في صباح شتوي بارد.. حيث السماء ملبّدة بالغيوم التي تشكلت بشكل فني متميز لتنبئ كل من يراها عن عظمة خالقها ..
والشمس تحاول ايصال اشعتها الدافئة من الثغرات بين السحب المتجمعة لتزرع الامل في كل الأرجاء ..
كنت واقفة أراقب جمال السماء من نافذة مطلّة على حديقة منزلنا.. حيث بعض الاشجار تخلّت عن اوراقها بعد ان اصفّر لونها لتعطي الطبيعة مظهر شتوي.. وقطرات الندى تجمعت على باقي الاوراق التي مازالت متعلقة بأشجارها..
كل شي كان مريح للنظر.. ومشرح للنفس.. العصافير كانت تهبط قليلا لتنعم بالراحة بعد رحلة استكشافية لجمال هذا العالم وبعدها تعود للطيران ...
طير صغير وبمنقاره شيء من الخبز هبط.. لم يلفت انتباهي عندها حتى هبط بعده مباشرة طير آخر واخذ يجري وراءه.. ادرت عيناي لأرى ما الذي يريد فعله! وجدتهما يتشابكان بمنقاريهما، دققت النظر واذا بهما يتنازعان على قطعة الخبز.. تارة تسقط من الطير الاول ليلتقطها الثاني فيأكل منها قليلا ويعود الاول ليستحوذ عليها... هكذا هما حتى انهيا اكلها وحصل كلاً منهما على مقدار من القطعة ثم رفرف بجناحه ليكمل مسيره ...
أما أنا مازلت واقفة والافكار تتصادم في عقلي، مرة اسيء الظن بالطير الاول واتهمه بالانانية واقول لنفسي: ماذا يحدث لو تقاسم الخبز مع الطائر الثاني!! لماذا لم يعد هناك مخلوق يشارك نظيره ويخفف عنه فقره وألمه.. بعدها تتغير فكرتي واقول: قد يكون الطائر الثاني أراد سرقة الاول فهو لايريد الخير له ويحسده على ما عنده.. بعدها امحي الفكرتين الماضيتين واقول: ربما الاول سرق قطعة الخبز من الثاني ..!!
وهكذا أنا حتى بدأ الصداع يسلب مني افكاري.. عندها انتبهت لنفسي.. لقد شغلت تفكيري بما لاضرورة له.. هل جاءا ليحكماني؟! لا..
اذاً مالي والظن وحشر نفسي بما لاعلاقة لي به ..
هنا عرفت ان حياتنا اصبحت متعبة ومرهقة بسببنا نحن.. لو ان كل منا اهتم بنفسه وحياته وترك الاخرين في حياتهم لعشنا بود وسلام بعيدا عن الشك وسوء الظن.. فدع الخلق للخالق واهتم بنفسك..
ومما يجدر بنا فعله هو ان ندقق ايضا بتصرفاتنا ونبتعد عن موارد الشبهة كي لايسيء الظن بنا احد..
اضافةتعليق
التعليقات