• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

الغضب.. شرارةٌ أنت من تُطلق لها العنان

مريم حسين العبودي / الأربعاء 04 كانون الثاني 2023 / تطوير / 1884
شارك الموضوع :

يندرج الغضب ضمن لائحة أكثر التصرفات والانفعالات البشرية التي تَذهب بهيبةِ صاحبها أدراج الرياح

الغضب، الانفلات من سيطرة الوعي، التبجّح بالصوت والجسد، التمرّد على التحكّم الذاتي واطلاق العنان للتدفق الكلاميّ دون مراقبة أو تشذيب. يتحوّل الإنسان الذي لا يلجمُ فرس غيظه إلى نارٍ حارقة، لا تُبصرُ في طريقها شيئاً، تلتهمُ الأخضر واليابس، تُسببُ خُدوشاً وجروحاً غائرة في قلوب الآخرين، تشوّه الطُرق المرصوفة التي توصلُ بينهم وبين أحبائهم، نارٌ يُرى الخراب الذي سببته بعد أن تخمد شرارتها، فلا يملكُ صاحبها بعد ذلك لنفسه ضراً ولا نفعاً.

يندرج الغضب ضمن لائحة أكثر التصرفات والانفعالات البشرية التي تَذهب بهيبةِ صاحبها أدراج الرياح، حيث تُحيله إلى مخلوق مناقض لما كان عليه في حالته الطبيعية السوية. يبدأ الأمر بعدم ترويض النفس وتدريبها على مواجهة مختلف المواقف الحياتية، فكما يحتاجُ الجسدُ تدريبات وتمارين مكثفة ليبني عضلاته، تحتاج النفس البشرية المزيد والمزيد من التمارين المكررة لضبط انفعالاتها وتصحيح مسارها المتعرّج.

عن الإمام الباقر (عليه السلام): "إن هذا الغضب جمرة من الشيطان تتوقد في قلب ابن آدم، وإن أحدكم إذا غضب احمرّت عيناه، وانتفخت أوداجه، ودخل الشيطان فيه".

بعد أن يتبين للإنسان في حال تعقله وسكون نفسه وانحسار غضبه، المفاسد الناجمة عن الغضب، والمنافع المترتبة عن كظم الغيظ، يتحتمُ عليه أن يتحكم بزمام نفسه، وأن يطفئ هذا السعير الحارق والنار المتقدة في قلبه، وأن يتحرر من الظلام والكدر، ويعيد لنفسه صفاءها ونقاءها. ويمكن أن يتم هذا الأمر بشيءٍ من مخالفة هوى النفس وإدامة النصح والإرشاد والتدبر في عواقب الأمور.

إنَّ علاج الغضب يكون من جهتين: علمية وعملية:

-  العلاج العلمي: وهو أن يتفكر الإنسان في تلك الأمور التي أوصلته لهذه الحال من الغضب والاحتدام ويمحّصها ويتفكر في جدواها.

-  العلاج العملي: وأهمه إبعاد النفس عن أول شرارة للغضب فور ظهورها. فإن الغضب أشبه بالنار التي تزداد شيئاً فشيئاً، وتشتد حتى يتعالى لهيبها وترتفع حرارتها وتسيطر على صاحبها حتى تحرقه، ثم يمتد تأثيرها حتى يُخمد نور العقل والإيمان ويطفئ سراج الهداية فيصبح الإنسان ذليلاً مسكيناً. فعلى المرء أن يأخذ حذره قبل أن يزداد اشتعال الغضب ويرتفع سعيره، وهنالك عدّة أساليب لإطفاء هذه النار، منها:

·أن يشغل نفسه بذكر الله تعالى وهناك من يرى وجوب ذكر الله في حال الغضب أو بأمور أخرى تقطع تفاعله الزائد مع الموضوع الذي أثاره وتبعده عن الغضب.

· أن يغادر المكان الذي ثار فيه غضبه.

· أن يغير من وضعه، فإن كان جالساً فلينهض واقفاً، وإذا كان واقفاً فليجلس.

·وهذه النقطة تخصُ الغضب على ذي رحم، فإن أحس بالغضب فليدنُ منه ويمسه، لأن الرحم إذا مسّت سكنت، كما في الرواية.

وفي رواية عن ميسر قال: "ذُكر الغضب عند أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقال: "إن الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتى يدخل النار، فأيما رجل غضب على قوم وهو قائم فليجلس من فوره ذلك، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان وأيما رجل غضب على ذي رحم فليدن منه فليمسه، فإن الرحم إذا مسّت سكنت".

إن كبح جماح الغضب في بداية ظهوره أمر سهل ولا يحتاج للعناء والتعب، وإذا أوقفه الإنسان في هذه المرحلة ومنعه من التفاعل، فسينفعه هذا في أمرين:

1-  يهدئ النفس ويقلل من اشتعال الغضب.

2-  يروض النفس ويؤدي إلى معالجتها الجذرية، وسيصل بالتالي إلى حالة الاعتدال والتوازن.

إنها حرائق تندلعُ باختيار صاحبها، فإن شاء منحها الوقود الكافي لتشبّ فيه وإن شاء أخمد جذوتها بماءٍ منهمر، وللمرء خياراتٌ واسعة في ذلك، فلهُ أن يختار غضب ذا النون (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عليه) ﴿٨٧ الأنبياء﴾ أو سكونُ موسى (وَلَمَّا سَكَتَ عَن مُّوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ ۖ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ ﴿١٥٤ الأعراف﴾ وأن يُحشر مع  الذين (وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ) ﴿٣٧ الشورى﴾.

الاخلاق
اهل البيت
علم النفس
الدين
القيم
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث

    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    التواصل مع الأطفال في سن ما قبل المراهقة والمراهقين

    آخر القراءات

    ومنهما كل شيء حي

    النشر : الخميس 05 تشرين الثاني 2020
    اخر قراءة : منذ ثانية

    من أسرار العترة الطاهرة في القرآن الحكيم (١)

    النشر : الثلاثاء 19 آذار 2024
    اخر قراءة : منذ 29 ثانية

    الأزياء المحتشمة.. موضة أم تغيُّر انطباعات؟

    النشر : السبت 23 تشرين الثاني 2019
    اخر قراءة : منذ 30 ثانية

    في عيد العمال: ماهو وضع المرأة العاملة في القطاع الخاص؟

    النشر : الأثنين 01 آيار 2023
    اخر قراءة : منذ 37 ثانية

    لماذا يعتبر إقصائك من المجموعة أمراً مؤلماً للغاية؟

    النشر : الخميس 23 آيار 2024
    اخر قراءة : منذ 54 ثانية

    متى يجب عليك تناول وجباتك اليومية؟

    النشر : الأثنين 29 آذار 2021
    اخر قراءة : منذ 56 ثانية

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 899 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 716 مشاهدات

    خوف من المستقبل: لماذا يطاردنا.. وكيف نواجهه؟

    • 322 مشاهدات

    ماذا لو أحببتَ علياً؟

    • 309 مشاهدات

    الإنسانية أولاً.. والاختلاف لا ينقضها

    • 308 مشاهدات

    قراءة في كتاب: إدارة الموارد البشرية

    • 303 مشاهدات

    قارئة تُشعل شمعة الأمل في ظلام الجهل .. حوار مع القارئة مريم العيساوي

    • 3875 مشاهدات

    هاجر حسين كقارئة: طموحات مستقبلية ورسالة ملهمة

    • 3354 مشاهدات

    شهيد العلم والمظلومية.. دروسٌ من سيرة الإمام الجواد للشباب المسلم

    • 964 مشاهدات

    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية

    • 899 مشاهدات

    الإمام محمد الباقر: منارة العلم التي أطفأها الظلم

    • 777 مشاهدات

    القليل خير من الحرمان

    • 716 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    الغدير.. وعد السماء للمؤمنين
    • منذ 4 ساعة
    وميض من التاريخ: تتويج إلهي بالولاية
    • منذ 5 ساعة
    جمعية المودة والازدهار تُنظم ملتقى "خادمات المنبر الحسيني" الثالث
    • منذ 5 ساعة
    هل أصبح البشر متعلقين عاطفياً بالذكاء الاصطناعي؟
    • منذ 5 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة