سواء كانت بالطعام أو في الحلوى، فإن الحبة السوداء -أو حبة البركة كما يُطلق عليها البعض- منتشرة بشكل كبير في الدول العربية. لكن، هل كل استخدامات الحبة السوداء مفيدة، أم أن لها أضراراً لا نعرفها؟ في هذا التقرير، نتحدث عن الحبة السوداء: أضرارها، والجرعة المناسبة لاستهلاكها، وكذلك فوائدها المتعددة.
ما هي الحبة السوداء؟
هي حبة تؤخذ من نبتة تنمو في حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي نبات مزهر سنوي ينمو طوله إلى 20-30 سم. تحتوي هذه الزهور على 5-10 بتلات، والألوان عادة ما تكون صفراء أو بيضاء أو وردية أو زرقاء شاحبة أو بنفسجية باهتة والتي سرعان ما تتحول إلى اللون الأسود عند تعرضها للهواء. ومن هنا يأتي اسم «الحبة السوداء». لكن تطلق عليها عدة مسميات مثل الكمون الأسود في السودان، والكمون الهندي، والشونيز بالفارسية، والكزبرة الرومانية، والكراوية السوداء ((Black Caraway بالإنجليزية، وتُعرف في بلاد الشام ومصر بحَبَّة البركة.
مم تتكون الحبة السوداء؟
أُجريت دراسات عديدة لتحديد تركيبة بذور الحبة السوداء، وتشمل مكوناتها: زيت ثابت، بروتينات، قلويدات (مركب كيميائي أيوني تكون فيه الفلزات القلوية هي الحاملة للشحنة الكهربائية)، سابونين (مواد شبه قلوية شديدة المرارة)، وزيوت نباتية. استُخدمت حبة البركة لصنع الدواء منذ أكثر من 2000 سنة على يد القدماء المصريين. وتُستخدم أيضاً في صناعة الأدوية العشبية العربية التقليدية لعلاج كثير من الأمراض.
أضرار الحبة السوداء
يعد تناول الحبة السوداء عن طريق الفم بكميات صغيرة بعد إضافتها إلى المأكولات آمناً، لكنها كغيرها، لها بعض الأضرار، نذكر منها:
يمكن أن تسبب البذور السوداء طفحاً تحسسياً عند تناولها عن طريق الفم أو وضعها على الجلد. وغالباً ما يكون هذا الطفح مصحوباً بإحساس بالحكة.
عندما تؤخذ عن طريق الفم قد تسبب اضطراباً في المعدة أو القيء أو الإمساك.
قد تزيد من خطر النوبات لدى بعض الناس.
يحذر مركز ميموريال سلون كيترينج للسرطان MSKCC من أن البذور السوداء يمكن أن تخفض ضغط الدم أكثر من اللازم، خاصةً إذا تزامن تناولها مع استخدام دواء مدرٍّ للبول أو خافض للضغط.
هذا مع العلم أن انخفاض ضغط الدم يعيق نقل الأكسجين إلى المخ والقلب والأعضاء الأخرى. وهذا يمكن أن يؤدي إلى التعب، والغثيان، وعدم وضوح الرؤية، وضيق التنفس، والدوخة، والدوار وفقدان الوعي، وهو ما يهدد حياة الإنسان. لا ينبغي للنساء الحوامل تناول البذور السوداء. هذا يرجع لحد كبير، إلى حقيقة أن الحبة قد تؤثر في تقلصات عضلات الرحم.
من المعروف أيضاً أن البذور السوداء تتفاعل سلباً مع كل من العلاج الكيميائي والإشعاع.
نظراً إلى أنه قد يعمل مضاداً للأكسدة في الجسم، فإن هذا الملحق العشبي يمكن أن يقلل من فاعلية علاجات السرطان القياسية.
قد يُخفّض استهلاك الحبة السوداء من مستويات السكر في الدم عند بعض الأشخاص، لذا يُنصح الأشخاص المصابون بداء السكري بمراقبة مستويات السكر في الدم بشكل دائم عند استهلاكها، أو إدراجها ضمن البرنامج الغذائي اليومي لمريض السكري.
قد يسبب تناول الحبة السوداء تورماً في الشفتين أو اللسان أو الحلق أو الوجه، وكذلك إحساساً بالوخز في الفم والدوار والغثيان والقيء والإسهال وتشنج البطن. والسبب حساسية قد يعانيها شخص ما عن غيره.
