يشتكي هدير من مصاريف زوجته التي بدأت تتضاعف تدريجيا، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إثارة المشاكل فيما بينهما فهي لا تبالي للمسؤوليات المادية التي باتت تؤرق كاهله مما جعله يعيد التفكير في قرار استمرار زواجه معها..
توتر العلاقة الزوجية
تترتب على رب الأسرة (الزوج) مسؤوليات مادية عديدة ابتداءً من توفير المشتريات الخاصة بالطعام وصولا إلى مساحيق الغسيل وأجور الكهرباء وغيرها، فضلا عن شراء الكسوة الصيفية والشتوية وتشمل أيضا مصاريف إضافية كحضور الضيوف أو زيارة طبيب أو ابتياع أثاث منزلي أو صيانته، وهذا ينطبق على الرجال الذين يكترثون للأسرة والسعي للحفاظ على كيانها ومستواها الاجتماعي.
نرى بعض الزوجات تأخذ بعين الاعتبار هذه المسؤوليات كما تساهم الموظفة منهن في مساعدة زوجها على تحملها جزءاً من هذه المصاريف غير أننا اليوم في صدد تسليط الضوء على الجانب الآخر للزوجة التي تسعى دائما إلى ارضاء رغباتها في اقتناء الثياب الفاخرة أو المجوهرات وغيرها من الأمور التي تعد مكملة وليست أساسية على حساب راحة زوجها من خلال ارهاقه ماديا دون الاهتمام إلى توتر علاقتهما بسبب هذا الأمر والذي يؤثر سلبا على الأطفال أو حياتهما الخاصة.
(بشرى حياة) تنقلنا عبر سطورها في مواجهة هذا النوع من النسوة غير المبالية لترابط الحياة الزوجية وما يترتب من تبعات جراء أفعالهن..
مصاريف إضافية
تستنكر أم جود النسوة اللواتي يلزمن أزواجهن بمصاريف تراها اضافية مثل زيارة مراكز التجميل لتغير لون الشعر شهريا وغيرها من الجلسات التجميلية التي ظهرت مؤخرا .
مضيفة بأنها من الممكن أن تستعين بطرق مشابهة عن طريق مواقع التواصل واستخدامها في البيت إن كانت بحاجة لها.
فعلى السيدة أن تراعي ظروف زوجها المادية وأن تكون سيدة قيادية لا مسرفة للحفاظ على كيان عائلتها.
بينما قالت السيدة (بشرى) وهو اسم مستعار: لم أبالِ يوما إلى اهتمام زوجي بإدخار المال لتشييد بيت مستقل لأسرتنا التي بدأت تكبر بعدما رزقنا الله بالأولاد كنت كثيرة الاسراف والخروج وكلما ازداد رفضه لطباعي الجامحة كلما ازددت عناداً بفرض ما أريده، وفي مرة أخذت مالا كثيراً لشراء فستان سهرة لارتدائه في حفل زفاف دون أن أخبره وحينما عرف بذلك امتعض جدا لتصرفي، وقال لي يومها بأنني غير جديرة بالثقة وليس بمقدوره اكمال حياته معي، فانتهت حياتي الزوجية بالطلاق.
من جانبه قال أبو يوسف/ موظف 36 سنة: ذقت ذرعا بزوجتي التي كانت تقايضني بكل شيء حتى بعلاقتنا الزوجية وإن رفضت لها طلباً كانت تخيرني إما أن أرضخ لما تريده أو تترك البيت وفي كل مرة أعلن استسلامي حتى وإن كان ما تريده يعارض قناعاتي، كانت تستغل ضعفي اتجاهها وبعد صراع طويل مع نفسي أعلنت العصيان أمامها فتركت ابنتنا والبيت ورفضت العودة رغم محاولتي بذلك، فقررت الاقتران بزوجة أخرى إن بقيت متمسكة بمطالبها.
وهذا ما حصل بالفعل وليس فقط في القول بعدما اتصلت بي قائلة بكل غرور (أنت جبان لن تجرؤ على فعل هكذا خطوة).
ختم حديثه: بعد زواجي كنت قد قررت طلاقها غير أن تدخل شقيقها الذي كان صديقي حال دون ذلك، كانت السنة التي تركتها بها كفيلة بأن تشعرها بخطأها لتعود إلى بيتها بحلة جديدة والعيش مع ضرتها.
المحامية القانونية هناء الغانمي حدثتنا بهذا الجانب قائلة: ترى بعض النسوة أن هذا التصرف هو الصحيح حيث تتبع هذه السياسية ليعتاد الزوج على ذلك بإجباره على توفير مستوى معيشي معين لها ويعود هذا التصرف عادةً من خلال وسائل التواصل كنوع من الغيرة النسوية أو نصائح الصديقات حيث تنجرف بعضهن خلف كلام الأخريات باستخدام هذا الأسلوب الذي غالبا ما يأتي بنتيجة عكسية.
وتابعت: هناك رجال يملكون قدرة على كبح جموح المرأة حينما تكون من هذا النوع فالمودة تألف بين القلوب لتذيب هذه الفوارق إلا أن بعضهم يسعى خلف سراب في تذليل هذه الطباع المستعصية ليصل معها إلى طريق مسدود إما يفتحه بزوجة ثانية أو الانفصال عنها.
الصفات المذمومة
وفي الختام كانت لنا هذه الوقفة مع الاستشارية نور الحسناوي قالت من خلالها: إن الاسراف من الصفات المذمومة التي نهى عنها الاسلام غير إن بعض النساء المتزوجات يعشن تحت ادمانها، ولا ضرر في ذلك إن كان الزوج قادراً على سد احتياجاتها إلا أن المشكلة تكمن بعدم مقدرته فيصبح المال مصدر أساسي في اثارة المشاكل فيما بينهما.
وأضافت: إن كانت الزوجة من أسرة ثرية فعليها أن تتكيف مع الوضع الجديد والتزود بالصبر ولتعلم أن الله أعد للصابرين عظيم الأجر، ولتتذكر بما في زوجها من الصفات الإيجابية التي تستحق تحملها.
كما على الزوج أن يشاركها الحديث حول ماهية المسؤوليات المترتبة عليها وفق حياتها الجديدة وتذكيرها بأن الإسراف ليس من فعل المسلمات، ومساعدتها بتغيير هذا الأسلوب تدريجيا مع محاولة توفير لها حياة كريمة بابتياع ما تحتاجه، وتوجيهها بأهمية التدبير الذي يدل على كمال العقل وحسن التصرف مع نعمة الله.
اضافةتعليق
التعليقات