لماذا تنقلب علينا الأشياء؟؟ سؤال طرحه (ايدورد تينر) في كتابه التكنولوجيا وإنتقام العواقب الغير مقصوده.. سؤال وجيه حقاً إذا وجهناه من ناحيه إنقلاب نعمة التكنولوجيا الحديثة إلى تحديات إجتماعيه وفكريه؟؟
عندما هبت رياح وأعاصير التكنولوجيا العصرية قادمة إلينا من بلاد الغرب محمله بذرات غبار الفكر الأوربي.. هل كانت تحمل معها شوائب من الشظايا النارية المدمرة لأفكار ومعتقدات شبابنا؟؟ أم نحن من أخطأ الإستخدام وحرف مساره عن جادة الطريق؟؟
إن التكنولوجيا سلاح ذو حدين، تحمل بذور الخير والشر، وكلٌ يستخدمها حسب رغباته وشهواته.. والآية الكريمة كفيلة بإيضاح عواقب الأمور [ فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره ]. فمن يقوم بتسخير التكنولوجيا العصريه لمصالحه الشخصيه التي لا تتنافى مع قواعد وأركان الدين الإسلامي سيحصد نتائج طيبه، لأنه زرع بذور طيبه، فلما آتت أكلها، كانت ثماراً طيبه، فالورد المحمدي لا يمكن أن يعطي شوكاً. أما من يقوم بزراعة بذور شوكية لن يحصد سوى الشوك. فالتكنولوجيا العصريه، الإنترنت على سبيل المثال وفّرت الكثير من العلم والمعرفة لمن أراد ذلك، فالطالبة الآن أصبحت قادرة على إجراء البحوث في دقائق معدوة، بالدخول على مواقع محركات البحث المختلفة، فليس عليها سواء ادراج إسم الموضوع المراد البحث عنه، وستظهر لها النتائج كما تريد. كما أنه يعد وسلية لتنمية المهارات والإبداعات الفردية، فمن تهوى الكتابة بات بإمكانها كتابة مواضيع مختلفة وبكل حرية على صفحات المنتديات المتعدده، فيقوى قلمها شيئاً فشيئاً. ومن تعشق القراءة لها ذلك أيضاً، فالكثير من الكتب محمّلة على المواقع الإلكترونية. وبذلك يتكون لديها مخزون ثقافي ضخم تستطيع من خلاله الدخول في مناظرات مع الأطراف الأخرى وتعليم الغرب بالدين الإسلامي المحمدي وليس اليزيدي. لتحصل على الأجر والثواب، و التسلية وإمضاء الوقت في نفس الوقت.
أما من أساء إستخدامها، فعزف عن المواقع الدينية، و استخدم المنتديات للترويج إلى الكلام الفارغ والمسخره، والبعض لجئ الى دخول المواقع الإباحية، وأخريات طوال يومهن ماكثين أمام شاشة الكمبيوتر يدردشون مع كل من هبّ ودبّ في غرف الدرشات للنقاش في حوارات ساخنه من السخافه وقلة الأدب، فكانت النتيجة الوقوع في مصيدة القناصين.
والآن ما الحل يا ترى؟؟ انعيد أمجاد بداية ولادتها؟؟ فنعمل مثل الذين فتحوا نوافذهم على مصراعيها شوقاً لإستقبالها والترحيب بها..وعدم الإكتراث بما يجري حولنا من مشاكل ومصائب تتحمل ويلاتها عوائل الكثير من فتيات مجتمعنا؟!؟ أم نعمل مثل اللذين ..صدّو أبوابهم في وجهها، وأحكموا غلقها..؟؟ لاقينا بأعباء الذنب على كاهلها ؟؟
لا هذا ولاذلك فكما يقولون خير الأمور الوسط، لابد من الإعتدال.. خصوصا وأن الجميع في نهاية المطاف سلّم بها واعتبرها حقيقة لا مجال للفرار منها.. فلابد من تقبلها مع اخذ بعض الملاحظات بعين الإعتبار.. ومن جملة هذه الملاحظات التركيز على التربية الصحيحه، لينغرس الإيمان، ويتكون الوازع الديني لديهن. فليس من المعقول مراقبتهن دائماً والوقوف على رؤسهن كالعمود! ولكن من البداية نربيهن تربية صحيحه تضمن لنا سلامتهن من الإنحراف عن الصراط المستقيم. والعمل جاهداً على عمل برامج وأنشطة شبابية للترويح عن أنفسهن، والقضاء على شبح الملل الجاثم على قلوبهن. وتأسيس المؤسسات الشبابية التي تتيح لهن الإبتكار والإبداع وإثبات ذواتهن.. كما يفعل الغربيون مع فتياتهم. فالإسلام لم يحبس المرأة في المنزل كما نحن فاعلون الآن، فتضييق الخناق كثيراً على الفتيات يؤدي إلى فقدانهن فالضغط يولد الإنفجار، وترتسم لديهن صورة بشعة عن الإسلام، فيبحثون عن متنفس من جانب آخر وبأي طريقة أو سلوك.. وتبدأ المشاكل!
اضافةتعليق
التعليقات