لقد إنتقدت لشدة تبسيط طريقة تفكيري ولكني وجدت أن أبسط الأشياء في الحياة غالبا ما تكون الأكثر عمقاً، لقد قال لي أحدهم مؤخراً: لقد قدمت لي أروع هدية لقد أهديتني نفسي.
يختبئ العديد منا من أنفسنا حتى أننا نجهل من نکون، لا ندري ما نشعر فيه ولا نعرف ما نريد، إن الحياة رحلة في اكتشاف الذات. ولسوء الحظ العديد منا لن يصل إلى مرحلة حب ذاته قبل أن نخسر الوزن الزائد، أو أن نحصل على وظيفة الحلم، أو قبل أن نحصل على العلاوة أو على الحبيب الكامل، إلخ.
غالبا ما نضع شروط لحبنا ولكن يمكننا أن نتغير، باستطاعتنا أن نحب أنفسنا كما نحن الآن، بالإجمال ينقص الحب على كوكبنا، إني أؤمن أن الأرض تعاني من مرض يدعى اليدا وتزداد نسبة الوفيات عليها يوميا لقد أعطانا هذا التحدي الجسدي فرصة لتخطي الحواجز الأخلاقية وتجاوز معتقداتنا الدينية والسياسية بهدف فتح قلوبنا كلما تمكنا من القيام بذلك كلما استطعنا أن نصل إلى الأجوبة، نحن في وسط تغييرات هائلة على الصعيد الشخصي والعالمي.
إذا لم ترد أن تحب نفسك اليوم فلن تريد أن تحب نفسك غداً فمهما كان عذرك اليوم سيبقى عينه غداً، قد تتمسك بهذا العذر بعد عشرين سنة وقد تترك هذه الحياة متشبثا به، اليوم هو اليوم الوحيد الذي يمكنك أن تحب فيه نفسك من دون أي توقعات، أريد أن أساهم في خلق عالم آمن کي نحب بعضنا البعض حيث بإمكاننا أن نعبر عن شخصيتنا وأن نتلقى حب وقبول الغير من دون أحكام أو انتقادات أو تفرقة.
الوعي
عندما نوسع آفاق تفكيرنا ومعتقداتنا يطفو حبنا بحرية وبالمقابل عندما نقلص هذه الآفاق نغلق على أنفسنا بنفسنا. كلما تواصلت مع قوتك الداخلية كلما تحررت في جميع أنحاء حياتك.
رحلة نحو داخل الذات، لكن ما معنى ذلك، أنا أؤمن بقوة تكمن في داخلنا ترشدنا بحب إلى صحتنا الممتازة إلى علاقاتنا الكاملة وإلى وظائف أحلامنا كما أنها تفعم حياتنا بالازدهار على أنواعه في سبيل الحصول على هذه الأشياء، علينا في البدء أن نؤمن أنها معقولة وقابلة للحدوث.
فقط علينا أن نطلق سراح الأساليب التي تحدتنا في حياتنا وتفرض علينا شروطاً نرفضها نقوم بذلك خلال الدخول إلى أعماق ذاتنا وتحريك قوتنا الداخلية التي تعرف الأفضل لنا، إذا كنا مستعدين أن نسلم حياتنا لهذه القوة الداخلية هذه القوة التي تحبنا وتدعمنا فبإمكاننا خلق حياة أكثر ازدهاراً وحباً لأنفسنا.
المسؤولية مقابل اللوم
نحن نساهم في خلق جميع شروط حياتنا إن كانت حسنة أو سيئة وذلك من خلال نمط تفكيرنا وشعورنا، إن الأفكار التي تراودنا هي التي تخلق مشاعرنا ومعتقداتنا طبعا هذا لا يعني أن نلقي اللوم على أنفسنا كلما وجدنا أنفسنا أمام مصيبة، هناك فرق بين الشعور بالمسؤولية وإلقاء اللوم على أنفسنا أو على الآخرين، عندما أتكلم عن المسؤولية أتكلم عن الشعور بالقوة على عكس الشعور بالذنب الذي يعني التخلي عن هذه القوة، إذا لعبنا دور الضحية فإننا نستعمل قوتنا الشخصية لنكون عاجزين، يشعر بعض الأشخاص بالذنب لخلق الفقر الأمراض والمشاكل فيقومون بتفسير المسؤولية بالذنب هؤلاء يشعرون بالذنب لأنهم مؤمنون أنهم قد فشلوا بالقيام بعمل ما.
القوة الداخلية
هدف القوة موجود في اللحظة الحاضرة فقط من المهم أن تفهم أن عقلك لا يتحكم بك لا بل أنت تتحكم بعقلك، ذاتك العليا هي التي تتحكم بك، باستطاعتك أن توقف تلك الأفكار القديمة وأن تحكم بنفسك فكريا قل لنفسك: (أنا قادر على تغيير واقعي).
تخيل أن أفكارك هي بمثابة قطرات مياه قد لا تعني لك الكثير، قطرة ماء واحدة ولكن كلما راودتك أفكار عديدة ومتتالية كلما كبرت هذه القطرة وتحولت إلى بقعة فإلى بركة صغيرة فإلى مستنقع حتى تصبح بحيرة أو محيطاً شاسعاً، لذا ما نوع المحيط الذي تخلقه، هل هو محيط ملوث مسمم وغير قابل للسباحة أو أنه محیط أزرق واسع يدعوك إلى السباحة في مياهه البلورية.
إدعم نفسك من خلال اتخاذ أفضل القرارات لك في حياتك كلما وقعت في الشك إسأل نفسك ما يلي:
هل هذا القرار محبذ لي؟
هل هذا القرار يفيدني في الوقت الحالي؟
قد تتخذ قرارات مختلفة جداً في وقت لاحق بعد يوم أو أسبوع أو شهر مثلا ولكن إطرح على نفسك هذه الأسئلة في كل لحظة.
عندما نتعلم أن نحب أنفسنا وأن نثق بالقوة العليا، نساهم في خلق عالم أكثر حباً، حبنا لأنفسنا يحولنا من ضحايا إلى فائزين ويجذب إلينا أجمل الخبرات الحياتية، هل لاحظت يوما أن الأشخاص الواثقين من أنفسهم جذابون على طبيعتهم، يملكون فضيلة رائعة خاصة بهم، فهم سعداء في حياتهم تأتيهم الفرص بسهولة ومن دون القيام بأي مجهود.
الإستماع إلى صوتي الداخلي
إن الأفكار التي نختار أن نوظفها هي بمثابة أدوات نرسم بها لوحة حياتنا، هل أتذكر تماما اللحظة التي أدركت فيها أنه بإمكاني تغيير مجرى حياتي إذا غيرت طريقة تفكيري.
أينما كنت في حياتك ومهما ساهمت في شيء ومهما حصل، أنت تقوم بأفضل ما تعرفه، وكلما تعلمت المزيد ستتصرف بطريقة مختلفة كما أنا فعلت، لا تقلل من قيمتك ولا تلق اللوم على نفسك، ذكر نفسك دائما أنك تقوم بأفضل ما تعرف وثق بأنك ستخرج من هذه الأزمة.
اضافةتعليق
التعليقات