تزاحمت مواكب المعزين الأمس لحضرة أمير المؤمنين عليه السلام المقدسة في مدينة النجف الأشرف بمناسبة ذكرى فاجعة عاشوراء الطف الأليمة والتي بدأت مراسيمها العزائي ليلة العاشر من محرم واستمرت حتى بعد أذان الظهر ليوم العاشر..
وهذا الوقت هو الذي فيه تم قتل سبط رسول الله صلى عليه وآله وسلم، ومن بعده الهجوم على مخيمات عائلته وحرقها بطريقة لم يشهد التاريخ قبلها وبعدها مأساة بهذا الهول والفجيعة.
وقد ذكرت كتب التأريخ المتواترة والمختلفة السند أن الإمام الحسين عليه السلام قد جاء إلى العراق وفق كتب استنجاد من أهلها بالنصرة على ظالميهم واستصراخ وما أن وصل الإمام إلى منطقة كرب وبلاء حتى قامت الجيوش الموالية للظالمين بمحاصرته وقطع سبيل الماء عنه لمدة ثلاثة أيام.
وفي اليوم الثالث بدأت المعركة التي قدم فيها الإمام للشهادة ثلة نقية النفوس من أهله وأصحابه الذين قدرتهم بعض الروايات باثنين وسبعين بعد أن رفض الإمام الرضوخ لهذا الحكم الظالم وتأييده ببيعته حيث قال إن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله لنا ذلك ورسوله وحجور طابت وطهرت.
ولازال المؤمنون حتى يومنا هذا يحيون هذه الذكرى الأليمة كلاٍ حسب طريقته فقد انقسموا بين معزٍ باكٍ قد غمر الحزن فؤاده وبين لاطم من شدة جزعه وكذلك تنوعت الشعائر التي تواظب عليها هذه الفئة المؤمنة ولسنوات طوال موروثة من آبائهم وأجدادهم فكانت متعددة بين اللطم بالزنجيل الذي قد يرمز لشدة الجزع من الحزم والضرب بالسيف الذي يرمز للمطالبة بالثأر والمشاعل التي يعبر فيها عن حرق الخيام لبنات الرسالة عليهم السلام وقرع الطبول الذي يرمز للطبول التي قرعت أثناء الحرب.
أما الخدمات التي قدمت فقسمت بين توزيع الغذاء والماء الذي يتمنى كل زائر نيل حصته منه لكونهم يعتبرونه من بركات ذكر الإمام الحسين عليه السلام وفي خضم ذلك كله أشرفت دوائر الصحة بكوادرها الطبية المختلفة والمتميزة من منتسبين ومتطوعين لبذل كل إمكانياتهم الصحية لا يطلبون منها مقابل سوى رضا الله ورسوله وعترته الأطهار.
اضافةتعليق
التعليقات