جميل أن نزرع بذور الخير في طريق حياتنا لنحصد ثمار يانعة بالحب بعد ما سقيت بماء التعاون والألفة وذلك من خلال تقديم ما هو مفيد للمجتمع بكل مستوياته العمرية والثقافية، وهذا ما سعى إليه فريق نكدر للإسناد النفسي في تقديم مبادرة انسانية يعود ريعها لدعم مرضى سرطان الأطفال من خلال برنامج لتعزيز السلوك الايجابي لدى الفتيات تحت اشراف المدربة وصاحبة الفكرة الاستشارية النفسية آيات أحمد.
مشاركات واسعة
أدلت لنا الطالبة المشاركة زينب كريم رأيها بالبرنامج قائلة: قدمت بشغف كبير للالتحاق بهذا البرنامج وخصوصا أنها تعني بالفتيات لتعلم فن الكروشية، غير أني اكتسبت مهارات أخرى سواء في الجانب النفسي والعملي والذهني وهذا ما جعلني أتخذ قرارا حاسما في المشاركة الدائمة بهكذا نشاطات هادفة.
فيما قالت المشتركة تقى عامر: إن مشاركتها جاءت رغبة منها في تقديم المساعدة لمرضى السرطان فقد يكون الأجر الذي شاركت به للانضمام إلى البرنامج قد يساهم في تلبية أبسط حاجة لطفل مصاب بهذا المرض.
وأكدت، بأنها دائما تشارك بهكذا نشاطات تتضمن مبادرات انسانية لمساعدة الآخرين ولتعزيز مهاراتها الثقافية والعملية.
مضامين البرنامج
وحدثتنا مدربة البرنامج الاستشارية النفسية آيات أحمد قائلة: لم يكن تخصصي الأكاديمي في الجانب النفسي هو تأدية عمل فحسب بل كان بالنسبة لي أسمى بكثير فهو رسالة انسانية مقدسة يمكن أن نستثمرها في العديد من الجوانب ولأني مؤمنة بمكنون ما أقدمه قررت في عام (2018) ان اشكل فريق (نكدر للإسناد النفسي) فكان أول بذرة ازرعها بحب لتبث الخير وبتعاون مشترك استطعت أن أقيم هذه المبادرة الانسانية والتي كانت بأسعار رمزية لنجمع ريعها ونتبرع بها لمرضى سرطان الأطفال.
وأضافت: لقد شهد البرنامج الذي أقيم على رحاب قاعة مركز شباب الوحدة الواقع في مدينة كربلاء المقدسة مشاركات واسعة لفتياتنا من عمر (11- 19) سنة، حيث تناول عدة فقرات ومحاور أساسية لتثقيف الفتيات وتقديم الدعم النفسي لهن.
مضيفة، هناك مزايا كثيرة تكمن داخل كل انسان ومنها السلوكيات الايجابية فقد كان تركيزنا على اظهارها من خلال سرد مجريات حياتنا لاكتشافها والعكس أيضا لمعرفة السلوكيات السلبية ومحاولة الابتعاد عنها وتجنبها، واشغال أفكارنا وأوقات فراغنا بما هو مفيد فكريا وعلميا ومهنيا.
هذا وقد تضمن البرنامج (12) محاضرة على مدار(3) أيام في الأسبوع بواقع خمسة ساعات يوميا حيث استمر نشاط البرنامج لشهر كامل.
وتابعت أحمد: تنوعت فقرات البرنامج بين محاضرات تثقيفية ونفسية لتعزيز السلوك الايجابي، وفقرة تعلم فنون الرسم وأخرى مختصة بتطوير القراءة وتعلم التصميم وأيضا تطوير مهارة التصوير، كما كان للأعمال اليدوية نصيب ضمن الفقرات المتنوعة واتقان فن التواصل الاجتماعي بين الروحي والسمعي والحركي والبصري.
زيارات ميدانية
ينتقل عمل آيات التطوعي ضمن برنامجها للفقرة الثانية وهي الجولات الميدانية ضمن القطاعات الصحية في المدينة، منها مؤسسة وارث الدولية للأورام ومركز الأورام والعلاج الإشعاعي في مستشفى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) التعليمي، حيث كانت تزور الراقدين من الاطفال المرضى بشكل دؤوب وتقدم لهم وجبات الطعام والحليب للرضع والثياب والهدايا وتوفر للمحتاجين اجور النقل وكل ما يلزمهم.
وتؤكد أحمد، أن مشروعها التطوعي لم ينجح بجهودها الذاتية لولا مساندة أصدقائها وأسرتها، فضلا عن المتبرعين الذين ساهموا بشكل كبير من جميع فئات المجتمع بتوفير كل الاحتياجات بعضها كتبرع وأخرى كانت تبتاعها بثمن أقل كدعم من قبلهم.
كما كانت تقيم رحلات ترفيهية خارج أسوار المشافي لتناول المثلجات أو الطعام في الأماكن المخصصة وزيارة ملاهي الألعاب والمتنزهات إذ تساهم هذه الجولات بمرحلة العلاج الارادي في حب الحياة والأمل بالشفاء.
ميلاد جماعي
هذا وقد شاركت آيات مع كادر مستشفى الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) التعليمي والمتطوعين بتجهيز استراحة خاصة للأطفال بشاشات للعرض وبرّاد للأطعمة وألعاب متنوعة ومستلزمات للتسلية كنوع من الترفيه بعد جرعات العلاج المضنية، وأيضا لإقامة حفلات أعياد الميلاد للأطفال، منها منفرد وأخرى بشكل جماعي إذ يصادف أحيانا تقارب تاريخ ميلادهم في نفس الأسبوع أو الشهر أو اليوم ذاته.
تقارب روحي
ختمت آيات حديثها: استطاع فريق نكدر للإسناد النفسي أن يصل إلى مبتغاه في مساعدة مرضى سرطان الأطفال فهو مبادرة تنطلق منهم وتعود إليهم ليشكل تقاربا روحيا، فما أقدمه من عمل انساني مرتبط بدعمهم، لذا أشكر كل من كان معي في البرنامج من الفتيات اللواتي ساهمن بالمشاركة والمتعاونين من الأصدقاء والمتطوعين، وأتمنى الشفاء لجميع المرضى الأطفال منهم والكبار.
اضافةتعليق
التعليقات