الجرعة المناسبة لاستهلاك الحبة السوداء
لا يُنصح باستخدام حبة البركة بكثرة، كما أنّها لا تغني عن العلاج والأدوية التي يصفها الطبيب. كما يُنصح باستهلاكها بعد طحنها فوراً، لأن إذا طُحنت وتُركت للاستخدام بعد فترة، فإن المواد المفيدة داخلها تذهب فاعليتها، لاحتوائها على الزيت الطيّار. وينصح موقع WebMed، وفق دراسات أجراها، باستخدام جرعات مناسبة لاستهلاك الحبة السوداء على الشكل التالي:
لمرضى الربو:
2 غرام من البذور السوداء المطحونة، تُستخدم يومياً مدة 12 أسبوعاً. تناول 500 ملغ من زيت الحبة السوداء مرتين يومياً مدة 4 أسابيع. بالإضافة إلى ذلك، استهلاك 15 ملي/كغم من مستخلص البذور السوداء يومياً مدة 3 أشهر. واستخدام جرعة واحدة من 50-100 ملغم/كغم. استخدام غرام من مسحوق الحبة السوداء مرتين يومياً مدة تصل إلى 12 شهراً.
لارتفاع ضغط الدم
تناول 0.5-2 غرام من مسحوق الحبة السوداء يومياً مدة تصل إلى 12 أسبوعاً. واستخدام 100-200 ملغ من زيت الحبة السوداء مرتين يومياً مدة 8 أسابيع.
فوائد الحبة السوداء
الربو: وفقاً لدراسة نُشرت عام 2007، تناول 29 شخصاً مصاباً بالربو علاجاً بالحبة السوداء يومياً مدة 3 أشهر.
أظهرت نتائج الدراسة أن أولئك الذين عولجوا لديهم تحسينات أكبر بكثير في وتيرة وشدة أعراض الربو مثل الصفير.
ارتفاع ضغط الدم: في دراسة نُشرت عام 2008، وجد الباحثون أن حبة البركة تساعد في مراقبة ضغط الدم.
بعد 8 أسابيع من العلاج مرتين يومياً مع خلاصة حبة البركة، كان لدى المرضى الذين يعانون ارتفاع ضغط الدم الخفيف انخفاض أكبر في ضغط الدم.
سرطان البنكرياس. تشير النتائج المستخلصة من الأبحاث إلى أن حبة البركة قد تساعد في إعاقة تطور سرطان البنكرياس.
في سلسلة من الاختبارات، اكتشف العلماء أن الثيموكينون Thymoquinone (المكون الرئيس لزيت حبة البركة) خفض بشكل كبير مستويات المركبات المؤيدة للالتهابات الموجودة في أورام البنكرياس.
تعزيز صحة الشَّعر: يؤدي زيت الحبة السوداء دوراً كبيراً في تحفيز نمو الشَّعر، وزيادة كثافته، ومنع تساقطه.
الحفاظ على البشرة: تدخل الحبة السوداء في علاج بعض مشاكل البشرة مثل حَب الشباب.
وإن احتواءها على مضادات الأكسدة والأحماض الدهنية الأساسية المفيدة مثل اللينوليك يجعلها تساعد في علاج جفاف الجلد.
علاج التهاب الحلق: أظهرت بعض الأبحاث أن للحبة السوداء دوراً مهماً وفعالاً في معالجة التهابات الحلق واللوز المختلفة، بالإضافة إلى أن لها خصائص تجعلها تساعد في التخفيف من أعراض الربو.
مضادة للجراثيم والالتهابات: تساعد الحبة السوداء على تقوية المناعة ومحاربة بعض الأمراض، وذلك نتيجة احتوائها على زيت الثيموكينون Thymoquinone، الذي يعد مضاد أكسدة قوياً جداً.
للحبة السوداء نتائج فعالة في الوقاية من أضرار الإشعاعات الخارجية، خاصةً التي تسبب تلف خلايا الدماغ.
تساعد في معالجة إدمان المخدرات، ومساعدة الجسم في التخلص من السموم.
تحسين البصر: يساعد زيت حبة البركة على تحسين الإبصار وعلاج عدوى العين، ولهذا الغرض يمكن استعمال الزيت لتدليك الجفون قبل الذهاب إلى النوم. حسب عربي بوست
اضافةتعليق
التعليقات