنها لم تر على ارض الكورنيش انسانا

تأملت أعينها

كانها تتساءل

ذلك الانسان الذي ظننا انه انقرض

لم نعد نراه الا احيانا واحيانا

كيف جاء؟ ومن اين جاء؟

ما الذي أعاده إلى كوكب كورنيش الغدير مرة أخرى؟؟

هل تفهم القطط فعل الفيروسات؟؟

هل تعلم أن فيروسا صغيرا قد غزانا؟؟

دمر الحياة.. أصدر أحكاما عرفية..

حظر التجوال.. حجر الناس..

صارت مخالطة الآدميين جرما وعدوانا..

وأن حربه مازالت معلنة..

طبولها مازالت تدق وتدق.. أخبارها مذهلة..

نعم مازالت تدق.. وتدق.. وتدق..

ترعبنا.. تباعدنا.. تتحدانا..

تثير الكون ضدنا.. تقلب الأمور..

ناجيت البحر..

يابحر الغدير هل مازلت تهوانا؟

القيم
الحياة
الانسان
الازمات
كورونا
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية

    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم

    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق

    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    الآباء والتكنولوجيا: كيف نعيد التوازن في تربية الجيل الرقمي؟

    آخر القراءات

    دماء تراق حتى تصل الينا الفانيليا!

    النشر : السبت 02 حزيران 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من أفكار المجدد الشيرازي: القوانين المادية في المجتمع الغربي

    النشر : الخميس 05 آيار 2022
    اخر قراءة : منذ 14 ثانية

    زاد المنتظرين من مائدةِ دُعاء زمن الغيبة

    النشر : الثلاثاء 18 آيار 2021
    اخر قراءة : منذ 16 ثانية

    المرأة.. ايقونة المظاهرات العراقية

    النشر : الخميس 31 تشرين الاول 2019
    اخر قراءة : منذ 17 ثانية

    استطلاع رأي: هل تنتظر مبادرات الحكومة لحل مشكلاتك؟

    النشر : الأربعاء 23 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 18 ثانية

    أحلام طلبة السادس الاعدادي بين التأجيل والتحقيق

    النشر : الخميس 10 آب 2017
    اخر قراءة : منذ 19 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    قيمة الدمعة في مصاب سيد الشهداء

    • 523 مشاهدات

    النساء أكثر عرضة للزهايمر بمرتين... لهذه الأسباب

    • 422 مشاهدات

    الخدمة الحسينية… حين يكون الترابُ محرابًا والعرقُ عبادة

    • 407 مشاهدات

    واقعة الطف معركة عابرة، أم هي قضية حق وإصلاح؟

    • 392 مشاهدات

    تطبيقات الذكاء الاصطناعي

    • 376 مشاهدات

    مأساة مسلم بن عقيل: الغريب الوحيد في كربلاء ودروسٌ للشباب

    • 1292 مشاهدات

    كربلاء في شهر الحسين: رحلة في عمق الإيمان وصدى الفاجعة

    • 907 مشاهدات

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 688 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 670 مشاهدات

    زينب الكبرى: لم تكن عاديةً قبل الطف.. والطف لم يُصنعها بل كشف عظمتها

    • 664 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 639 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    حين تنطق الحروف: أثر الكلمة في إحياء النهضة الحسينية
    • الخميس 17 تموز 2025
    الإمام الحسين.. منارًا أخلاقيًا تحذو به الأمم
    • الخميس 17 تموز 2025
    عقلك الباطن خيرٌ لا يُصدق
    • الخميس 17 تموز 2025
    دراسة تحذر من تأثير "تشات جي بي تي" على الدماغ!
    • الخميس 17 تموز 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة