برزت تحديات غير مسبوقة في قطاع التعليم بعد اعتماد تقنية التعلم عن بعد في جميع مؤسسات العراق التعليمية، كاشفة بذلك ضعف القطاع التعليمي وعدم جاهزيته، كما هددت استمراريته، بالرغم أنه يعد الوسيلة الأفضل وتكاد تكون الوحيدة التي تضمن للفرد حقه للاستمرار في التعلم، في ظل الظروف التي فرضتها كورونا والتغيرات ما بعد ظهور السلالة الجديدة.
ومن جملة الصعوبات والمشاكل التي تواجه التعليم الالكتروني هناك حالة سلبية طفت على السطح ونود تسليط الضوء عليها في مقالنا هذا، ألا وهي تعرّض بعض الأساتذة للإساءة عن طريق التعليقات اللاأخلاقية من قبل حالات فردية لبعض الطلبة، وغلبت هذه المشاكل في المدارس الثانوية، خلال تقديم التدريسيين الدروس عبر التطبيقات الالكترونية مثل (الواتساب، تلكرام، فيسبوك)، ومع أن هناك ميزة تعطيل التعليقات في هذه التطبيقات لكن الكثير من الأساتذة يفضل فتح الدردشة لتحديد مستوى فهم الطالب والتواصل مع غير المستوعبين للدرس والرد على الأسئلة التي تدور في ذهنهم وضرورة توضيحها.
ويرجع هذا السلوك وردود الأفعال غير المهذبة إلى أسباب منها:
أولا: صعوبة الوصول لشخصية الطالب ومعرفة هويته الحقيقية لأنه يدخل برقم مجهول أو اسم وهمي مما يشجعه ويبعد عنه الخوف من العقاب، ويتيح له التعليق بطريقة غير محترمة تنبع من عدم التربية المنضبطة.
ثانيا: نمط العلاقة المختلة بين بعض المعلمين والطلبة ولعلها تكون خلافات بين الطالب والمدرس جعله يدخل باسم وهمي ويتجاسر متعمدا بأسلوب غير محترم لاستفزازه من باب الانتقام.
ثالثا: هناك أشخاص من غير الطلبة يدخلون على الروابط المتاحة للدروس غايتهم الإساءة واثارة المشاكل فقط.
يقال (إن من أمن العقاب أساء الأدب) ورغم انزعاج المدرسين إلا إنهم يقفون عاجزين عن رد الاساءة بالشكل المناسب للتصرف ازاء الموقف، لأسباب منها:
- عدم وجود قوانين رادعة تتماشى مع التعليم الالكتروني على الرغم من وجود قوانين تحاسب الطالب على سلوكه غير المنضبط أثناء التعليم الحضوري، فهل يا ترى هذه القوانين نفسها تطبق في التعليم الالكتروني؟ سؤال لا يعرف اجابته المدرسين.
- تعطيل بعض القوانين بحق الطالب ساعدت على الانفلات الأخلاقي مثل قانون الرسوب بالغياب.
- التعليم بالانتساب جعل الطالب يشعر أنه في غنى عن المدرسة والكادر التدريسي.
- كرم وزارة التربية في منح النجاح المجاني بوجود أدوار الأول والثاني والثالث واضافة العشر درجات والخمس درجات، أصبح الطالب في مأمن من الرسوب.
هناك منصات وانظمة مثل نظام (جوجل كلاس روم) تمتاز بسهولة الاستخدام لكن ليس للجميع سواء من الطلبة أو الاساتذة يستطيعون التواصل عبره لهذا يستعين الأغلبية بالتطبيقات المذكورة اعلاه لانتشارها وسهولة استخدامها.
إن غياب التواصل اليومي بين الأستاذ والطالب يؤثر كثيرا على استيعاب المادة العلمية، ولعل هذه المشكلة وغيرها تجعل المدرس يتوانى أو يضعف حضوره الافتراضي مما يؤدي إلى فتور التواصل مع الطلبة، ومن الحلول الناجعة هي انشاء منصة الكترونية محكمة ودخول الطلبة باسمهم الثلاثي الصريح ورقم هاتفهم، كذلك تكون موحدة تديرها مديريات التربية في المحافظات وتحت إشراف مشرفين اختصاص، في هذا الحال سيضمن المدرس حقه في رد الاساءة في حال حدوثها، كما أن الطالب سيفكر أكثر من مرة قبل الرد في التعليقات لعلمه أنه مراقب من قبل جهات أعلى.
اضافةتعليق
التعليقات