من الضروري ان تعرف كيف تجامل الناس وتشكرهم وتحادثهم، اذ بدون ذلك لا تستطيع ان تكسب احترامهم..
تعلم فن المجاملة..
ماهي المجاملة؟! ان البعض يظن ان المجاملة تتلخص في ان لا تكون غليظاً في التعامل مع الآخرين.. الا ان ذلك هو الجانب السلبي منها.. وهنالك جوانب ايجابية لابد من مراعاتها، فمثلاً تتضمن المجاملة المقدرة على تحويل مجرى النقاش الى الوجهة التي تلذ لمحدثك، ومحاولة كسب قلبه، قبل فرض رأيك عليه.
وطبيعي ان تلك ليست مشكلة مستعصية في التعامل مع صديق تعرفه معرفة وثيقة، وتفهمه حق الفهم. ولكن ماذا عساك تفعل لتتجنب ايذاء شعور شخص لا تعرف طبيعة إحساساته.. إليك فيما يلي تسع طرق لاكتساب فن المجاملة:
أولاً: حاول دائماً ان تروي للآخرين ما يلذ لهم، مما سمعت او قرأت ولا تهمل المجاملات العابرة، والتي تتضمن المديح المخلص الصادق.
ثانياً: اجتهد في ان تتذكر الأسماء والوجوه.
ثالثاً: اذا وضع الناس ثقتهم فيك، فانهض بها، ولاتكشف اي سر ائتمنوك عليه.
رابعاً: التزم ماامكنك ضمير المخاطب في مناقشاتك.
خامساً: لا تسخر من الآخرين ولا تستهزء بهم، بل على العكس اجعل دأبك ان تشعرهم بأهميتهم. سادساً: اكتسب المقدرة على القول المناسب في الوقت المربك.
سابعاً: اذا اتضح لك انك مخطئ فسلّم بذلك، فأفضل الطرق لتصحيح خطأ ما ان تعترف به في شجاعة وصراحة.
ثامناً: استمع اكثر مما تتكلم، وابتسم اكثر مما تتجهم، واضحك مع الآخرين اكثر مما تضحك منهم، وتوخ دائماً الا تخرج عن حدود المجاملة.
تاسعاً: لا تنتحل قط العذر لنفسك قائلاً لم أكن اعرف فالجهل بالقانون لا يعفي من عقاب خرقه. واعلم ان المجاملة، امر لا غنى عنه، حتى لقد اعتبرها خبراء العلاقات الإنسانية واصحاب الاعمال في المقام الاول بين الصفات التي لا بد منها للنجاح، وقال احدهم: إن الموهبة شيء عظيم، ولكن المجاملة شيء اعظم، فإذا أردت ان تحصل على مفتاح النجاح ، فتدرب على الطرق التسع التي اسلفناها، واعمل بها، وسوف تدهش لمدى النجاح الذي يكلل صلاتك بالناس ولمدى السرعة التي تكسب بها الفرص.
ولقد اعتبر الامام علي عليه السلام ( المداراة ثمرة العقل) وقال انها عنوان العقل مدارة الناس وايضاً قال عليه السلام: رأس الحكمة مدارة الناس.
تعلم كيف تشكر الناس..
