• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أزمة في الميزان

سمانا السامرائي / الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023 / ثقافة / 1399
شارك الموضوع :

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية

يمر المجتمع الإنساني بحالة من السيولة الفكرية، هناك نهج جديد يومياً، فكرة جديدة، وتعبير جديد، ويتمظهر ذلك في القضايا المرتبطة بالعلاقات الشاذة والإجهاض والمتحولين وغيرها.

يرفض المجتمع الإنساني المعاصر كل أشكال المرجعيات الثابتة مثل الدين والقانون والعلوم والأعراف، وتتظافر جهود اليسار المتطرف في العالم لاقناع الجماهير بالتعديل على هذه المرجعيات أو رفضها تماماً وجعل الأمر نسبي يعتمد على قناعات الفرد ومشاعره الذاتية.

إن رفض المرجعيات لا يجعل من ذلك المرجع ميزاناً ضعيفاً بل يولد مجتمعاً ضعيفاً تسيره الموجات الفكرية أنى شاءت فاقداً للحكمة والبصيرة، فعدم وجود مرجعية يعني أن مرجعية الإنسان هواه وأهواء النفس متقلبة جامحة تصبو للمنفعة الآنية كما الطفل.

ومثلما لا يترك طفل عمره عامين وحيداً دون رقابة لأن فعل ما يحلو له ليس الأصلح له، بل غالباً ما يكون مؤذياً له على نحو خطير كذلك الإنسان بحاجة إلى رقابة تتسم بالثبات وعدم التغير والحكمة والرجاحة والمعرفة أكثر مما يعرف أي بشري خلال مسيرة حياة واحدة، وهذا يجعل اختيار الدين كمرجعية أمر صائب منطقياً، فالإنسان خلال حياة بشرية واحدة لا يستطيع مدى فكره أن يتسع اتساعاً شاملاً كاملاً يشمل كل البشر على اختلاف أعمارهم وشخصياتهم وثقافاتهم بما يمرون به من تجارب ويحصلون عليه من خبرات فريدة على مرور الأزمان وتعاقب الأجيال وما يولده ذلك من تغيرات.

والخلو من العيب شرط أساسي لكي لا يبخس الميزان حق أحد، وكل ما هو غير الدين ناقص لأن النقص سمة رئيسة في الإنسان وكل ما يصدر عنه ناقصاً بالتبعية.

إن القانون الوضعي القابل للتعديل والتغيير وفق آراء أغلبية سائدة في حقبة معينة - التي قد لا تحقق بالضرورة معايير الرجاحة - لأن الجميع يدرك النقص فيه وهذه النقطة هي كعب أخيل التي يستطيع استخدامها من شاء إن كان عالي الصوت قليلاً لتشكيل القانون وفق أهوائه.

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية تحركه كوحدة واحدة لا تتصارع فيها دواخل الإنسان مع ظاهره، أي يكون في حالة من التناغم والسلام، فهو لا يكون دمية مفروض عليها بعض الأفعال أو تركها بقوة العقوبة الرادعة، وهذا ما يجعل الإلزام بالقانون البشري يحتاج جهداً ومبالغ طائلة لترسيخه.

وعلى نحو غريب بدأ العالم اليوم برفض العلوم بعدما كان يقدسها، فحل بدل الحقيقة العلمية كلما مثل "أحس" و "أشعر"، وعلى أساسها تتغير قوانين وثقافات ومصائر أمم وشعوب، مما يجعله أكثر عصر متقلب غير رصين وغير مبهج للعيش به.

الإنسان العائش بعيداً عن أي مرجعية يستند عليها هو إنسان متعب بحاجة إلى التفكير بكل تفاصيل عيشه للوصول إلى قناعات تخدمه يستطيع وصفها بـ "أخلاقية" ويمكنه تبرير أفعاله بها.

الإنسان الذي لا يؤمن بمرجعية هو إنسان "عدمي" "عبثي" لكنه غير صادق فبينما يرفض "العدمي" "العبثي" الجدوى من الأخلاق والقيم والمثل لأن الحياة عبثية وعديمة القيمة، يحاول ابن اليوم الانطلاق من مفاهيم مزخرفة ذات صبغة أخلاقية تمنح ضميره وفكره شيئاً من الطمأنينة والسمو والفوقية، فكل شيء في عصرنا حتى في أكثر الجوانب الفلسفية منه هو عمل استعراضي المغزى منه نيل استحسان العامة وعلامات الإعجاب وأعداد متابعين بعد إن كان الفيلسوف ينشد الابتعاد عن الناس.

فقدان المرجعية لن يسقط البشرية في متاهات هي في غنى غنها وسط أزمات أكثر أهمية كالمناخ والبيئة والاقتصاد والتعليم والحروب فحسب، بل سيجعلها عمياء في ليل مدلهم لا تهتدي إلى طريق العودة.

الدين
التفكير
السلوك
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة

    كيف تبني ثقة بنفسك؟

    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك

    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟

    ابتسم… أنت تمضي بلا هوية

    اضطراب نهم الطعام.. حين لا تُصغي إلى جسدك!

    آخر القراءات

    سبع الدجيل.. مسهّل الشدّات وباب للحوائج

    النشر : الثلاثاء 28 آذار 2017
    اخر قراءة : منذ ثانيتين

    نادي اصدقاء الكتاب يناقش "دع القلق وابدأ الحياة" في جمعية المودة

    النشر : الأثنين 09 آيار 2016
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    بوصفه الركن المبارك.. محراب الصلاة المقدس

    النشر : السبت 18 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    عشقته عشق الجنون حتى أكون!

    النشر : الثلاثاء 23 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 7 ثواني

    صراع النور والظلام (1)

    النشر : الأربعاء 23 تشرين الثاني 2016
    اخر قراءة : منذ 11 ثانية

    أسرار حول الوجبات السريعة.. تعرف عليها

    النشر : السبت 11 آذار 2023
    اخر قراءة : منذ 15 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    لمن تشتكي حبة القمح إذا كان القاضي دجاجة؟

    • 617 مشاهدات

    مدينة الانتظار: تُجدد البيعة والولاء في عيد الله الأكبر

    • 582 مشاهدات

    رحلة من السجن إلى الحرية: قصة عن معركة مع المخدرات

    • 452 مشاهدات

    اكتشاف الذات.. خطوة لمستقبل أفضل

    • 393 مشاهدات

    المختلف متخلف!

    • 391 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو": صدفة؟ أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 373 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3617 مشاهدات

    الترند الجديد "لابوبو".. صدفة أم واحدة من أنجح حملات التسويق في 2025؟

    • 1442 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 1279 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 1158 مشاهدات

    الخلود في زمن التفاهة: كيف ينتصر علم الإمام علي على مادية العصر

    • 1097 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 929 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الأُولَى: وعدُ الأمل في هندسة الحياة
    • منذ 15 ساعة
    كيف تبني ثقة بنفسك؟
    • منذ 16 ساعة
    فنجان من القهوة قد يفعّل مفتاح محاربة الشيخوخة في خلاياك
    • منذ 16 ساعة
    تناقضات القرآن أم خطأ فهم البشر؟
    • الأحد 29 حزيران 2025

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة