تختلف الأنماط الحياتية للجميع ويرجع ذلك التفاوت لشيء غاب عن الكثير وهو التفكير، وليس مبالغة القول إنَّ التفكير هو الذي يرفع شعوباً ويضع أخرى، فإذا كان السبب الذي يجعل الأمم متقدمة وأخرى متخلفة فهو التفكير. من هذا المنطلق عقد الاجتماع الشهري لنادي اصدقاء الكتاب حيث كان كتاب المناقشة هو "التفكير" للكاتب الدكتور ميثم السلمان.
فقد أهتم علماء النفس الى أهمية هذا الجانب في حياة الانسان فشرعوا يدرسون الدوافع والموانع ويضعون القواعد للتفكير السليم وهذا مايحاول أن يقدمه مؤلف الكتاب من خلال دراسته لعلم النفس التربوي من جهة والعلوم الاسلامية من جهة اخرى.
والكتاب يظهر عظمة ما تذّخر به كنوز الحكمة والمعارف الموروثة عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل البيت (عليهم السلام) ومايحويه الفكر الاسلامي العملاق المتمثل في الفلسفة الاسلامية وعلوم القرآن والحديث واللغة وعلم الفقه وأصول الاخلاق والعرفان
ويتخلص الكتاب بعدة اقسام:
منها القسم الاول الذي يحتوي على التعريف بماهية التفكير ومهامه، والتفكير في الفلسفة الاسلامية وقواعد التفكير في الاسلام، وتوضيح دور القرآن في تحريك دواعي التفكير وتصحيحها ليأتي الى الفكر والتفكير في الثقافة الاسلامية ودوره في ارساء الايمان والاشارة الى ان التفكير فريضة على المؤمن لاتصح النية ولا العبادة دون تفكير والعمل كله بغيره.
وأما القسم الثاني من الكتاب يحتوي على التطرق للتفكير في علم النفس والدراسات، فالخصائص العامة للتفكير هي العلاقة بين التفكير واللغة والاشكالية كمحرك للتفكير والتفكير خاصية انسانية مثل الاصالة والمرونة والسرعة والخبرة والشخصية الانسانية، ومستويات وآليات التفكير نظرية كانت ام عملية على الانسان ان يوظف المنظومة الكاملة لهذه العمليات تبعاً لشروط ولدرجة استيعابه لها.
أما بالنسبة لتصنيف التفكير فهنالك تصنيفات كثيرة لأنواع التفكير ومنها التفكير الحسي العملي،والتفكير المجرد النظري . وغيرهم صنفه بانواع اضافية..
وفي ما يخص وظائف التفكير فقد اقتصر على وظيفتين اساسيتين وهما: إنشاء المعاني والاستدلال.. وقد اثبت الكاتب أن التفكير مهارة وأمر يجب تعلمه ومعرفة ان التفكير مهارة هو الخطوة الاولى للقيام بعمل لتحسين تلك المهارة وتطويرها ..
ويتطرق أيضاً الكاتب الى انواع التفكير ومعوقات التفكير والتعرف الى انماط مهارات التفكير ومنها: التخطيط، المراقبة والتقييم وهذا تحت مهارات التفكير فوق المعرفية.
اما مهارات التفكير المعرفية فهي مهارات التركيز ومهارات جمع المعلومات والتذكر وتنظيم المعلومات ومهارات التحليل وغيرها ..
كما كانت من فصوله الابداع والتعريف بالتفكير الابداعي ومراحله وهي مرحلة العمل الذهني ومرحلة الاحتضان ومرحلة الاشراق أو الالهام ومعرفة طرق التدريب عليه وتحسينه وكذلك التعرف الى عوائقه والابتعاد عنها..
كما كان هنالك عدة أساليب للتفكير منها الطبيعي والمنطقي والرياضي ليختتم بالتعريف بالتفكير السليم والاخطاء التي يجب تجنبها ومنها النظريات والافتراضات ومايطرأ على الذهن وأراء الاخرين والالتزام بأنماط التفكير المثلى للانسان، ومنها التفكير العام والشمولي والمتخصص والواقعي والتكاملي ..
وقد أبدين المشتركات تفاعلهن ومدى استفادتهن ومطالبتهن بتناول كتب مثيلة لما عادت من فائدة وتعرف اكثر لمضمون التفكير وماهيته ..
وجدير بالذكر ان نادي اصدقاء الكتاب اسسته جمعية المودة والازدهار والذي يهدف الى تشجيع القراءة والمطالعة عبر غرس حب الكتاب وفائدته في المجتمع.
اضافةتعليق
التعليقات