اذا كنت تريد من الناس ان يقدروك، فإن عليك ان تمنحهم تقديرك المخلص. إن الشكر ليس مجرد تواضع مطلوب منك فحسب، بل هو حبل التواصل بينك وبين الآخرين، فالناس تقطع المعروف عمن لا يقدره.. من هنا فإن الشكر ترجمان النية ولسان الطوية، بينما اللؤم ان لا تشكر النعمة. ان شكرك لمن انعم عليك، ليس معروفاً تؤديه له، بل واجب عليك، لانه حق من حقوقه.. يقول الحديث الشريف: اما حق ذي المعروف عليك فأن تشكره وتذكر معروفه، وتكسبه المقالة الحسنة، وتخلص له الدعاء فيما بينك وبين الله عز وجل، فإذا فعلت ذلك كنت قد شكرته سراً وعلانية، ثم ان قدرت على مكافأته يوماً كافأته، وهنا ملاحظة هامة، وهي ان كثيرين يَرَوْن من واجبهم ان يشكروا الغرباء، ولكنهم يهملون شكر الأقرباء عندما يسدي هؤلاء اليهم معروفاً.. مثلاً قلّما يشكر الزوج زوجته على خدماتها. قلما يشكر الأولاد آباءهم على معروفهم ....... الخ. في الوقت الذي لابد ان نضع القاعدة الذهبية التالية نصب اعيننا دائماً الاقربون اولى بالمعروف.
ان كل من يقدم لك معروفاً مهما كان صغيراً يتوق الى ان يسمع منك كلمة شكر او تقدير على ذلك، وإذا لم تفعل فأنت تخيب امله فيك. يقول الحديث الشريف ان الله امر بالشكر له-تعالى- وللوالدين فمن لم يشكر والديه لم يشكر الله، ومن لم يشكر الناس فهو يهدم شخصيته أمامهم.
تعلم فن المحادثة..
المحادثة فن قائم بذاته.. وهو في ذلك مثل فن الخطابة يحتاج المرء الى التمرين عليه لاكتسابه. إن المحادثة الجيدة بحاجة الى اللباقة، والالتزام باحترام الرأي الاخر، وتعلم اُسلوب الكر والفر، وحسن التوقيت، وبراعة قولية الجملة. والابتعاد عن الاهانه والشتم، وعدم رفع الصوت بلا سبب وتجنب تحقير الآخرين.
وفي ما يأتي عرض لبعض الطرق التي تعيننا على ان نكون اكثر اقناعاً في المواقف اليومية:
أولاً - امنح نفسك خير مظهر. نحن ننزع الى الظن إننا نتأثر بما يقوله الاخر اكثر من تأثرنا بمظهره. غير ان التجارب تدحض هذا الاعتقاد، ومن هذا القبيل اختبار أجراه عالم النفس شيلي شايكن على 68 متطوعاً في جامعة مساتشوستس في امهرست.. فتبين ان الأكثر اناقة وجاذبية بينهم هم الأشد اقناعاً.
ثانياً-تعاطف مع المستمع. لقد وجد الباحثون اننا، في محاولة تعديل اذواق الآخرين ومواقفهم ،لابد لنا من التعاطف واياهم قبل طرح ارائنا عليهم.. ولذلك فان اكثر البائعين نجاحاً هم الذين يقلدون صوت الزبون وحركاته ووقفته وحالته النفسية، وربما شهقوا وزفروا مثله من غير قصد وهذا من شأنه احداث الأثر الأكبر في الزبون.
ثالثاً-اعكس تجارب المستمع. ان غير المتمرس يقفز تواً الى موضوعه الرئيسي، اما صاحب الخبرة فيحرص بادئ الامر على إشاعة جو من الثقة بينه وبين الاخر. فإذا عبر المستمع عن قلقه حيال امر ما، فانه يحاول إقناعه ان يعطي جواباً كالآتي اني افهم مالذي يبعث لديك هذا القلق. ولو كنت مكانك لراودني نفس الشعور، ان جواباً كهذا يكشف عن احترامنا لمشكلة الاخر، ولا بد من ان يخلق جواً من الثقة في ما بيننا.
رابعاً-الجأ الى ذكر الأمثلة واذكر قصص الآخرين وتجاربهم. يقول القران الكريم: (لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الالباب)، وفي بعض الأحيان يكون ذكر الخبرة الشخصية مؤثراً جداً.
اضافةتعليق
التعليقات
جنوب السودان2018-11-16
مشكلتي هو اني دايما هادي و انا ليس جيدا في محادثة الناس
ارجو منكم المساعدة