ربما تكون قد رأيت مصطلح "يحتوي على النكهات الطبيعية" في قوائم المكونات لبعض من أطعمتك المفضلة والوجبات السريعة. وتُعد تلك المواد عوامل مُنكِّهة يضيفها مصنعو المواد الغذائية إلى منتجاتهم لتحسين المذاق وتعزيز نكهته.
ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا المصطلح مربكاً جداً في بعض الأحيان، ومضللاً تماماً في أحيانٍ أخرى. فما هي النكهات الطبيعية من الأساس؟ وهل هي طبيعية فعلاً وآمنة للاستهلاك؟
ما هي النكهات الطبيعية؟
وفقاً لقانون اللوائح الفيدرالية لإدارة الغذاء والدواء (FDA)، يتم تصنيع النكهات الطبيعية من المواد المستخرجة من المصادر النباتية أو الحيوانية التالية:
بهارات والتوابل.
الفاكهة أو عصير الفاكهة.
الخضار أو عصير الخضار.
الخميرة الصالحة للأكل أو الأعشاب أو اللحاء أو البراعم أو أوراق الجذور أو المواد النباتية الأخرى.
منتجات الألبان، بما في ذلك المنتجات المخمَّرة.
اللحوم والدواجن والمأكولات البحرية.
البيض.
وبشكل عملي، يمكن الحصول على هذه النكهات عن طريق تسخين أو تحميص منتجات الحيوانات أو المواد النباتية الأخرى لاستخراج المذاق القوي لها.
بالإضافة إلى ذلك، تستخدم شركات الأغذية والأطعمة المصنّعة الإنزيمات بشكل متزايد لاستخراج مركبات النكهة من مصادر نباتية للمساعدة في تلبية الطلب على النكهات الطبيعية في السوق العالمي.
وتهدف النكهات الطبيعية إلى تعزيز النكهة، وهذا لا يتعلق بالضرورة بزيادة القيمة الغذائية للطعام أو الشراب الذي تدخل في تصنيعه.
وبحسب استطلاع للمعلومات أجرته مجلة Food Drug Law للأغذية، عام 2017، اتضح أن النكهات الطبيعية هي رابع أكثر المكونات شيوعاً في ملصقات الأطعمة والمشروبات التي يتم استخدامها في الأسواق.
هل هي طبيعية فعلاً؟
أظهرت الأبحاث وفقاً لمجلة Apetite للغذاء، عام 2017، أنه عندما تظهر كلمة "طبيعي" على عبوات المواد الغذائية، يميل الناس إلى تكوين آراء إيجابية حول المنتج، بما في ذلك مدى صحته واحتوائه على قيمة غذائية.
وفي حالة النكهة الطبيعية، يجب أن يكون المصدر الأصلي نباتياً أو حيوانياً. على النقيض من ذلك، فإن المصدر الأصلي للنكهة الاصطناعية هو مادة كيميائية اصطناعية.
الأهم من ذلك أن جميع النكهات تحتوي على مواد كيميائية سواء كانت طبيعية أو اصطناعية. في الواقع، تتكون كل مادة في العالم، بما في ذلك الماء، من مواد كيميائية.
بحسب موقع Healthline للصحة، النكهات الطبيعية عبارة عن خلائط معقدة تم إنشاؤها بواسطة كيميائيي الأغذية المدربين الذين يُعرَّفون باسم خبراء النكهات.
وفي معظم الحالات، تكون النكهات الطبيعية آمنة للاستهلاك البشري عند تناولها (أحياناً) في الأطعمة المصنعة المختلفة في الأسواق. ومع ذلك، نظراً لعدد المواد الكيميائية التي قد تكون جزءاً من خليط النكهة الطبيعية، فقد تحدث بعض التفاعلات الضارة في الجسم.
بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الطعام أو يتبعون أنظمة غذائية خاصة، من المهم جداً التحقق من المواد التي تحتوي عليها النكهة الطبيعية.
على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من الحساسية وترغب في تناول العشاء بالخارج، فاطلب قوائم المكونات لوجبة طعامك قبل استهلاكها.
على الرغم من أن المطاعم ليست ملزمة قانوناً بتقديم هذه المعلومات، إلا أن العديد منها يفعل ذلك لجذب العملاء، والتأكيد على قيمة الوجبات الغذائية.
مخاطر "النكهات الطبيعية"
لأنه غالباً ما تحتوي النكهات الطبيعية على بعض المذيبات والمواد الحافظة، والتي قد تشكل ما بين 80% و90% من أصل تلك المنكهات المضافة للطعام لتحسين مذاقه، ففي المنتج النهائي، ستحصل على مكونات اصطناعية في جسمك بعد الاستهلاك.
وبالرغم من كونها ضئيلة لكي تسبب تأثيراً مباشراً، لكن الاستهلاك المتكرر بكميات كبيرة من الأطعمة والوجبات الاصطناعية التي تستخدم المنكهات، قد يصاب الجسم بالتبعات الصحية الخطيرة.
فيما يلي أبرز الأسباب لعدم استهلاك النكهات الطبيعية:
1- النكهات الطبيعية مليئة بالمواد الكيميائية
كما أسلفنا، فإن نحو 90% من المكونات التي تتكون منها النكهات الطبيعية تحتوي على مذيبات كيميائية ومواد حافظة.
وتشمل هذه العناصر المواد الكيميائية المسببة للسرطان، والبروبيلين غليكول (الموجود في مضاد التجمد)، والكائنات المعدلة وراثياً (GMOs).
2- النكهات الطبيعية هي أساساً عطور لفمك
تحتوي منتجات التنظيف والعطور ومستحضرات التجميل على مجموعة من المواد الكيميائية التي تسمى "العطور". لكن في الأطعمة المصنعة، يسمى هذا المزيج الكيميائي "النكهة".
تلك الأطعمة المُعززة القوية غالباً ما تؤثر في حاسة التذوق عند الشخص من كثرة الاستهلاك، فيبدأ في عدم استساغة مذاق الأطعمة الطبيعية الخالية من المواد الكيميائية، مما يهدد بنظام غذائي غير صحي، قادر على المدى البعيد أن يزيد مخاطر الإصابة بالسرطانات، بحسب موقع Very Well fit للصحة.
3- النكهات الاصطناعية تسبب الإدمان
في مقابلة عام 2011 تم بثها في برنامج 60 دقيقة، اعترف علماء من جيفودان، إحدى المؤسسات الأبرز في تصنيع النكهات، أن الهدف الأساسي من ابتكار المعززات للطعام هي في جعله قابلاً للإدمان.
ويتم العمل على تلك الخاصية لتعزيز مبيعات المنتجات، وخلق حالة من الاشتهاء و"الوَحَم" المستمر للأطعمة التي تستخدم تلك المركبات في تعزيز مذاقها.
ما يمكنك القيام به حيال ذلك
النكهات الطبيعية ليست طبيعية، مهما حاولت شركات الأغذية إقناعك بخلاف ذلك. لكنها منتشرة في العديد من الأطعمة، ومن الصعب حقاً تجنبها.
يلفت موقع Pure Food Company للطعام الصحي أن الحل البسيط هو في التوقف عن شراء الأطعمة التي تحتوي على محسنات الطعام. والاعتماد بشكل أساسي على الوجبات النظيفة والأطعمة الطبيعية.
وفي النهاية، يُعد استهلاك المزيد من الأطعمة الطازجة التي تأتي من الطبيعة والأطعمة الجاهزة التي تحتوي فقط على مكونات تعرفها في تعريف المكونات على العبوة هو أسهل طريقة لتجنب المكونات الضارة. حسب عربي بوست
هل يمكن أن تضر النكهات الطبيعية في الأطعمة بصحتك؟
ولمعرفة الإجابة، يمكنك النظر إلى البطاقة الغذائية لأي طعام معلب، واحتمال أن تجد عليه مصطلح "النكهات الطبيعية." ولكن هل تساءلت يوما ما قد تحتوي هذه الإضافات الغامضة فعلياً؟ وقد تكون الإجابة غير واضحة بتاتاً.
ورغم أن النكهات الطبيعية، قد تبدو أفضل من البدائل الكيميائية - النكهات الإصطناعية، إلا أنها ليست في الواقع مختلفة.
ولكن، لماذا تتضمن جميع الأطعمة نكهات طبيعية؟
وقال العالم البارز في مجموعة العمل البيئي ديفيد أندروز إن "النكهات الطبيعية والاصطناعية، تؤدي دوراً مثيراً للاهتمام في الطعام، وهي توفر أساساً الطعم، وغالباً يتم إضافتها لجعل الطعام أكثر جاذبية،" مضيفاً أن "هذه النكهات الطبيعية تجعل من منتجاتك الغذائية لديها الطعم ذاته، في جميع أنحاء البلاد، في أي وقت من السنة،" ومشيراً إلى أن "هذه النكهات أصبحت التوقيع المعتمد بالنسبة إلى الكثير من هذه المنتجات."
لذا، ما الأمر الذي يميز النكهة الاصطناعية عن النكهة "الطبيعية"؟ ورد أندروز على هذا السؤال قائلاً: "ليس الكثير،" مضيفاً أن "الفرق الأكبر، يتمثل بأن النكهات الطبيعية تأتي من مصادر طبيعية، أي أن العنصر الأصلي موجود في الطبيعة، ويتم تنقيته واستخراجه، وإضافته إلى الطعام."
أما النكهات الاصطناعية، فصنعت في المختبر، ولم تستمد من مصدر طبيعي.
وأوضح أندروز أن "الاختلاف يكمن في أصل تلك الجزيئات، سواء تم معالجتها صناعياً في المختبر، أو تنقيتها في المختبر من مصدر طبيعي."
أما إضافة المنكهات الطبيعية أو الاصطناعية، فيمكن أن يتضمن بين 50 ومائة مكون مختلف.
وأشار أندروز إلى أن "الخليط سيتضمن بعض المواد الحافظة والمذيبات، ما يشكل بين 80 و90 في المائة من حجم المنكهات. وفي المنتج النهائي، تعتبر كمية صغيرة، ولكن ما زالت تتضمن المكونات الاصطناعية."
وقد تبدو الاختلافات بين النكهات الطبيعية والاصطناعية في الكثير من الأحيان ضئيلة.
وتعتبر كمية المواد الحافظة والنكهات الطبيعية في المذيبات صغيرة جدا، بحيث لا يمكن ربطها بأي من الآثار الصحية السيئة.
ولكن، يمكن للنكهات الطبيعية والاصطناعية أن تخدعك، من خلال توقع نكهات موجودة في أطعمتك، ولا توجد في الحياة الواقعية.
وقالت المتحدثة باسم أكاديمية التغذية وعلم التغذية فاندانا شيث، إن النكهات الاصطناعية أو الطبيعية قد تحرض الرغبة الشديدة في تناول الغذاء لدى بعض الأشخاص، مضيفة أن "المستهلك، يجب أن يكون ذكياً، لدى التعاطي مع المكونات، ومعرفة سوء استهلاك الطعام بشكل أكبر من حاجة الجسم، ما سيؤثر على زيادة الوزن."
وربطت العديد من الدراسات المحليات الاصطناعية، والتي لديها التأثير الرائع ذاته على النكهة، وارتباطها بزيادة الوزن، والعادات الغذائية غير الصحية.
وقال أندروز إن "الشعور بالقلق يكمن بالقدرة على جعل الأمور أكثر جاذبية مما هي عليه،" مضيفاً: "يمكنك أن تصنع الأطعمة التي ليست صحية، بأن تبدو ذات جاذبية أكبر، أو يبدو طعمها بانها طازجة."
وينصح أندروز بالألتزام بحمية صحية تتكون من الأطعمة الكاملة، وخصوصاً أن النكهة التي يتضمنها التفاح الطبيعي مثلاً، لم تمر في المختبر. حسب cnn عربي
اضافةتعليق
التعليقات