إن مخاطبة العقول والقلوب فن لا يجيده إلا من يمتلك أدواته، فالقدرة على جعل الآخرين يعتقدون بما تعتقد من أساسيات النجاح في دروب الحياة المختلفة، فنشر ثقافة الاقناع وفنون الحوار والاستماع من أهم الأمور التي لابد ان نتعلمها خصوصا في هذا الزمان زمن اختلاف وتغيير المبادئ وانتشار الأفكار والاعتقادات السلبية الخاطئة التي باتت تنتشر وتؤثر على الكثير من العقول خاصة الشباب.
فلكي يكون الاقناع مؤثرا حقا لابد ان تتوفر فيه عدة عناصر منها:
الثقة: أي لابد ان تكون لديك الثقة في ما تتحدث به والإيمان والاعتقاد الكامل ولابد من إظهار هذا الشيء في حديثك سواء بلغة الجسد او بنبرة الصوت او كيفية وطريقة الكلام فإن مفتاح الإقناع الإيمان والثقة فيما تقول.
العاطفة: حرك مشاعر الشخص الذي أمامك فالجمود والصلابة قد لا تساعدك في إقناع الآخرين بل اجعل كلامك لينًا واستند بكلامك على مواقف او قصص إنسانية وخير ما تستعين به آيات من الذكر الحكيم وروايات عن الأئمة المعصومين عليهم السلام فالإنسان بطبيعته يميل الى ان يستمع الى تأييدات ربانية او احاديث قدسية او روايات صحيحة.
المصداقية: دائما احرص ان يكون حديثك صادقا فإذا احس الذي أمامك انك تقدم وتستند على معلومات لا تحمل شيء من المصداقية سيكون الحوار غير هادف وستضع نفسك في موقف الضعف.
العنصر الأخير والغاية في الأهمية هو ان تجعل ابتسامتك وحلمك هم الأهم في حوارك فبشاشة وجهك وهدوءك سيجعل الحوار هادفا وستمنع من ان يتحول هذا الحوار الى جدال لا غاية وهدف له فقال الله تعالى في كتابه الحكيم:
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (١).
فكلما كنت قريب القلب وتحمل من الأخلاق أحسنها كل ما كان لك قدرة على جذب وإقناع الآخرين وهكذا كان اُسلوب الأنبياء والمرسلين وخير الخلق اجمعين محمد وآله الطاهرين في الدعوة الى الله ونشر الحق وإظهار رسالة الله عز وجل.. فعن الامام الباقر عليه السلام:
(رحم الله عبدا من شيعتنا حببنا الى الناس ولم يبغضنا اليهم) (٢).
اضافةتعليق
التعليقات