قال الصادق الامين(صلى الله عليه وآله):" يا أنس، أكثر من الطهور يزيد الله في عمرك، وإن استطعت أن تكون بالليل والنهار على طهارة فافعل، فإنك تكون إذا مت على طهارة مت شهيدا".(١)
الطهور كما هو معروف أن يبقى الإنسان طاهراً وهو يبدأ من طهارة البدن من كل نجاسة أو أوساخ، لذا يستحب أن يكون الإنسان على وضوء دائماً بل كما إن هناك في الروايات إشارة إلى "أن الوضوء على الوضوء كالنور على النور".(٢)
كما أن للطهور مراتب أدناها أن يكون في القالب البدني وأعلاها يكون في القلب المعنوي، فعن الامام الصادق(عليه السلام):
"اذا أردت الطهارة والوضوء فتقدم الى الماء تقدمك الى رحمة الله، فإنّ الله تعالى قد جعل الماء مفتاح قربته ودليلاً على بساط خدمته، وكما أن رحمة الله تطهّر ذنوب العباد كذلك النجاسات الظاهرة يطهرها الماء لاغير". (٣)، وكلاهما يجعلان الإنسان متنعم بمرتبة من مراتب رحمة الله تعالى.
وهذه الرحمة أيضاً أشار لها النبي (صلى الله عليه واله) في حديثه لأنس، إذ أشار إلى ثمرتين للطهارة الدائمة:
أولها : دنيوية فطهارة الظاهر تؤثر على طهارة الباطن فأثارها تنتقل شيء فشيء ، فكما يكون المتطهر حريصاً على طهارة ظاهره، سيبدأ بالحرص على طهارة باطنه، بل إن الوضوء يذهب الالام النفسية كالهموم والغموم، قال رسول الله(صلى الله عليه واله): " أوله ينفي الفقر وآخره ينفي الهم"(٤)، وقال(صلى الله عليه واله):" إذا غضب أحدكم فليتوضأ"(٥)، فالنفس الصحيحة السليمة تؤثر على سعادة وراحة الإنسان وبالتالي تؤثر على طول عمره، وهذا لعله وجه من وجوه ما أراد أن يشير إليه النبي صل الله عليه واله.
الثانية: الأخروية وهي نيل مرتبة الشهيد، فالإنسان كلما كان طاهر البدن والنفس كانت له روح سامية ترى الحق وتشاهد الحقائق التي تجعلها تزهد بالحرص للعمل لدنيا فتعمل لاخرتها، فالذي يقتل في سبيل الله تعالى إنما يسمى شهيداً لأنه شهد أي شاهد ببصيرته حقيقة هذه الدنيا فزهد بها وأخرج حبها من قلبه فسمى بروحه وارتقى الى حيث الرفيق الأعلى.
بالنتيجة بيان هذه الثمرة العظيمة يستحق أن لا نغفل عن الإتيان بمقدماتها وهي ليس فقط التطهر بل المداومة والبقاء على ذلك دائماً في أبداننا بماء أنزله تعالى لنا من السماء، وفي قلوبنا بماء الاستغفار الذي يصعد منا إلى الغفار.
—————
اضافةتعليق
التعليقات