رفض والت ديزني صاحب مدينة الألعاب الكبرى في العالم انتاج أي فيلم ما لم يثبت أنه يملك ميزة البقاء. ففي العام ١٩٣٨م، بعد عمل دام ستة أشهر في فيلم "بينوكيو" أوقفت (والت) فجأة إنتاج الفيلم لمجرد اقتناعه بأنه يفتقر الى "قلب" وقال: "أي شيء لا يملك قلباً لا يمكن أن يكون جيداً أو يدوم، بالنسبة إليّ، والمرح يتضمن الضحك والدموع في آن".
وكان الحل بالنسبة اليه إبقاء صرار الليل الناطق، الذي قتل في مستهل الكتاب، قيد الحياة وجعله يلعب دور ضمير بينوكيو. ولإظهار "نفسية" صرار الليل النابضة بالحيوية طلب رسمة بسبعة وعشرين لوناً مختلفاً، (فجعل له، ليس فقط قبعة زرقاء وصدرة برتقالية وحذاء أصفر، بل ايضاً ألوان مختلفة لأهداب عينيه وداخل فمه وأخمص قدميه)، كما يروي مخرج الرسوم "وارد كيمبال"، ولهذا فإن بينوكيو بقي كفيلم يدهش أطفال العالم في كل مكان، منذ عشرات السنين وحتى الآن.
عادة لا يقتصر الناجحون على النجاح قصير الأمد، بل يعملون على النجاح طويل الأمد، ايضاً. فمن أفضل الأمور أن تمتلك نظرة مستقبلية بعيدة المدى، أي ان تمتلك حلقات متداخلة من الأهداف، وكلما أحرزت نجاحاً في حلقة، وسع دائرة الحلقة الأخرى..
فالنجاح لا يتوقف عند حد، إلاّ إذا توقف صاحبه، ومن الأهمية بمكان أن يبقى للإنسان هدف أعلى ينشد الوصول إليه مهما تحققت أهدافه، فالشعور بالوصول، مثل اليأس من الوصول، كلاهما يوقف زحف القوة الروحية للإنسان..
وإذا كان اليابانيون مثالاَ للنجاح فإن من أبرز صفاتهم: الاستثمار في المستقبل.. فالمجتمع الياباني يمتاز بنظرته التي تتجه نحو المستقبل بشكل كبير، فالشركات اليابانية مثلاً تسعى الى الربح السريع، أو الصعود الدوري للأسهم، ولكنها تقوم بترسيخ وضعها في السوق، هذا الوضع الذي يؤمل أن يؤتي ثماره على المدى الطويل، وهكذا تضع الشركات والحكومة أمامها خمس سنوات، أو عشراً وحتى عشرين عاماً تحاول أن تحقق خلالها ازدهاراً راسخاً، وهذه النظرية المستقبلية تتجلى في تشجيع اليابان للادخار.
اذ ان البعض يريد النجاح السريع، فهو كمن يطلب سندويشاً بدل أن يطلب طعاماً كاملاً، لأن إعداد السندويش لا يستغرق وقتا. ولكن الطعام الكامل يتطلب مزيداً من الجهد، ومزيداً من الصبر، ولكن هل نتيجة كل واحد منهما واحدة؟
بالطبع لا وفي كل الأحوال طلب النجاح طويل الأمد يتطلب أمرين: الأمر الأول هو الإعداد الطويل، والأمر الثاني هو عدم صبّ الاهتمام على النجاحات الصغيرة المتوفرة، لكيلا تنشغل بها عن النجاح الكبير.
اضافةتعليق
التعليقات