بعض المواقف الصادمة توقفك في حالة ذهول مما يعتري المجتمع، ففي حديث عن الانحرافات الفكرية والسلوكية التي تعتري العالم وخطرها على وجود البشرية بصورة عامة، أجابتْ إحدى المعارف بأننا من المهم أن نحفظ أبناءنا فقط ليس لنا من أمرهم شيء فاليمارسوا ما يريدون.
ومثل هذه الفكرة المتداولة اليوم بين الأوساط العربية والغربية هي الأكثر رواجا وبعضهم يعتبرها صحية لسلامته النفسية، فلا يتخذ موقفا وليس له شأنا مما يحدث وعدم اهتمامه ناجع إما من خوف أن يواجه ويتحدث في مثل هذه المواضيع حتى لا يخسر عمله أو متابعيه أو على الأقل لا يتعرض لنقد او نعته بالتخلف لذلك هو يقف على الرصيف بطريقة محايدة يتابع تطور الأمور، أو الآخر الذي فعلا لا يهمه ما يحصل يعيش في فن اللامبالاة فالتحترق الأرض ماضره وإن ضره فأيضا لا يهتم!
إن مصطلح النوع الاجتماعي أو الثنائي أو دراغ وحتى المماثل والحركة النسوية كلها ذات جذر واحد لإنسان تنازل عن انسانيته وسعى في خرابها وهو بكامل وعيه الذي لا ينظر إلى عبارة واحدة وأيضا هو في غفلة عنها وهو أنه يمارس حريته الشخصية وما يشعر به، ثم ساندته الحكومات الساعية لتسفيه الإنسان وإفساد وأعلنتْ بأن الفرد له الحق في ذلك، وهم يعلمون بأن كل ما يفعله لا يعدوا عن كونه مجموعة من الأمراض النفسية التي تحتاج إلى معالجة لا تشجيع!
لكن بعد تشجيع الدول لهذه الأفعال بقيت كل العوائل هناك تلزم أبواب الصمت وحتى في الدول العربية إلى أن حصل التمرد وبدأتْ هذه الفئات تروج لنفسها وتحاول اثبات وجودها وبث أفكارها وكان العنصر الأساسي المستهدف هم الأطفال، بدأتْ العوائل تعترض بصورة متأخرة وامتلأتْ المحاكم بقضايا ما أنزل الله بها من سلطان فبعد أن كان الاعتداء على الأطفال جريمة يحاسب عليها القانون ويعتبرها اساءة للأطفال، وحتى ما دون الثامنة عشر يجرمون الاعتداء عليهن بل وحتى زواجهن يعتبر انتهاء للمرأة والجرائد والمواقع تصفق لقوانين الغرب، نرى أن الأب إذا قدّم شكوى أو اعتدى على المعتدي يحاسب ويسجن والمجرم حرٌ طليق لأنه مارس ما يشعر به!
كما نجد صيحات الآباء والأمهات اعتلتْ للحفاظ على الهوية الجندرية أو (النوع الاجتماعي) لأطفالهم، ما يحصل هناك بدأتْ بواكره تتسلل إلى مجتمعاتنا العربية وبصورة جلية وكثير من العرب يعيشون حالة الصمت، يجسدون ما ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حين قال في خطبته: "وأني والله لأظن أن هؤلاء القوم سيدالون منكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم وبمعصيتكم إمامكم في الحق وطاعتهم إمامهم في الباطل، وبأدائهم الأمانة إلى صاحبهم وخيانتكم".
وهذا ما يحصل من تجمعهم واعلانهم وتسويقهم لباطلهم ونحن على الحق ضعفاء غير مهتمين لما يحصل، ومنهم مجتمعنا الذي للآن لم يدرك الخطر الكبير الذي سيواجهه بعد سنة أو أكثر، فالوقوف عند بعض محتوى الشباب الذين يؤدون أداء النساء أو العكس والتعليق فقط، لا يجدي نفعا بل يجب أن يكون هناك تدخل حكومي أو عشائري على الأقل وايقاف ما يحصل من تشويه الفطرة الانسانية وانقراض الانسان، وتوعية الأبناء عن خطورة ذلك شرعا وفطرة بل اخبارهم بأن ما يحدث والعالم يصفق له ما هو إلا ابادة جماعية للنسل البشري.
فيجب أن تكون هناك خطوات واعية من قِبل المربين والتربويين وأهل العلم وحتى الأطباء عليهم مسؤولية ايضاح تبعات هذا الأمر وكل من له سلطة ولو على فردٍ واحد أن ينبهه ويوقظه كي لا يكون لقمة سهلة لهذه الحركات الشاذة.
اضافةتعليق
التعليقات