• الرئيسية
  • كل المواضيع
  • الاتصال بنا
facebook twitter instagram telegram
بشرى حياة
☰
  • اسلاميات
  • حقوق
  • علاقات زوجية
  • تطوير
  • ثقافة
  • اعلام
  • منوعات
  • صحة وعلوم
  • تربية
  • خواطر

رايات تعانق السماء... تتجه صوب كربلاء

زهراء جبار الكناني  / السبت 16 آب 2025 / حقوق / 455
شارك الموضوع :

بين حشود الزائرين، تلوح رايات بألوان وأحجام مختلفة، تُرفع عاليًا فوق الرؤوس

رصدنا في جولتنا الميدانية بين الزائرين العديد من النساء والشباب والشيوخ، وحتى الأطفال، يحملون رايات مختلفة الألوان في رحلة مسيرهم التي امتدت من قعر بيتهم حتى دخولهم إلى تخوم مدينة كربلاء المقدسة.

ارتأت (بشرى حياة) التقصي حول غايتهم المنشودة من حملهم لهذه الرايات، وما هو البعد الفكري والوجداني منها...

ألوان الرايات ودلالاتها

في الطريق إلى كربلاء، تتنوع الرايات بين الأسود، والأخضر، والأحمر، والأبيض. ولكل لون دلالة؛ فالأسود يعكس الحزن والمواساة، أما الأخضر فرمز الأمل والانتماء لأهل البيت، والأحمر يرمز للدماء والشهادة، بينما الأبيض يعبّر عن النقاء والسلام.

يقول مهند سلمان، أحد الزائرين من أهالي مدينة الناصرية:

"رايتي سوداء لكنها محمّلة بالنور. أحملها من بيتي إلى أن دخلتُ مدينة كربلاء المقدسة، لأخبر العالم أن الحسين لا زال حيًّا في ضمائرنا. وقد اعتدتُ على حمل الراية في كل عام، والمسير بها، ولا أشعر بأيّ تعب أو تثاقل من حملها."

وأضاف: "كما أن هناك نساءً كثيرات يعقدن النذور بربط أطراف الراية أثناء مسيري، خصوصًا مَن لا تستطيع المسير إلى كربلاء؛ فعقيدتهن أن ربط الراية سيمنحهن نيلَ مرادهن، سواء بانقضاء حاجة أو نيل ثواب الزيارة."

بُعد اجتماعي

كما تحمل الرايات بعدًا اجتماعيًا مهمًا، فهي تُستخدم لتحديد مواكب الزائرين، وجمع الأفراد من مناطق أو بلدان أو عشائر واحدة تحت راية واحدة، مما يعزز روح الجماعة والوحدة.

حدثنا مسلم الخزاعي من مدينة النجف الأشرف، قائد أحد المواكب في المسير، قائلًا:

"رايتنا تجمعنا وتعلّم أبناءنا أن الطريق إلى كربلاء ليس فرديًّا، بل مسار جماعي يُبنى على التضامن. فإذا افترقنا في مكان عام، نستدل على مكان بعضنا من خلال شعار ولون رايتنا الخضراء، التي يتكفّل بحملها شباب في مقدمة المسير."

فيما قالت الحاجة أم هادي، إحدى الزائرات من مدينة البصرة:

"كتبتُ اسم ابني الشهيد على رايتي الصغيرة هذه، وأنا أحملها طوال الطريق إلى الحسين (عليه السلام)، لأقول له: (هذا ابنك يا أبا عبد الله، سَجّلني أني ويا مَن زوّارك)."

سارية واحدة

ومن بين حشود الزائرين، شاهدنا عن بُعد فتى متأزرًا بسارية ترفرف أعلاها رايتان: راية للإمام الحسين (عليه السلام)، وراية العراق، أرض السلام. إذ شكّلت لوحة ذات مدلول ورسالة تختزل الكثير من المآثر والمناقب والعِبَر، وكأنه يقول:

"سيبقى العراق أبدًا منتصرًا، يسمو فوق جراحه ومعاناته، ويُحقق مبتغاه، كالحسين (عليه السلام)، الذي يتجدد نصره مع كل صوتٍ يصدح بالحق."

رؤية إعلامية

حدثتنا الإعلامية عفاف الغزالي، قائلة:

"من خلال سنوات من المتابعة والتغطية الميدانية لمواكب العزاء، بقي مشهد الرايات الحسينية يحمل لي معنى خاصًا يتجاوز البُعد البصري والمشهدي. كإعلامية، رأيتُ فيها أكثر من مجرد قطعة قماش تُرفرف فوق الرؤوس، بل إنها إعلان صامت، لكنه بالغ التأثير، عن استمرار القضية، وامتداد الثورة الحسينية في وجدان الناس."

وتابعت:

"إن شعيرة حمل الرايات، كما أفهمها من قلب الحدث، هي لغة أخرى من لغات الولاء؛ تُرفع لا لتُرى فقط، بل لتُفهم. هي ليست للعرض، بل للربط؛ إذ تربط الماضي بالحاضر، والذاكرة بالفعل. ففي كل راية ترتفع، أقرأ إصرارًا جماعيًا على ألا تُنسى كربلاء. وأشعر أن الناس يُمارسون فعل المقاومة الرمزية ضد محاولات الطمس والنسيان. فكل يد تحمل راية، تحمل معها رسالة: (كربلاء لا تزال تنبض، والراية لم تسقط). وهنا يكمن سر هذه الشعيرة؛ إذ إنها ممارسة وجدانية وهوية حضارية، تُعلن أننا لسنا مجرد روّاد عزاء، بل ورثة لقضية، وتأكيد بأن الحسين (عليه السلام) لا يزال قائدنا، وأن الحق لا يزال له راية تُرفع."

رمز يتجاوز الشكل

ويرى الباحث الاجتماعي حسنين عقيل الغرابي، أن الرايات ليست مجرد قطع قماش تُكتب عليها عبارات حسينية أو أسماء عشائر وبلدان، بل هي تعبير عن انتماء عقائدي، وإعلان عن موقف، وتذكير دائم بأن الحسين (عليه السلام) لم يُقتل وحيدًا، وأن محبيه ما زالوا على العهد باقين.

وأضاف: "الراية في المسير تحمل بُعدًا رمزيًا يتجاوز الشكل، ومتجذرًا في الوعي الشيعي، فهي امتداد لراية العباس (عليه السلام)، وتعبير عن الولاء والالتزام بقيم الثورة الحسينية."

مشروع خالد

يشهد العالم كل عام مسيرة تُعد من أعظم المشاهد الإنسانية والدينية، حيث يتوافد ملايين الزائرين إلى مدينة كربلاء المقدسة سيرًا على الأقدام لإحياء أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).

وبين حشود الزائرين، تلوح رايات بألوان وأحجام مختلفة، تُرفع عاليًا فوق الرؤوس، لتُصبح رموزًا تتقدم الجموع وتروي قصة أمة لم تنسَ شهيدها، ولم تنكسر أمام محاولات طمس هويتها.

ففي طريق الأربعين، لا تُرفع الرايات عبثًا، بل تُحمل بعقيدة، وتُرفرف بأيدٍ تؤمن أن الحسين (عليه السلام) مشروع خالد للكرامة والعدل. ومثلما كانت راية العباس (عليه السلام) دليلًا في الطف، صارت رايات الزائرين مشاعل هداية في زمن الضياع.

الامام الحسين
عاشوراء
كربلاء
المجتمع
السلوك
الايمان
شارك الموضوع :

اضافةتعليق

    تمت الاضافة بنجاح

    التعليقات

    آخر الاضافات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير

    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها

    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم

    في ثرى البقيع... كُلُّ الذي دون الفِراقِ قليلٌ

    في يومها العالمي... الترجمة لغة ثانية للحياة

    آخر القراءات

    تضاريس جثة

    النشر : الأحد 12 آب 2018
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    رسالة مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بمناسبة حلول شهر محرم

    النشر : الثلاثاء 09 تموز 2024
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    النساء وطقوس الثقة

    النشر : السبت 26 حزيران 2021
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    دع الخلق للخالق

    النشر : الثلاثاء 20 كانون الأول 2016
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    هل النساء أكثر غضبا عند الجوع من الرجال؟

    النشر : الأحد 27 آيار 2018
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الناجون من السرطان في الطفولة أكثر عرضة لمشكلات ضغط الدم

    النشر : الأحد 10 كانون الأول 2017
    اخر قراءة : منذ 23 دقيقة

    الأكثر قراءة

    • اسبوع
    • شهر

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    الزواج.. ميثاقٌ إلهيٌّ تُنسِجه المودَّةُ والرحمة

    • 647 مشاهدات

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين

    • 361 مشاهدات

    الشجاعة الحقيقية في مواجهة الهزيمة

    • 353 مشاهدات

    كانت مجرد كلمات… حتى بدأت أبكي دون أن أفهم السبب

    • 352 مشاهدات

    الحشمة المهدورة خلف ستار القرابة

    • 953 مشاهدات

    لغة الإيموجي… حينما تتحدث الصور وتصمت الكلمات

    • 906 مشاهدات

    استبدل ولا تحذف: الفراغ عدو التغيير

    • 820 مشاهدات

    تجاوز سطح الخلاف: كيف يختبئ الاتفاق خلف سوء الفهم؟

    • 780 مشاهدات

    قراءة في كتاب: في دقائق كيف نتغيّر؟

    • 755 مشاهدات

    ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟

    • 732 مشاهدات

    facebook

    Tweets
    صحيفة الكترونية اجتماعية ثقافية بادارة جمعية المودة والازدهار للتنمية النسوية

    الأبواب

    • اسلاميات
    • حقوق
    • علاقات زوجية
    • تطوير
    • ثقافة
    • اعلام
    • منوعات
    • صحة وعلوم
    • تربية
    • خواطر

    اهم المواضيع

    السيدة الزهراء.. شريان الإيمان ونور اليقين
    • منذ 19 ساعة
    بالكلمة الطيبة قوة الأثر والتغير
    • منذ 19 ساعة
    السيدة الزهراء.. أسماؤها وألقابها
    • منذ 19 ساعة
    بويضات من خلايا جلد لإنتاج أجنة.. البشرية أمام علاج جديد ثوري للعقم
    • منذ 19 ساعة

    0

    المشاهدات

    0

    المواضيع

    اخر الاضافات
    راسلونا
    Copyrights © 1999 All Rights Reserved by annabaa @ 2025
    2025 @ بشرى حياة