أغلبنا يعتقد بأنه مدرك للوضع الحالي بوعي واستيعاب تام سواء كان على الجانب السياسي الذي تعيشه المنطقة الشرقية أو الجانب الاقتصادي وما تفعله العملات الأجنبية وعلى الصعيد النفسي فالجميع يعيش حالة من الخوف من القادم ومن الدولة التي سيأتي دورها بعد سورية ..
ويدرك معنى ذلك من أول يوم ولد إلى آخر حياته هناك صراعات سياسية وقبائلية مستمرة وإن حاول أن يبذل قصارى جهده ليتميز عن أقرانه تبقى ذكرياته فيها رتوش من الحرب وبقايا الدمار والسلطات الظالمة التي عاصرها وإن لم يعاصرها نقلها آبائه عن أجداده ويسعى ويحلم أن يعيش حياة طيبة وسعيدة.
انقسام المجتمع بين واعي ومدرك وبين المنخرط بدرجات عميقة من اللاوعي.
وماذا لو كان الحكم هذا بدلا من ذاك، أو ماذا كان يجب على الحاكم الشرعي فعله أو قوله حينها. وغالبا ما يؤدي به التفكير اللاواعي هذا إلى رد الإساءة والتهم أو إلى أفعال طائشة أخرى يندم عليها مستقبلاً لو أدرك. أو قد يتنازل عن مبادئه لأن الموقف قد تغير .
وبذلك يتحول هذا المعنى المغلوط للتصالح إلى هم وغم مكبوت يحمله معه أينما كان.
النقاشات الجادة أو الحوارات وقضايا العصر أو غير ذلك. وقد يدفعه هذا الشريط إلى اتخاذ قرار غير موزون في النهاية، فيعود عليه بالضرر مستقبلاً. وفي حالات أخرى، إذا كان الوعي عنده أعلى درجة من هذا بقليل، قد ينتظر إلى أن يهدأ الشريط بعد مرور زمن معين، كيوم أو أسبوع ثم يتخذ قراراته، وبذلك يجنب نفسه القرارات الخاطئة لكن موقفه دائما موقف هش، لأنه ليست لديه السيطرة التامة على عقله وأفكاره لذلك يسكب الدلو في الواجهة الدينية أو العسكرية .
وما أكثرهم في حياتنا سواء في دائرة العمل أو الصداقة وأحيانا الأسرة أيضا أو على نطاق أكبر.
وينال من الشهادات أو الرتب أو المال شيئا ليس بقليل لكن تجد غالبيتهم، على الرغم من الوفرة الخارجية غير واعين يعيشون فترات ليست وجيزة في حالة تشتت فكري وضياع الهوية الإسلامية، يعيشون حالة الرفض القاطع لكل شيء يقوله المشرع، ورغبة مستقبلية ملحة في المزيد من الحريات حتى لو لم تكن "الحرية الواعية ". و تجيب الدكتورة خولة فؤاد علي في كتابها المنهج الذي لا يُدرس. حول ما هي دلائل وصولك إلى مرحلة عالية من الوعي؟
الدليل الأول يظهر عندما يهدأ العقل عن الثرثرة. عندما يكف العقل عن صخبه، ويهدأ تفكيره القهري عن "المشروع الكبير المقبل".
ومتى علي أن أبدأ، وماذا سيقول مسؤولي ومتى سأتمكن من خسارة الوزن الزائد، فكل من حولي رشيق وأنا الوحيد الذي أعاني وهم لا يعانون، ولن يفهموا أبدا ما أمر به، ومتى ألتقي زوج المستقبل، وربما أحتاج قبل ذلك إلى أن أخفض من وزني أو أن أحصل على ترقية في العمل أو على راتب أعلى، ومتى سيقدرني مسؤولي على كل ما أفعله، أو - وينتابني شعور بالغصة - نسيت أن أتصل بفلانة لأبارك لها!.
عندما يكف العقل عن إدارة هذا الشريط الذي لا نهاية له، تدخل في المرحلة الأولى من مراحل الوعي.
إذا كان هدوء العقل وصمته أساسًا من أسس الوعي، فالوعي إذن لا يساوي العقل أو مجريات العقل، على الرغم من أن هذا هو أساس المنظور الطبي الحديث لمفهوم الوعي (أن يستيقظ العقل ويفكر ويثرثر بطريقة بشرية، الوعي والعقل مسألتان منفصلتان).
لكن من المهم إدراك أن من الممكن استغلال العقل في تنمية الوعي وتطويره وتسليم القضايا المتعلقة في أمور الدين لمن أهم أهل لها وعدم الإفتاء بما يناسب المصالحة الشخصية بذريعة أنها حرية رأي أو هناك تحديث إسلامي كما هو مشاع بين الفتيات فمازال الحجاب الإسلامي كما هو منذ وجوبه ومازالت الأحاديث النبوية تطابق الأزمنة الحديثة وكأنها نزلت الآن ومن يعتقد أنها مسألة آراء يحق له أن يبدأ برأيه كما في الجانب السياسي والاقتصادي لكن في أمور الدين هناك المسألة لها جانب آخر فليست آراءنا من وصلت الرسالة المحمدية وإنما هناك وعي فكري وإسلامي من كبار العلماء والصالحين حتى وصل إلى ما هو عليه والآن يقف عند هذه النقطة وإنما سنرى هناك تحولات أخرى يطرحها من يعتقد بأنه ذا وعي ستنكشف هذه المواقف ويبقى من كان مدركاً بأن هذه مرحلة غربلة عقائدية و فكرياً.
كما جاء في الحديث عن الامام الجواد (عليه السلام): الناس إشكال، وكل يعمل على شاكلته.
اضافةتعليق
التعليقات