يريد جميعنا تحقيق أشياء كثيرة في هذا العالم، ويحلم معظمنا بطموحات ونجاحات لا تُحصى ولا تُعدَ. وكلما كبرنا، كبرت الأحلام والطموحات معنا وباتت أكبر من تصورنا أو قدراتنا.
وهنا يقع الكثير منا في الفخ: بين الممكن والمستحيل، ما يمكننا تحقيقه وما لا نستطيع إنجازه ولا حتى مجرد التفكير به. والإنسان بطبعه طموح ومغامر، يحب أن يكون الأفضل والأكثر تميزاً، فيبقى يحاول ويسعى ولوكان لا يقدر على إتمام ما يصبو إليه.
وهنا تكمن المشكلة، تنازع الإنسان بين الممكن والمستحيل. لا يدرك معظمنا هذه المسألة فيبقى يتخبط في التجارب الفاشلة والمريرة التي تجعله يحقد على نفسه وعلى المجتمع والظروف، ظناً منه أنها تعاكسه أو تجلب له الحظ السيء فلا يحقق ما يصبو إليه. في حين أن الواقع أنه قد لا يكون قادراً على تحقيق أمر ما لأنه من المستحيل بالنسبة له، من حيث الإمكانيات أو القدرة أو الطاقة.
من الطبيعي أن يكون لدينا أحلام وطموحات بحجم الكون، فالإنسان بدون الطموح لا يختلف كثيراً عن الجماد، لكن تبقى العبرة في أن تكون طموحاتنا بحجم قدرتنا وأن نختار ما يلائمنا وما يناسبنا منها.
النجاح في تحقيق الممكن هو تحقيق للذات أكثر منه محاولة لإبهار الغير أو محاولة التفوق على الآخرين. النجاح الذاتي هو تفوق على الفشل وليس تفوقاً على الآخرين، ومن ينعم بهذا التفكير ويسعى لتحقيقه هو بالتأكيد إنسان سعيد وناجح وراضِ عن ذاته.
فليكن وعينا الحكم والفصل لنا في معرفة ما يمكننا تحقيقه وما يستحيل لنا تحقيقه، فهو الأقدر في تصويب بوصلة مسيرنا في الحياة. ليكن إدراكنا للأشياء الممكنة أكبر وأشمل من تمنياتنا لأشياء يصعب علينا تحقيقها لأن لا إمكانيات متوافرة لدينا لها. فالسعادة ليست في الحلم بالمستحيل بل بعيش نتيجة الممكن الذي أصبح حقيقة ملموسةً بين يدينا.
ولا ضير من محاولة تحسين الذات وتثقيفها وتدريبها لتعلم شيء جديد كان صعباً علينا في يوم من الأيام فتحقيق أي شيء في الحياة يصبح ممكناً إن كنا مستعدين ونملك الأدوات لتحقيقه. لكن إن لم نستطع تحقيق شيء ما حتى ولو جهدنا في تحضير ذواتنا لتحقيقه، لا يجب أن نحزن وأن ننغلق على أنفسنا. يبقى لنا شرف المحاولة في وقت لا يجرؤ كثيرون على مجرد التفكير في شيء صعب خضناه ولم يكن محتوماً لنا.
اضافةتعليق
التعليقات