• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

‏حين تبدأُ الحياة... من الحياة!

‏زينب كاظم التميمي / السبت 16 آب 2025 / تربية / 481
شارك الموضوع :

ابدأ يومك بتحيّةٍ للحسين: “السلام عليك يا أبا عبد الله…”؛ فهذه الافتتاحية تُعدِّل بوصلتك قبل اندفاع النهار

حين تُطوى الرايات، وتخفت طبول المواكب، وتعود الخطى التي نَثرت غبارها على دروب كربلاء إلى رتابة البيوت والعمل وتشحُ الأنفاس يصمتُ الكونُ للحظة وتبدأ الحياة من الحياة، قد تَحسب بعضُ القلوب أن الموسم قد انقضى. لكنَّ من تعلّم من الحسين (عليه السلام) يدرك أنّ مواسم النور لا تُحاصر بزمن، ولا تُحَدّ بزمان زيارة أو أربعين؛ لأن الحسين ليس حادثةً تُروى، بل مِعيارٌ تُقاس به القلوب والأيام. ومنه تبدأ الحياة لذلك كان شعار العارفين: كلّ يومٍ عاشوراء، وكلّ أرضٍ كربلاء؛ شعارًا لا يُعلَّق على الجدران فحسب، بل يُحفر في السلوك والضمير.

‏إن الشعار ليست جملةً تُردَّد لتسكين الشوق، بل مِفصلٌ فلسفيّ وأخلاقيّ، كلّ يومٍ عاشوراء: أي أن امتحان الولاء والحقّ يتكرّر كلَّ صباح؛ تُعرض علينا خياراتٌ صغيرة وكبيرة—صدقٌ أو تلوّن، نصرةٌ لمظلوم أو صمتٌ بارد، ورعٌ في الحلال والحرام أو تهاونٌ يعتذر بالظروف.

‏وكلُّ أرضٍ كربلاء: أي أنّ ميادين الوقوف إلى جانب الحق ليست محصورةً برمال الطفّ؛ هي البيتُ والسوقُ والوظيفةُ والجامعةُ وممرات الحياة كلّها. حيثُ تكون أنت ويكون الحقّ، فثمّة كربلاء. وبهذا المعنى، لا ينتهي موسم الحسين إلّا إذا انتهى فينا الإحساس بالمسؤولية، ولا تزال راية كربلاء مرفوعةً ما دامت القلوب تقاوم الغفلة، والعيون تحتفظ بملح الدمع، والأيدي تُحسن حيث تستطيع.

‏إن محاولةُ الثبات جهادٌ ضدّ الغفلة فذكر الحسين جهادٌ خفيّ؛ لأن الغفلة تَنسِلُ بين الأعمال اليوميّة على مهلٍ، فتُطفئ جذوة الولاء شيئًا فشيئًا. لذلك فالمطلوب ليس “ذكرًا موسميًا” تَقوى حرارته ثم تخبو، بل رياضةٌ قلبيّة تُكرّس الذكر حتى يغدو عادةً راسخة.

‏ابدأ يومك بتحيّةٍ للحسين: “السلام عليك يا أبا عبد الله…”؛ فهذه الافتتاحية تُعدِّل بوصلتك قبل اندفاع النهار. ولنواجه ضجيج الحياة بلحظات صمتٍ تُسمّى: وقفة عاشوراء—دقائِقُ تأمّل في معنى التضحية والصدق، قبل قرارٍ صعبٍ أو توقيعٍ مسؤول أو كلمةٍ قد تجرح. وإذا شعرنا بثقلِ القلب، فالنستعد مشهدًا من الطفّ: طفلًا يُعطش، أمًّا تفقد ولدًا، فارسًا يختار الحقّ وحيدًا… هذه الصور ليست لاستدرار الدمع فحسب، بل لتذكير الإرادة بأنّ الكرامة ثمنُها عالٍ، وأنّ طريق الحسين لا يُسلك بخطى مرتابة.

‏ولتكن هذه الشعائر تحولا لنا حتى لا يضيعَ التعب سُدًى فالشعائر متعبة كالخدمة والمشي واللطم والبكاء. هذا الجهدُ أمانة. وأخوفُ ما نخاف أن يذوب في مجرى أيامنا سُدًى. فالمعيار الحقيقي لصدق الشعيرة أن تترك أثرًا أخلاقيًّا واجتماعيًّا بعد انقضاء الموسم

‏فإن كان اللطمُ حماسًا في الساحة، فليكن لطمًا للهوى في الخلوة قهرٌ للنفس وإذابة الحقد والغل من الصدر.

‏إن كان المشي تعبًا في الطريق، فليكن مشيًا إلى الصلة، صلة رحمٍ قُطعت، أو زيارة مريضٍ أهملناه، أو حتى تقوية صلتنا بإمام الزمان، وهذه صلة العرفاء.

‏وإن كانت الخدمة سقايةً وإطعامًا، فلتَصِر عادةَ كرمٍ لجارٍ معسرٍ أو طالب علمٍ محتاج. هكذا تتحوّل الشعائر إلى أخلاق، ويصير الموسم مدرسةً لا مهرجانًا.

‏وللنظم لنا برنامجًا عمليّاً بعد الموسم حتى تكن مقولة "كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء" تطبيقًا وليست كلامًا يُردد.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
الحب
الايمان
العقائد
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    المرأة ومفهوم التحرر المعاصر

    النشر : السبت 18 حزيران 2022
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    8 طرق مثبتة علميًا لتحقيق نوم أفضل

    النشر : الثلاثاء 16 تشرين الاول 2018
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    ما نوع بريدك؟

    النشر : الثلاثاء 10 آذار 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    اخسري وزنك بتناولك الحليب

    النشر : السبت 02 تموز 2016
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    قراءة نقدية في قصة: قنديل واحد لا يكفي

    النشر : الأربعاء 15 نيسان 2020
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    المسرح... اطلالة مشرقة في سماء كربلاء

    النشر : الثلاثاء 25 شباط 2025
    اخر قراءة : منذ 29 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 728 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 644 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 358 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 352 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 351 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 728 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 16 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 16 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 17 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 17 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة