• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أزمة في الميزان

سمانا السامرائي / الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023 / ثقافة / 1514
شارك الموضوع :

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية

يمر المجتمع الإنساني بحالة من السيولة الفكرية، هناك نهج جديد يومياً، فكرة جديدة، وتعبير جديد، ويتمظهر ذلك في القضايا المرتبطة بالعلاقات الشاذة والإجهاض والمتحولين وغيرها.

يرفض المجتمع الإنساني المعاصر كل أشكال المرجعيات الثابتة مثل الدين والقانون والعلوم والأعراف، وتتظافر جهود اليسار المتطرف في العالم لاقناع الجماهير بالتعديل على هذه المرجعيات أو رفضها تماماً وجعل الأمر نسبي يعتمد على قناعات الفرد ومشاعره الذاتية.

إن رفض المرجعيات لا يجعل من ذلك المرجع ميزاناً ضعيفاً بل يولد مجتمعاً ضعيفاً تسيره الموجات الفكرية أنى شاءت فاقداً للحكمة والبصيرة، فعدم وجود مرجعية يعني أن مرجعية الإنسان هواه وأهواء النفس متقلبة جامحة تصبو للمنفعة الآنية كما الطفل.

ومثلما لا يترك طفل عمره عامين وحيداً دون رقابة لأن فعل ما يحلو له ليس الأصلح له، بل غالباً ما يكون مؤذياً له على نحو خطير كذلك الإنسان بحاجة إلى رقابة تتسم بالثبات وعدم التغير والحكمة والرجاحة والمعرفة أكثر مما يعرف أي بشري خلال مسيرة حياة واحدة، وهذا يجعل اختيار الدين كمرجعية أمر صائب منطقياً، فالإنسان خلال حياة بشرية واحدة لا يستطيع مدى فكره أن يتسع اتساعاً شاملاً كاملاً يشمل كل البشر على اختلاف أعمارهم وشخصياتهم وثقافاتهم بما يمرون به من تجارب ويحصلون عليه من خبرات فريدة على مرور الأزمان وتعاقب الأجيال وما يولده ذلك من تغيرات.

والخلو من العيب شرط أساسي لكي لا يبخس الميزان حق أحد، وكل ما هو غير الدين ناقص لأن النقص سمة رئيسة في الإنسان وكل ما يصدر عنه ناقصاً بالتبعية.

إن القانون الوضعي القابل للتعديل والتغيير وفق آراء أغلبية سائدة في حقبة معينة - التي قد لا تحقق بالضرورة معايير الرجاحة - لأن الجميع يدرك النقص فيه وهذه النقطة هي كعب أخيل التي يستطيع استخدامها من شاء إن كان عالي الصوت قليلاً لتشكيل القانون وفق أهوائه.

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية تحركه كوحدة واحدة لا تتصارع فيها دواخل الإنسان مع ظاهره، أي يكون في حالة من التناغم والسلام، فهو لا يكون دمية مفروض عليها بعض الأفعال أو تركها بقوة العقوبة الرادعة، وهذا ما يجعل الإلزام بالقانون البشري يحتاج جهداً ومبالغ طائلة لترسيخه.

وعلى نحو غريب بدأ العالم اليوم برفض العلوم بعدما كان يقدسها، فحل بدل الحقيقة العلمية كلما مثل "أحس" و "أشعر"، وعلى أساسها تتغير قوانين وثقافات ومصائر أمم وشعوب، مما يجعله أكثر عصر متقلب غير رصين وغير مبهج للعيش به.

الإنسان العائش بعيداً عن أي مرجعية يستند عليها هو إنسان متعب بحاجة إلى التفكير بكل تفاصيل عيشه للوصول إلى قناعات تخدمه يستطيع وصفها بـ "أخلاقية" ويمكنه تبرير أفعاله بها.

الإنسان الذي لا يؤمن بمرجعية هو إنسان "عدمي" "عبثي" لكنه غير صادق فبينما يرفض "العدمي" "العبثي" الجدوى من الأخلاق والقيم والمثل لأن الحياة عبثية وعديمة القيمة، يحاول ابن اليوم الانطلاق من مفاهيم مزخرفة ذات صبغة أخلاقية تمنح ضميره وفكره شيئاً من الطمأنينة والسمو والفوقية، فكل شيء في عصرنا حتى في أكثر الجوانب الفلسفية منه هو عمل استعراضي المغزى منه نيل استحسان العامة وعلامات الإعجاب وأعداد متابعين بعد إن كان الفيلسوف ينشد الابتعاد عن الناس.

فقدان المرجعية لن يسقط البشرية في متاهات هي في غنى غنها وسط أزمات أكثر أهمية كالمناخ والبيئة والاقتصاد والتعليم والحروب فحسب، بل سيجعلها عمياء في ليل مدلهم لا تهتدي إلى طريق العودة.

الدين
التفكير
السلوك
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل

    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟

    ظواهر علم الإمام الصادق

    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    الإمام الصادق والحرية الفكرية

    آخر القراءات

    أوتار الحزن.. النار والدخان

    النشر : الخميس 02 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    بلا إفراط ولا تفريط: ثقافة التطرف العاطفي

    النشر : الأربعاء 03 ايلول 2025
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    كيف نجح الذكاء الاصطناعي في تقليل استخدام الليثيوم في البطاريات؟

    النشر : الأثنين 15 كانون الثاني 2024
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    امتلك لحظاتك.. ولا تنس الاسترخاء والتروي

    النشر : الخميس 09 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    نادي اصدقاء الكتاب يناقش كتاب: التربية الذكية بدون ضرب بدون صراخ

    النشر : السبت 11 شباط 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    مضمار الجور المؤطر ..

    النشر : الخميس 19 تشرين الاول 2017
    اخر قراءة : منذ 18 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    من درر شيخ الأئمة: "أن تنجو بنفسك… هو أرقى رد"

    • 511 مشاهدات

    مولد النور: في ذكرى البعثة المحمدية التي أنارت للبشرية الدرب

    • 465 مشاهدات

    الولادة النبوية.. رسالة كونية غيبية

    • 398 مشاهدات

    دليل المرأة المسلمة في العشرة الزوجية المباركة

    • 348 مشاهدات

    الفن الذي غيّر وجه العالم: كيف تؤثر اللوحة في السياسة؟

    • 344 مشاهدات

    الإمام الصادق: رؤيته لقضايا المجمتع ومعالجة مظاهر الإنحراف

    • 341 مشاهدات

    بحر الزائرين: ذكرى استشهاد الإمام العسكري تعيد رسم خريطة الولاء في سامراء

    • 1188 مشاهدات

    الشورى: وعي ومسؤولية لبناء مجتمع متكامل.. ورشة لجمعية المودة والازدهار

    • 1148 مشاهدات

    العباءة الزينبية: رمز الهوية والعفاف في كربلاء

    • 1072 مشاهدات

    الإمام الحسن العسكري: التمهيد الهادئ لعصر الغيبة

    • 1065 مشاهدات

    اللغة الإنجليزية عقدة الجيل: لماذا نفشل في تعلمها رغم كثرة الفرص؟

    • 1052 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 888 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الإمام الصادق.. بين المحنة وصناعة المستقبل
    • منذ 22 ساعة
    المرايا المشوّهة: كيف نصنع انعكاساً أوضح لأنفسنا؟
    • منذ 22 ساعة
    ظواهر علم الإمام الصادق
    • منذ 22 ساعة
    لماذا تُعد الطاقة الشمسية مصدر الطاقة الأكثر استدامة؟
    • منذ 22 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة