24 كانون الثاني/يناير اليوم الدولي للتعليم وسيكون شعار منظمة اليونسكو هذا العام "تغيير المسار، إحداث تحوُّل في التعليم" وقد أشار التقرير العالمي الذي نشرته اليونسكو مؤخراً عن مستقبل التربية والتعليم، بالتفصيل إلى أنَّ إحداث تحوُّل في المستقبل يقتضي إعادة التوازن على وجه السرعة إلى علاقاتنا مع بعضنا البعض ومع الطبيعة، وكذلك مع التكنولوجيا التي تتغلغل في حياتنا حاملة معها فرصاً لإحراز التقدم من جهة، ومثيرة مخاوف شديدة بشأن الإنصاف والإدماج والمشاركة الديمقراطية من جهة أخرى.
وسيكون الاحتفال باليوم الدولي للتعليم لهذا العام بمثابة منصة لعرض أهم التحولات التي يجب تطويرها بغية إنفاذ الحق الأساسي للجميع في التعليم، وبناء مستقبل يتسم بقدر أكبر من الاستدامة والإدماج والسلم كما سيثير الاحتفال بهذا اليوم نقاشات بشأن كيفية تعزيز التعليم بوصفه عملاً عاماً ومنفعة عامة، وكيفية توجيه التحوُّل الرقمي، ودعم المعلمين وصون كوكب الأرض، وإطلاق الطاقات الكامنة لدى كل شخص لكي يتمكَّن من الإسهام في تحقيق رفاهنا الجماعي والحفاظ على بيتنا المشترك.
وأدلت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، بالتصريح التالي: "إن التعليم هو الركيزة الأساسية لأهدافنا في مجال التنمية المستدامة حتى عام 2030؛ فإن فشلنا في مجال التعليم، ستفشل معه الهيكلية الإنمائية".
وتشير الأرقام التي أصدرتها اليونسكو إلى وجود 258 مليون طفل غير ملتحق بالمدرسة، كما أن نسبة كبيرة من الأطفال الملتحقين بالمدارس لا يحصلون على تعليم جيد، ويبلغ عدد الأطفال الذين يعانون من صعوبات في القراءة والحساب 411 مليوناً، مع أن ثلثيهم يرتادون المدرسة وهناك 617 مليون طفل ومراهق لا يستطيعون القراءة والكتابة والقيام بعمليات الحساب الأساسية.؛ وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، يقل معدل إتمام المرحلة الدنيا من التعليم الثانوي عن 40%، ويبلغ عدد الأطفال واللاجئين غير الملتحقين بالمدارس زهاء 4 ملايين نسمة.
ومن ثم فإن حق هؤلاء في التعليم يتم انتهاكه، وهو أمر غير مقبول أما بالنسبة للعراق كان يعد من البلدان الأولى عالميًا بمستوى التعليم لغاية ثمانينيات القرن الماضي وفقًا لتصنيفات اليونسكو، إلا أن المنظمة ذاتها حدثت تصنيفاتها لتضعه ضمن أكثر البلدان التي تعاني صعودًا كبيرًا في نسب الأمية يتجاوز 47% (للأعمار بين 6 -55 عامًا)، كما لا توجد في العراق ضوابط معينة تلزم الأهالي بإدخال أطفالهم إلى المدارس ودور التعليم المختلفة بالتالي فإن التعليم ينحدر نحو الحضيض مالم تتدارك الجهات المسؤولة هذا الأمر وتضح الحلول الأسرع والأنسب لكل الظروف الاقتصادية والتدهور السياسي الذي يشهدهُ العراق لتنقذ ما بقي من التعليم.
وقالت المديرة العامة لليونسكو: "لكي نواجه تحديات المستقبل، لسنا بحاجة إلى استثمارات ضخمة وحسب، وإنما إلى إصلاح للنظم التعليمية".
ويجب وضع مقاربة جديدة للتعليم لكي نخوّل الأجيال المستقبلية مواجهة التحديات الكبرى بطريقة أفضل، مثل الثورة الرقمية وحالة الطوارئ البيئية وحالات التطور في مجال الطب كذلك وغيرها من الأمور التي تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر يقضية التعليم.
وشدد الوزيران من النيجر وفرنسا على الدور المركزي الذي يشغله التعليم، إذ أشار السيد إبراهيما غيمبا-سايدو إلى "أن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أخرجت 15 ألف قرية في النيجر من العزلة من خلال إفساح المجال أمامها للوصول إلى المعارف" وعقّب جان ميشال بلانكير قائلاً: "يتمثل أحد أكبر التحديات التي نواجهها في مواكبة المدرسين وتدريبهم في القرن الحادي والعشرين، لأن التعليم هو دعامة مجتمعاتنا التي يشغل فيها المدرس مكانة أساسية".
وبدون ضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع، لن تنجح البلدان في تحقيق العدالة بين الجنسين وكسر دائرة الفقر التي من شأنها تخلّف ملايين الأطفال والشباب والكبار عن الركْب بالتالي تجعلهم يعانون بشكل مضاعف للحصول على حياة كريمة.
واليوم، ما زال 258 مليون طفل وشاب غير ملتحقين بالمدارس، نتيجة لكل هذا فإن مستقبل نجاح الفرد بأي رقعة جغرافية يكون محورهُ الأساس هو التعليم.
اضافةتعليق
التعليقات