• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

أزمة في الميزان

سمانا السامرائي / الأربعاء 01 تشرين الثاني 2023 / ثقافة / 1465
شارك الموضوع :

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية

يمر المجتمع الإنساني بحالة من السيولة الفكرية، هناك نهج جديد يومياً، فكرة جديدة، وتعبير جديد، ويتمظهر ذلك في القضايا المرتبطة بالعلاقات الشاذة والإجهاض والمتحولين وغيرها.

يرفض المجتمع الإنساني المعاصر كل أشكال المرجعيات الثابتة مثل الدين والقانون والعلوم والأعراف، وتتظافر جهود اليسار المتطرف في العالم لاقناع الجماهير بالتعديل على هذه المرجعيات أو رفضها تماماً وجعل الأمر نسبي يعتمد على قناعات الفرد ومشاعره الذاتية.

إن رفض المرجعيات لا يجعل من ذلك المرجع ميزاناً ضعيفاً بل يولد مجتمعاً ضعيفاً تسيره الموجات الفكرية أنى شاءت فاقداً للحكمة والبصيرة، فعدم وجود مرجعية يعني أن مرجعية الإنسان هواه وأهواء النفس متقلبة جامحة تصبو للمنفعة الآنية كما الطفل.

ومثلما لا يترك طفل عمره عامين وحيداً دون رقابة لأن فعل ما يحلو له ليس الأصلح له، بل غالباً ما يكون مؤذياً له على نحو خطير كذلك الإنسان بحاجة إلى رقابة تتسم بالثبات وعدم التغير والحكمة والرجاحة والمعرفة أكثر مما يعرف أي بشري خلال مسيرة حياة واحدة، وهذا يجعل اختيار الدين كمرجعية أمر صائب منطقياً، فالإنسان خلال حياة بشرية واحدة لا يستطيع مدى فكره أن يتسع اتساعاً شاملاً كاملاً يشمل كل البشر على اختلاف أعمارهم وشخصياتهم وثقافاتهم بما يمرون به من تجارب ويحصلون عليه من خبرات فريدة على مرور الأزمان وتعاقب الأجيال وما يولده ذلك من تغيرات.

والخلو من العيب شرط أساسي لكي لا يبخس الميزان حق أحد، وكل ما هو غير الدين ناقص لأن النقص سمة رئيسة في الإنسان وكل ما يصدر عنه ناقصاً بالتبعية.

إن القانون الوضعي القابل للتعديل والتغيير وفق آراء أغلبية سائدة في حقبة معينة - التي قد لا تحقق بالضرورة معايير الرجاحة - لأن الجميع يدرك النقص فيه وهذه النقطة هي كعب أخيل التي يستطيع استخدامها من شاء إن كان عالي الصوت قليلاً لتشكيل القانون وفق أهوائه.

يعمل الدين على ضبط ميزان الإنسان الداخلي مما يجعل سلوكه القويم نابعاً عن إيمان بمبادئ سامية تحركه كوحدة واحدة لا تتصارع فيها دواخل الإنسان مع ظاهره، أي يكون في حالة من التناغم والسلام، فهو لا يكون دمية مفروض عليها بعض الأفعال أو تركها بقوة العقوبة الرادعة، وهذا ما يجعل الإلزام بالقانون البشري يحتاج جهداً ومبالغ طائلة لترسيخه.

وعلى نحو غريب بدأ العالم اليوم برفض العلوم بعدما كان يقدسها، فحل بدل الحقيقة العلمية كلما مثل "أحس" و "أشعر"، وعلى أساسها تتغير قوانين وثقافات ومصائر أمم وشعوب، مما يجعله أكثر عصر متقلب غير رصين وغير مبهج للعيش به.

الإنسان العائش بعيداً عن أي مرجعية يستند عليها هو إنسان متعب بحاجة إلى التفكير بكل تفاصيل عيشه للوصول إلى قناعات تخدمه يستطيع وصفها بـ "أخلاقية" ويمكنه تبرير أفعاله بها.

الإنسان الذي لا يؤمن بمرجعية هو إنسان "عدمي" "عبثي" لكنه غير صادق فبينما يرفض "العدمي" "العبثي" الجدوى من الأخلاق والقيم والمثل لأن الحياة عبثية وعديمة القيمة، يحاول ابن اليوم الانطلاق من مفاهيم مزخرفة ذات صبغة أخلاقية تمنح ضميره وفكره شيئاً من الطمأنينة والسمو والفوقية، فكل شيء في عصرنا حتى في أكثر الجوانب الفلسفية منه هو عمل استعراضي المغزى منه نيل استحسان العامة وعلامات الإعجاب وأعداد متابعين بعد إن كان الفيلسوف ينشد الابتعاد عن الناس.

فقدان المرجعية لن يسقط البشرية في متاهات هي في غنى غنها وسط أزمات أكثر أهمية كالمناخ والبيئة والاقتصاد والتعليم والحروب فحسب، بل سيجعلها عمياء في ليل مدلهم لا تهتدي إلى طريق العودة.

الدين
التفكير
السلوك
المجتمع
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي

    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات

    فن الاستماع مهارة ضرورية

    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    كيف تربي خيالاً لا يريد البقاء في رأسك؟

    آخر القراءات

    الحج.. رحلة عشق

    النشر : الخميس 09 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    الحب.. وتوأمه

    النشر : السبت 18 آب 2018
    اخر قراءة : منذ ثانية

    متى توقف عجلة ثقافة عدم الاهتمام؟

    النشر : الأثنين 21 آب 2023
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    قراءة في كتاب: كيف يُفكّر الناجحون؟

    النشر : الثلاثاء 02 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    رغم تكويني

    النشر : الثلاثاء 06 تشرين الثاني 2018
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الجهل بالواقع أشد خطرا من الواقع نفسه!

    النشر : الأحد 25 تشرين الاول 2020
    اخر قراءة : منذ 3 ثواني

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    المواكب الحسينية.. محطات خدمة وإيثار في درب العشق الحسيني

    • 828 مشاهدات

    أربعينية الحسين: ملحمة الوفاء وتجسيدها الحي في عطاء المتطوعين

    • 735 مشاهدات

    "خيمة وطن" نقطة ارتكاز إعلامية وصحية في عولمة القضية الحسينية

    • 414 مشاهدات

    حين ينهض القلب قبل الجسد

    • 412 مشاهدات

    زوار الحسين: فضل عظيم وشرف أبدي

    • 1334 مشاهدات

    مناهل الأربعين.. فتنافسوا في زيارته

    • 1318 مشاهدات

    في ذكرى هدم القبة الشريفة: جريمة اغتيال التاريخ وإيذانٌ بمسؤولية الشباب

    • 1244 مشاهدات

    السيدة رقية: فراشة كربلاء وصرخة المظلومية الخالدة

    • 1208 مشاهدات

    كل محاولاتك إيجابية

    • 1137 مشاهدات

    التواصل المقطوع

    • 1058 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الحجاب وتحديات الانفتاح الرقمي
    • منذ 8 ساعة
    نحن لا نتذكر أيامًا، بل نتذكر لحظات
    • منذ 8 ساعة
    فن الاستماع مهارة ضرورية
    • منذ 8 ساعة
    تناول الأفوكادو يحسن جودة النوم
    • منذ 8 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة