رمانتان نزلتا من السماء كشفتا عن علم أمير المؤمنين وأهل بيته الحجج المعصومين صلوات الله وسلامه عليهم، بما هو كائن ويكون إلى ان تقوم الساعة.
اختلف المفسرون والمتكلمون واللغويون في تفسير وتأويل قوله تعالى {.. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ..}*7 أل عمران
فأشرقوا وغربوا وتكبكبوا وتبعثروا واختلفوا في بيان معنى وفحوى (الراسخون في العلم).
وحينما نرجع إلى بيانات وروايات العترة الطاهرة ومن عندهم علم الكتاب كله نجد المعنى والمدلول عندهم مغاير ومختلف وبعيد جدًا عما قالوا، كبُعد واختلاف الثرى عن الثريا.
فمن هم المعنيون والمعرفون في الآية ب(الراسخون في العلم) ؟
يأتي في تأويلهم الباطن: كما رواه الشيخ محمد بن يعقوب الكليني (ره) في كتاب الكافي عن الحسين بن محمد ..عن أبي عبد الله (صلوات الله وسلامه عليه) هم أمير المؤمنين والأئمة صلوات الله وسلامه عليهم.
وفي رواية أخرى عن .. وعمران بن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: نحن الراسخون في العلم، ونحن نعلم تأويله.
-ويؤيده ما رواه أيضًا ..عن بريد بن معاوية، عن أحدهما صلوات الله وسلامه عليهما ، في قول الله عزّ وجلّ (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) ، قال: فرسول الله أفضل الراسخين في العلم، قد علّمه الله عزّ وجلّ علم جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل، وما كان الله لينزل عليه شيئًا لا يُعلّمه تأويله، وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله. وكيف لا يعلمونه؟! وهم مبدأ العلم وإليهم منتهاه، وهم معدنه وقراره ومأواه.
-و ما رواه الشيخ محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه قال: إن جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه وآله برمانتين، فأكل رسول الله صلى الله عليه وآله إحداهما وكسر الأخرى نصفين، فأكل نصفًا وأطعم عليًا نصفًا. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان ؟ قال: لا. قال: أما الأولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب، وأما الأخرى فالعلم أنت شريكي فيه. فقلت: أصلحك الله كيف يكون شريكه فيه ؟ قال: لم يُعلِّم الله محمدًا علمًا إلّا (و) أمره أن يعلمه عليًا صلوات الله وسلامه عليه.
وفي رواية أخرى عن محمد بن مسلم، تضمنت نفس مضمون الرواية السابقة وانتهت ب(..ثم قال: أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه. (قال): فلم يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله حرفًا مما علمه الله عزّ وجلّ إلّا وقد علمه عليًا، ثم انتهى العلم إلينا، ثم وضع يده على صدره).
وأوضح من هذا بيانا: ما رواه أيضًا الكافي عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد، ..عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله صلوات الله وسلامه عليه فقلت: جعلت فداك، إني أسألك عن مسألة، فهل هنا أحد يسمع كلامي ؟ قال: فرفع أبو عبد الله صلوات الله وسلامه عليه سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك. قال: قلت: جعلت فداك إن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله عَلّم عليًا صلوات الله وسلامه عليه بابًا يفتح (الله) [ له ] منه ألف باب. قال: فقال يا أبا محمد عَلّم رسول الله صلى الله عليه وآله عليًا صلوات الله وسلامه عليه ألف باب يفتح [ من ] كل باب ألف باب. قال: قلت: هذا والله العلم ؟ قال: فنكت ساعة في الأرض ثم قال: إنه لعلم، وما هو بذاك. قال: ثم قال: يا أبا محمد ! وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة ؟ قال: قلت: جعلت فداك وما الجامعة ؟ قال: صحيفة طولها سبعون ذراعًا بذراع رسول الله صلى الله عليه وآله وإملائه، من فلق فيه، وخط علي بيمينه، فيها كل حلال وحرام وكل شئ يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش، وضرب بيده إليّ فقال: تأذن لي يا أبا محمد ؟ قال: قلت: جعلت فداك إنما أنا لك، فاصنع ما شئت.قال: فغمزني بيده وقال: حتى أرش هذا - كأنه مغضب -.
قال: قلت: هذا والله العلم قال: إنه لعلم وليس بذاك. ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر ؟ قال: قلت: وما الجفر ؟ قال: (وعاء من أدم) فيه علم النبيين والوصيين، وعلم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل. قال: قلت: إن هذا هو العلم. قال: إنه لعلم وليس بذاك. ثم سكت ساعة، ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة صلوات الله وسلامه عليها وما يدريهم ما مصحف فاطمة؟ قال: قلت: وما مصحف فاطمة ؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات، والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد.
قال: قلت: هذا والله العلم ؟ قال: إنه لعلم، وليس بذاك. ثم سكت ساعة، ثم قال: إن عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة. قال: قلت: جعلت فداك هذا والله هو العلم ؟ قال: إنه لعلم، وليس بذاك.
قال: قلت: جعلت فداك فأي شيء العلم؟ قال: ما يَحدث بالليل والنهار، الأمر بعد الأمر، والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة.
كم هو غزير ومتين علمكم وبيانكم ومعارفكم يا عيبة علم الله ومعدن آياته وخزنة وحيه يا آل بيت محمد. اللهم ارزقنا علما وفهما وبصيرة من علومهم في ديننا ودنيانا وأخرتنا.
اضافةتعليق
التعليقات