"خلقوا من فاضل طينتنا". نحنُ قرأنا هذهِ الرواية التي وردت عن أمير البلغاءِ علي ولكننا لم نُدرك ونتعمق فيما كان يقصد الأمير ولن نعي مامدى تأثير تلك العُلقة التي وِضعت فينا وكانت إحدى التجسيدات العظيمة لرحمة الباري عزوجل لنا.
من فاضلِ طينتِنا أي من طين الجنة لأن آل البيت (عليهم أفضل السلام) طينتهم خالصة من الجنة. كما كانت المدينة الوحيدة كربلاء من طين الجنة لذلك كل شيعي يحن لا إراديا إلى كربلاء من دون كل المُدن فالجنة كربلاء ومنها خلق الله آل البيت (عليهم السلام) ومنهم اشتق أرواح الشيعة لذلك الشيعة يحنون إلى الأئمة والأئمة كذلك يحنون إليهم.
فحنين الفرع إلى طينتهِ شيءٌ واضح كما يحن الأب لأبناءِه والأم لإبنها فحنين الروح لأصلِ التكوين والخلقة شعور لا إرادي ووحدة المنهج تقوي العلاقة والربط والوصل بينهما.
وكما نعلم إن من بعدِ طينة عليين. كانت طينة الجنة التي خلق الله منها آل البيت، وكربلاء؛ وهي أشرف وأصفى ما خلق، فليُدرك المؤمن قدسية ومكانة كربلاء وبالأخص ساكنيها، وما سرٌ قرب الإنسان من كربلاء وحنينهُ لها، إذ يشعرُ الزائر مهما كان بعيدًا في قربهِ كأنهُ في بيته إلا لأنَ طينتهُ اشتقت من طينتها.
كم سَعوا المرتدين عن دين الإسلام لفك العلقة بين الشيعة والحسين لكنهم لم يتمكنوا، فرابطة التكوين فوق كل المساعي .كما ذكر آل البيت في روايات كثيرة عن قوة الارتباط فيما بينهم وبين الشيعة وقالوا ما اهتم أو مرض انسان من شيعتنا إلا واهتمممنا ومرضنا معهُ.
نلاحظ أن بعض الأحيان ينتابُنا حزن مفاجئ دون سبب ومهما بحثنا فلا نجد سببا لهُ فليعلم الإنسان الشيعي أن إمام زمانهِ متألم في هذه الساعة وهذهِ اللحظة أيًا كان الألم جسدي أو روحي.
تضحية الأئمة (عليهم السلام) كانت لأجل الإسلام والدين والشيعة بالذات لأنهم مسؤولين، كما يجب علينا أن نشعر بالمسؤولية تجاه ديننا لأننا محسوبين عليهم، وقد قالوا وأوصوا "اعينونا على خلاصكم وفك رقابكم من النار".
بينَ الشيعةِ وآل البيت علاقة مُتجذرة لابد من الحفاظ عليها وتقويتها بالارتباط بهم والشعور بالمسؤولية تجاه الدين والإسلام.
اضافةتعليق
التعليقات